في أزمة اليونان..الكل خاسر

في أزمة اليونان..الكل خاسر

24 يونيو 2015
خروج اليونان من اليورو سيكلف ألمانيا 153 مليار دولار(أرشيف/Getty)
+ الخط -


تترقب أسواق العالم بشغف نتائج اجتماع القمة المرتقبة لزعماء منطقة اليورو المقرر عقده اليوم الخميس ببروكسل لبحث أزمة ديون اليونان، والملاحظ أن معظم الإشارات الصادرة أمس عن عواصم عدة معنية بالأزمة تؤكد أن الاجتماع سيكون شاقاً، وربما لن يشهد حسم الخلافات الأوروبية اليونانية المتعلقة بالأزمة، أو حتى الاتفاق على منح الدولة المتعثرة جرعة تمويلية مؤقتة أو قرض طارئ يمكنها من سداد الديون العاجلة المستحقة عليها وفي مقدمتها 1.5 مليار دولار مستحقة لصندوق النقد الدولي خلال أيام.
ورغم هذه التوقعات المتشائمة يستبعد الجميع أن يتم خلال القمة اتخاذ خطوات عملية من شأنها السماح بإعلان إفلاس اليونان وانزلاقها نحو هاوية التعثر، وفتح الباب أمام خروجها من منطقة اليورو. 
وكان من بين الإشارات غير المشجعة رفض كبار الدائنين أمس الأربعاء مقترحات قدمتها أثينا لسد عجز الميزانية، وهو ما دفع رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس لمهاجمتهم قبل توجهه لبروكسل للاجتماع مع رؤساء المؤسسات الثلاث الدائنة لليونان وهي المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، كما تحدثت أطراف قريبة من المحادثات عن انهيار وشيك للمفاوضات الجارية؛ وهو ما نفاه مسؤول بالاتحاد الأوروبي، قائلا "لم ينهر أي شيء والمفاوضات سارية".
وما زاد ضبابية مستقبل المفاوضات أمس انتقاد نواب يونانيين التنازلات التي قدمتها حكومة تسيبراس للجهات الدائنة، والتي يعتبرونها متعارضة مع الالتزامات التي قطعتها أمام الناخبين قبل خمسة أشهر، علماً أن المقترحات اليونانية التي تم تقديمها للدائنين مساء الأحد الماضي قبيل قمة زعماء منطقة اليورو، تضمنت جمع الحكومة اليونانية 8 مليارات يورو خلال عامي 2015 -2016 أغلبيتها من ضرائب جديدة.
والسؤال هنا: هل يستطيع تسيبراس إقناع حزبه اليساري بالتنازلات المقدمة للدائنين أو مواجهة الضغوط التي يتعرض لها من الناخبين الذي وعدهم بتحسين أحوالهم المعيشية خلال فترة حكمه.
في مقابل هذه المواقف المتشائمة، نجد أن هناك مواقف متفائلة تجاه المفاوضات الجارية، منها علي سبيل المثال موقف المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، بيار موسكوفيسكي، والذي أعلن عن تفاؤله بشأن توصل اليونان إلى اتفاق مع دائنيها في وقت قريب.
الأسواق العالمية قلقلة مما يجري في اليونان، والحل هو توصل أثينا إلى اتفاق مع دائنيها يقلل مخاوف تخلفها عن السداد، وإلا فطردها من منطقة اليورو جاهز وربما يجر ذلك لطرد دول أخرى في وقت لاحق .
الساعات القليلة القادمة ستكون حاسمة ليس فقط لأزمة اليونان، ولكن لمستقبل منطقة اليورو بالكامل، فإما استيعاب الأزمة ولو مؤقتا، وإلا فتح الباب علي مصراعيه أمام حدوث قلاقل شديدة في منطقة اليورو وعملته الموحدة، قد يتبعها إعلان إفلاس دول أوروبية كبري.
الخيارات المطروحة علي قمة زعماء أوروبا في اجتماعهم اليوم الخميس ببروكسل ليست كثيرة، وليست بالسهولة التي يتصورها البعض، ويكفي أن نقول إن خروج اليونان سيكبد ألمانيا وحدها خسائر تقدر بنحو 153 مليار دولار، وأن البنوك الألمانية قد لا تسترد أموالها لدي اليونان والبالغة 23 مليار دولار  .

اقرأ أيضا: أعلنوا إفلاس اليونان وارتاحوا

المساهمون