المقاومة الفلسطينية في غزة تفاجئ العالم

المقاومة الفلسطينية في غزة تفاجئ العالم

29 أكتوبر 2023
فلسطينيون ملثمون يستعدون لإطلاق بالونات حارقة شرق خان يونس (سعيد خطيب / فرانس برس)
+ الخط -

برز تناغمٌ واضحٌ على مستوى تقييمات جميع المنظومات الأمنية والعسكرية حول العالم، بأنّ ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 هو زلزالٌ أمنيٌ استخباريٌ، وبعدئذ سيكون سياسيًا يصيب المؤسسة الأمنية والعسكرية في دولة الكيان في الصميم، تبعًا للفشل الأمني والاستخباري والعسكري الذي ظهر للعين دون رتوشٍ أو تأويلٍ. فكيف لحركة مقاومةٍ فلسطينيةٍ محاصرةٍ منذ أكثر من 16 عامًا؛ بإمكاناتها المتواضعة، أن تفاجئ دولةً عسكريةً عظمى في الشرق الأوسط، تصنف ضمن الدول الأرقى والأكثر كفاءةً في العمل الاستخباري، وفي الاستطلاع والإنذار المبكر والتجسس، وفي بناء التحصينات والأسيجة والجدران الذكية؟

بعضهم قارنها بصدمة حرب رمضان "يوم الغفران" عام 1973، والآخر رفع السقف وقارنها بحرب النكبة عام 1948، في حين ذهب بعضهم بعيدًا، مثل رئيس وزراء الكيان، وزير أركانه الأسبق أيهود باراك، عندما أشار إلى أنّها الصدمة التي لم يحدث لها مثيل في تاريخ الكيان، ولكن على جميع الأحوال هي محطةٌ محوريةٌ في تاريخ الصراع، وعلامةٌ بارزةٌ، وربّما أكثر سجلات المقاومة الفلسطينية بروزًا، ستسجل في صفحات تاريخ القضية الفلسطينية، وستدرس في الكلّيات العسكرية الأمنية حول العالم، ضمن مفهوم المباغتة والمفاجأة، والقدرة على التضليل والخداع الاستراتيجي، والتخطيط العملياتي والتنسيق الميداني.

هاجم حوالي 1200 مقاتلٍ من قوات النخبة في كتائب القسام برًا وبحرًا وجوًا؛ تحت غطاءٍ جويٍ كثيفٍ من حوالي 5 آلاف صاروخ على اختلاف مداها، سبعة محاور رئيسيةٍ على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزّة مع دولة الكيان، التي يبلغ طولها 44 كم، من ضمنها معبر بيت حانون "إيرز" شمال القطاع، ومعبر كرم أبو سالم "كيريم شالوم" جنوب القطاع، كما أحدثوا خمس ثغراتٍ في الجدار المزدوج الإسمنتي والإلكتروني، المعزز بمصائد وأدوات دفاعٍ أوتوماتيكية، وخلال نصف ساعة تمكّن المئات من نخبة القسام من اقتحام المواقع العسكرية والسيطرة عليها، ومن الانتشار في المستوطنات القريبة من السياج، بعمق حوالي 10 كم شرقاً، في حين تمكّن العشرات من رجال الضفادع البشرية من الإبرار من البحر على أراضي مستوطنة زيكيم، جنوب عسقلان، ومن الانتشار بعمق 2 كم، أما جوًا فقد تمكّن العشرات من نخبة القسام أيضًا من الإنزال عبر الطائرات الشراعية في محيط المستوطنات شرق القطاع، تحرك المقاتلون وتنقلوا من مكانٍ إلى آخر، وكأنّهم يعرفونها عن ظهر قلب، بفضل الخرائط الدقيقة والتفصيلية التي كانت بحوزتهم،  ولعل اقتحام مقر ما يسمى "فرقة غزّة"، وغرفة المراقبة الأمنية؛ التي تضّم مقر جهاز المخابرات الداخلي "الشاباك"، أبرز دليلٍ على ذلك.

كشفت الحرب عن الوجه الحقيقي الإجرامي والدموي لدولة الكيان، وطبيعة قادتها الذين أظهروا عنصريتهم ودمويتهم وتعطشهم للدماء

خلال أربع ساعات؛ من الساعة السادسة والنصف صباحاً وحتّى العاشرة، ساد الإرباك القيادة السياسية والعسكرية، وعوضًا عن التأخر في إدراك ما حدث، أصاب الشلّل دوائر صنع القرار في ظلّ عجزٍ واضحٍ على التعاطي مع الموقف، وهو ما مكن المئات من عناصر نخبة القسام من العودة إلى قطاع غزّة مع أسرى من الجنود والضباط والمستوطنين، بعدد لا يقل عن 200، وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ الدول العبرية.

بادرت حكومة الاحتلال إلى إعلان حالة الحرب على غزّة، بعد الإخفاق والفشل الفاضح لجيشها ودوائر استخباراتها، والإهانة العميقة التي أصابت كلّ دوائر صنع القرار السياسي والأمني والعسكري، وعدد قتلى جنود الاحتلال والمستوطنين الكبير، في المناطق التي اجتاحتها المقاومة، في عمق الثكنات العسكرية، والمستوطنات حول قطاع غزّة، وبعد أن تمكّنت المقاومة، لأوّل مرّة في تاريخ الكيان، من أسر أكثر من 200 جنديٍ ومستوطنٍ، ونقلهم إلى قطاع غزّة.

من الواضح اليوم؛ أنّ جيش الاحتلال قد ألقى بثقل آلته العسكرية في غزّة، للقيام بمجازر جماعيةٍ، وتدمير البنية التحتية الأساسية فيها، بما يتناسب مع حجم الإهانة وهولها، التي تعرّض لها.

تمثّلت عقلية الاحتلال الإجرامية والدموية في قرارات رئيس وزرائه، ووزير دفاعه، اللذين أكدا أنّ أهمّ أهداف الحرب هو الانتقام من قطاع غزّة، عبر تدمير بنيته التحتية، وتقويض أو تدمير حكم حركة حماس في غزّة، وحسب وصف وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت بأنّ جيشه سيقوم بإرجاع غزّة 50 عامًا إلى الوراء.

لذلك لجأت الآلة العسكرية إلى قصف عددٍ كبيرٍ من البيوت على رؤوس ساكنيها، وإلى تدمير أبراجٍ ضخمةٍ، ومسح مربعاتٍ سكنيةٍ كاملةٍ في جميع أنحاء قطاع غزّة، وفرض حصارٍ شاملٍ وكاملٍ على قطاع غزّة، بّما يتضّمن منع إدخال المواد الغذائية، والمحروقات والغاز المنزلي، وقطع المياه والكهرباء. إضافةً إلى استهداف المؤسسات الرسمية والوزرات، والدوائر الحكومية، ومراكز الشرطة، والبريد الحكومي، وهو ما يؤشّر إلى نية قادة الكيان القضاء على الإدارات الحكومية المكلفة بإدارة قطاع غزّة، التي تديرها حركة حماس.

ملحق فلسطين
التحديثات الحية

وهناك احتمالٌ معقولٌ للقيام بعمليةٍ عسكريةٍ بريةٍ محدودةٍ، أو واسعةٍ، في ظلّ الحشد العسكري الهائل، الذي يشمل دخول مئات المدرعات، وآلاف الجنود إلى عمق قطاع غزّة، ومن ضمنها المناطق التي دمّرها، أو مسحها بالكامل، مثل المناطق الغربية لشمال القطاع، الواقعة على ساحل البحر. لا تهدف العملية إلى احتلال قطاع غزّة بالكامل، لأن جيش الاحتلال غير قادرٍ على تحمّل الخسائر التي قد تنجم عنها، والتي تقدر بما لا يقل عن 500 جنديٍ، حسب تقديراتٍ عسكريةٍ صهيونيةٍ، بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية، التي ستسببها الآلة العسكرية، والتي قد تفضي إلى سقوط أكثر من عشرة آلاف شهيدٍ، وأضعافهم من الجرحى، وهو ما يمثّل ضغطًا كبيرًا وإحراجًا  شديدًا أمام المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية، والرأي العامّ الدولي، لذلك وفي ظلّ المعطيات الحالية؛ الأرجح أن يقوم الجيش الصهيوني بعمليةٍ استعراضيةٍ عسكريةٍ تستمر أيّامًا عدّة، وربّما أسابيع عدّة.

لا بدّ من التأكيد على أنّ بنيامين نتنياهو، وأركان حكومته، يبحثون عن رد الاعتبار لجيشهم، وإعادة ما يُسمى بعنصر الردع، الذي يمثّل العنصر الأساسي في نظرية الأمن القومي، لكن وفي الوقت نفسه يتوجسون من أمورٍ عدّة، هي:
1- توسع الحرب لجبهاتٍ أخرى، وتحوّلها إلى حربٍ إقليميةٍ، لا قِبَلَ لدولة الكيان بها (لبنان، سوريا، العراق، اليمن، وربّما إيران).
2- توجس الإدارة الأميركية من حربٍ مفتوحةٍ في المنطقة، تنعكس سلباً على دعم الولايات المتّحدة الحرب في أوكرانيا، وصراعها الاستراتيجي مع الصين.
3- تخشى دولة الكيان ومعها الولايات المتّحدة؛ بسبب الدماء الغزيرة التي تسيل في شوارع غزّة، من تحوّلاتٍ جذريةٍ في طبيعة أنظمة الحكم في عددٍ من الدول العربية والإقليمية، التي يعتمل الغضب في نفوس شعوبها، بما يهدد الأنظمة العربية الحليفة للولايات المتّحدة.

لكن وعلى جميع الأحوال، وفي ظلّ صعوبة التكهن بما هو قادم، بسبب التخبّط الصهيوني، والإهانة التي ضربت الكبرياء الصهيوني في الصميم، والصدمة التي أصابت مفاصل دولة الكيان، وتعدد الأطراف المشاركة والمؤثرة، فإننا أمام سيناريوهات عدّة، هي:

الأوّل: الاكتفاء بالقصف الجوي، والخسائر البشرية الهائلة، والتدمير الكبير الذي أصاب بنية غزّة التحتية، ومن ثم الانطلاق إلى مفاوضاتٍ لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة الموجودين في غزّة، استنادًا إلى خشية حكومة الكيان من انضمام حزب الله، وأطراف محور المقاومة الآخرين إلى المواجهة، والتي قد تتحوّل إلى مواجهةٍ شاملةٍ، بمشاركة إيران والحوثيين في اليمن.

هي محطةٌ محوريةٌ في تاريخ الصراع، وعلامةٌ بارزةٌ، وربّما أكثر سجلات المقاومة الفلسطينية بروزًا

الثاني: الدخول البري إلى مناطق في قطاع غزّة، تحت عنوان تدمير الأنفاق، وإبطال مفعول مرابض الصواريخ، بمشاركة عشرات الآلاف من جنود الاحتلال، ومئات المدرعات، في مفاصل رئيسية في قطاع غزّة، خاصّة محور "مستوطنة نتساريم" سابقًا، الذي يفصل كتلة شمال غزّة ومدينة غزّة عن بقية القطاع، ودخول المناطق التي دمّرتها الآلة العسكرية في مناطق عدّة شرق القطاع، والمناطق المحاذية لساحل البحر لمحافظة شمال قطاع غزّة.

الثالث: تدمير كامل البنية التحتية في غزّة، بعد الدخول البري الواسع لقطاع غزّة، وتدمير المؤسسات الرسمية الحكومية، وتصفية عددٍ من قيادات المقاومة، وحركة حماس، بما يفضي إلى عدم قدرة حركة حماس على إدارة غزّة، بما يمهد الطريق إلى عودة السلطة الفلسطينية، وترتيب الأوضاع كما كانت قبل يونيو/حزيران 2007، أي قبل سيطرة حركة حماس على غزّة.

الرابع: دخولٌ بريٌ يعقبه مباشرةً اشتعال كامل الجبهة الشمالية، عبر مشاركة حزب الله اللبناني، التي تحدث فيها المناوشات يوميًا منذ اليوم الأوّل لطوفان الأقصى. وإذا ما فتحت جبهة الشمال، فإنّ الحرب التي شنتها دولة الكيان ستخرج عن السيطرة، فقد تشارك جبهة سوريا من خلال الفصائل الولائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أيضًا؛ قد يشارك عددٌ من فصائل الحشد الشعبي في العراق، ومن الحوثيين في اليمن، وهذا السيناريو المتطرّف ورغم صعوبة تصوره، إلّا أنّه واردٌ، وإذا ما حصل، فإنّنا أمام تطوّراتٍ خطيرةٍ، لعل أبرزها تعرّض دولة الكيان لتهديدٍ وجوديٍ حقيقيٍ.

أما ما يتعلق بإعلان المسؤولين الصهاينة "سحق" حركة حماس، أو "تفكيكها" حسب تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، كمحصلةٍ نهائيةٍ للحرب على غزّة، فإنّ هناك شكوكًا حقيقيةً حول تحقيق هذا الهدف، لأنّ حركة حماس ليست مؤسسات وقيادات، وسلطة تدير غزّة فقط، بل هي جزءٌ أصيلٌ من الشعب الفلسطيني، وتحظى بامتداداتٍ جماهيريةٍ واسعةٍ، ليس في غزّة فقط، بل في الضفّة الغربية، والقدس، والشتات الفلسطيني.

لكن قد يعتري الحركة وفصائل المقاومة الأخرى بعض الضعف لسنواتٍ قادمةٍ، بسبب فقدان عددٍ من القيادات، وأعدادٍ أكبر من المقاومين، وتدمير جزءٍ كبيرٍ من بنية المقاومة العسكرية والمدنية، والدمار الهائل الذي أصاب مختلف نواحي الحياة في قطاع غزّة.

على جميع الأحوال، وبغض النظر عن شكل وطبيعة نهاية الحرب على غزّة، فإنّ المقاومة الفلسطينية الإسلامية قد أضافت رصيدًا نضاليًا نوعيًا لها، يؤهلها لقيادة مشروع المقاومة بكلّ جدارةٍ، في مقابل تعمق أزمة خيار التسوية، ومخرجاته ممثلًا بالسلطة الوطنية الفلسطينية، التي تعاني أصلاً من الضعف، والضمور، ومن انفضاض الجماهير عنها.

على الصعيد الإقليمي؛ فإنّ الحرب الصهيونية ونتائجها ستوقف؛ أو على الأقلّ تفرمل تسارع دولٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ عدّة نحو مشاريع التطبيع، لأنّ دولة الكيان بمؤسساتها الأمنية والعسكرية، قد ضُبطت متلبسةً بحالة ضعفٍ، وفشلٍ تكتيكيٍ واستراتيجيٍ، ببعديه الاستخباري والعسكري، وهي التي كانت دول التطبيع تعوّل عليها في مواجهة إيران، ومن ناحية أخرى أعادت الحرب تذكير النظام الرسمي العربي بأولويّة القضية الفلسطينية، وأعادت الروح إلى الشعوب العربية المكتوية بنار الاستبداد والظلم، في ظلّ محاولات استبدال القضايا القومية الوطنية العربية بأولويّاتٍ داخليةٍ، تتعلق بأساسيات الحياة، والصراعات الداخلية.

لأنّ حركة حماس ليست مؤسسات وقيادات، وسلطة تدير غزّة فقط، بل هي جزءٌ أصيلٌ من الشعب الفلسطيني

على الصعيد العالمي؛ أعادت الحرب للقضية الفلسطينية حيويتها وحضورها الدولي، بعد سنواتٍ من محاولات الطمس والتغييب، لصالح قضايا وصراعاتٍ دوليةٍ أخرى، وها هي جمهورية الصين الشعبية، وروسيا تتبنّيان مواقف واضحةً لصالح القضية الفلسطينية، وتوقف تفرد الولايات المتّحدة بمجلس الأمن، ومؤسسات الأمم المتّحدة الأخرى، ومن جهةٍ أخرى؛ أطاح تبنّي أميركا ودعمها؛ قولاً وفعلاً، جرائم الصهيونية، والإبادة الجماعية في غزّة، بما تبقى من رصيد أميركا الأخلاقي والإنساني في العالمين العربي والإسلامي، وكشفت كذلك عن العنصرية المقيتة، والنظرة الفوقية التي ينظر بها العالم الغربي للشعوب العربية والإسلامية، والتي ستساهم بطريقة أو أخرى في إعادة رسم خطوط العلاقات الاستراتيجية؛ بمفهومها الحضاري، بين الشعوب العربية والإسلامية، وشعوب الجنوب عامةً، وبين العالم الغربي، لصالح التوجه نحو الشرق الصاعد، والرغب في تحدي الاستفراد، والهيمنة الغربية.

كما كشفت الحرب عن الوجه الحقيقي الإجرامي والدموي لدولة الكيان، وطبيعة قادتها الذين أظهروا عنصريتهم ودمويتهم وتعطشهم للدماء أمام وسائل الإعلام دون خجلٍ أو وجلٍ، فقد ضجت وسائل الإعلام العالمية؛ باستثناء المتصهينة منها، والداعمة لدولة الكيان، بصور المجازر المروعة، وصور الأطفال والرضع الشهداء، والتدمير البربري للبنية التحتية ولبيوت المدنيين، حتّى لم يعد بمقدور المتعاطفين مع دولة الكيان قبولها، وهذا بالمجمل يزيد من عمق أزمة الكيان أمام الرأي العامّ الدولي، ويرفع من مستويات المقاطعة، والنبذ المؤسساتي والشعبي والأكاديمي والنقابي، ويمهد الطريق أمام حركة المقاطعة الـ “BDS” لمزيدٍ من الإنجازات، ولتضييق الخناق على دولة الكيان.

التقدير هو أنّه وبسبب الإهانة الكبيرة التي تعرّضت لها دولة الاحتلال، والفشل الذريع للجيش والمؤسسات الأمنية، وانهيار ما يسمى "منظومة الردع"؛ التي شكلت ولا زالت أحد أعمدة نظرية الأمن القومي الصهيوني، فإنّ الحرب الانتقامية التي أعلنها نتنياهو قد تستمر أسابيع، يسقط فيها آلاف الفلسطينيين، وتُدمّر فيها جميع المؤسسات الرسمية الحكومية في مدينة غزّة، وعددٌ كبيرٌ من الأبنية المدنية، بالإضافة إلى ما تبقى من مواقع للمقاومة، وهناك احتمالٌ كبيرٌ لعمليةٍ بريةٍ جزئيةٍ استعراضيةٍ في عمق قطاع غزّة، ولكن الولايات المتّحدة تخشى من توسع الحرب على غزّة، ومن تحوّلها إلى حربٍ إقليميةٍ، بما يدفع بدولة الكيان إلى مرحلة الخطر الوجودي، وتضيف مخاطر وتحديّات أمام المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. لذلك فإنّها قد تضع سقفًا زمنيًا لا يتجاوز أسابيع عدّة، لإنجاز دولة الكيان أهدافها، ومن ثم الانطلاق إلى مفاوضات تبادل الأسرى، والكشف عن الأسرى من الجنود والمستوطنين في قطاع غزّة.

المساهمون