العراق: عودة إحدى المختطفات الأيزيديات على يد "داعش" بعد 8 سنوات

العراق: عودة إحدى المختطفات على يد "داعش" بعد 8 سنوات ترفع الآمال بالعثور على مزيد من الناجيات

16 فبراير 2022
تعرّضت سنجار لواحد من أسوأ الأعمال الإرهابية لتنظيم "داعش" (عدنان يعقوب/الأناضول)
+ الخط -

أكدت تقارير محلية عراقية في بغداد، اليوم الأربعاء، تحرير فتاة من الطائفة الأيزيدية من مدينة سنجار التي تعرّضت لواحد من أسوأ الأعمال الإرهابية لتنظيم "داعش"، عام 2014، بعد احتلاله المدينة وإقدامه على قتل المئات من السكان وخطف الآلاف من النساء، وهو ما يعطي الأمل بإمكانية عودة نساء أخريات ما زال مصيرهن مجهولاً لغاية الآن، على الرغم من فقدان مسلّحي "داعش"، سيطرتهم على المدن العراقية والسورية منذ عدة سنوات.
وبحسب تصريحات سابقة لمسؤول ملف متابعة المختطفين الأيزيديين، في إقليم كردستان العراق، حسين قائدي أدلى بها لـ"العربي الجديد"، فإنّ "العدد الكلي للمختطفين على أيدي تنظيم داعش، هو 6400، وكلهم من الأيزيديين عدا 15 شخصاً هم من المسيحيين. تمّ تحرير 3532 شخصاً وهم 339 رجلاً و1199 من النساء والأطفال". وأكّد أنّ العدد الكلي للمفقودين هو أكثر من 1900 شخص، ما زال العمل متواصلاً لمعرفة مصيرهم.

وأكّدت وكالة أخبار محلية عراقية محلية، أنّ الفتاة المختطفة، روزة أمين، وهي من أهالي قرية تابعة لمدينة سنجار، عادت إلى ذويها بعد العثور عليها في دير الزور السورية، إثر اختطافها عام 2014 من قبل إرهابيي تنظيم "داعش"، عندما كانت تبلغ من العمر 11 عاماً فقط.

فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالوا إنها للفتاة بعد عودتها إلى ديارها.

ولم يصدر عن السلطات الرسمية العراقية في بغداد أو إقليم كردستان أي تعليق حتى الآن، لكن مصادر محلية في مدينة سنجار، 115 كيلومترا غربي الموصل، أكّدت لـ"العربي الجديد"، أنّ غالبية الفتيات اللواتي يُعثر عليهن في مخيمات أو مناطق داخل سورية، هن ممن تمّ اختطافهن بأعمار صغيرة أقلّ من 12 عاماً ويعجزن عن العودة لديارهن أو حتى معرفة قنوات اتصال معهن.

وقال عضو المجلس المحلي لمدينة سنجار، خليل شنكالي، في اتصال مع "العربي الجديد"، إنّ "الإعلان عن عودة ناجيات أو تحريرهن، مرتبط بالحكومة كون دخولهن يكون عبر معبر فيشخابور أو ربيعة، والأول بيد حكومة أربيل والثاني تحت سيطرة الحكومة العراقية المركزية في بغداد".

وأضاف: "الأمل لم ينقطع بعودة المزيد من ضحايا الاختطاف، وهناك جهود كبيرة من قبل حكومة المدينة المحلية، بالتنسيق مع التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية (قسد) للبحث عن ناجين آخرين".

لكنه أكّد بالوقت ذاته، أنّ "قسما كبيرا منهم قُتل خلال المعارك حيث استخدمهم داعش دروعاً بشرية له خلال معاركه الأخيرة في الحسكة ودير الزور والموصل والقائم". واتهم شنكالي حكومة بغداد بعدم جديتها في البحث وأنّ "أغلب الجهود في العثور عن ناجين تأتي من قبل أهل الضحايا أو من قبل منظمات محلية ومتطوعين".

والشهر الماضي، أعلنت السلطات في إقليم كردستان العراق عن تحرير فتاة أيزيدية عُثر عليها في بلدة عين عيسى السورية، قبل أن يتم تسليمها إلى لجنة المخطوفين في "البيت الأيزيدي" لنقلها وتسليمها إلى ذويها في مدينة سنجار. 

ونفّذ تنظيم "داعش"، عقب دخوله محافظة نينوى شمالي العراق، الغنية بالتعدد الديني والقومي، سلسلة جرائم مروعة تضمّنت عمليات قتل جماعية وخطف للنساء والأطفال، طاولت الآلاف من مكوّنات دينية مختلفة في نينوى، وخلّفت مآسي كبيرة ما زالت آثارها حاضرة لغاية الآن، مع بقاء مصير الآلاف من النساء مجهولاً، بينما تمّ تحرير الكثير منهن عقب هزيمة تنظيم "داعش"، وتحرير المدن العراقية، لكن تلك النساء ما زلن يعانين من مشاكل كبيرة، بسبب الخطف وما تعرّضن له من اعتداء ممنهج.

وصوّت البرلمان العراقي، العام الماضي، بالأغلبية على قانون (الناجيات الأيزيديات) والذي توسّع في مواده ليشمل الضحايا من المكونين المسيحي والتركماني على يد تنظيم "داعش".

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

وينصّ القانون على عدد من البنود والمواد القانونية الملزمة للدولة، من أبرزها تأسيس مديرية عامة لرعاية شؤون الناجيات ترتبط بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، تتولى مهام تعويض الناجيات مادياً ومعنوياً وتأمين حياة كريمة لهن وإعادة تأهيل البنى التحتية لمناطق الناجيات، وتوفير كل الاحتياجات التي تتطلبها عملية إدماجهم بالحياة والمجتمع. كما أقرّ القانون صرف مرتب شهري لا يقلّ عن ضعف الحد الأدنى للراتب التقاعدي للموظف العراقي، ومنح الناجيات منهن قطعة أرض سكنية أو وحدة سكنية مجاناً بلا مقابل.

ونصّ القانون أيضاً على أنّ الناجية تحق لها العودة للدراسة استثناءً من شرط العمر والمعدل، وتُعطى الأولوية في التعيين بالوظائف العامة.

كما عدّ القانون "الجرائم التي تعرّضت لها الناجيات جرائم إبادة جماعية، للتعريف بها لدى المحافل والمنظمات الدولية المختصّة وإقامة الدعوى الجنائية ضد مرتكبي تلك الجرائم".

وحُدّد تاريخ الثالث من أغسطس/آب من كل عام، يوماً وطنياً للتعريف بالجرائم التي تعرّضت لها النساء الأيزيديات وباقي المكوّنات الأخرى في نينوى.

المساهمون