مؤتمر لندن للمانحين: توقّعات متفاوتة لدعم اللاجئين ودول الجوار

مؤتمر لندن للمانحين: توقّعات متفاوتة لدعم اللاجئين ودول الجوار

لندن
avata
نواف التميمي
أستاذ مساعد في برنامج الصحافة بمعهد الدوحة للدراسات العليا منذ العام 2017. حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة غرب لندن في المملكة المتحدة. له ما يزيد عن 25 سنة من الخبرة المهنية والأكاديمية. يعمل حالياً على دراسات تتعلق بالإعلام وعلاقته بالمجال العام والمشاركة السياسية، وكذلك الأساليب والأدوات الجديدة في توجيه الرأي العام وهندسة الجمهور.
04 فبراير 2016
+ الخط -

يحضر الصراع السوري والأزمة الإنسانية الناجمة عنه، في العاصمة البريطانية لندن، اليوم الخميس، حيث يلتقي قادة ومسؤولون من أكثر من 70 بلداً ومنظمة دولية، من أجل بحث توفير المزيد من التمويل الضروري لتلبية الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الصراع السوري المُستمر منذ خمس سنوات، والذي خلّف ملايين اللاجئين والمنكوبين. وتشارك المملكة المتحدة وألمانيا والكويت والنرويج والأمم المتحدة باستضافة مؤتمر لندن للمانحين، بهدف جمع حوالي 8 مليارات دولار، إضافة إلى حوالي 1.2 مليار دولار تطلبها دول جوار سورية لدعم جهودها في استضافة اللاجئين السوريين، علماً أن ثلاثة مؤتمرات مماثلة استضافتها الكويت منذ عام 2013، تمكّنت من توفير حوالي 8 مليارات دولار لمواجهة الأزمات الإنسانية الناجمة عن استمرار الصراع في سورية.

ومن المُنتظر أن يتعهّد الاتحاد الأوروبي، خلال المؤتمر، بتخصيص نحو ملياري دولار أميركي كمساعدات للاجئين السوريين خارج سورية، خصوصاً أولئك اللاجئين في الأردن ولبنان والعراق. ويعلّق الأردن آمالاً كبيرة على مؤتمر لندن للمانحين الذي وصفه الملك عبد الله الثاني بـ"فرصة ذهبية" لمساعدة بلاده. وقال الملك عبدالله، أمس الأول، إن بلاده لا يمكنها التعامل مع الضغط على اقتصادها وخدماتها، لافتاً في حديث لشبكة "بي بي سي" إلى أنه قد يضطر إلى اتخاذ تدابير مؤلمة من شأنها أن تؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين إلى أوروبا، إذا ما ترك الأردن وحده للتعامل مع تداعيات الحرب السورية.

أما لبنان، فكان أقل تفاؤلاً بمخرجات المؤتمر، حسب التصريحات التي نسبت لوزير خارجيته، جبران باسيل، الذي تساءل عن استعداد المجتمع الدولي لطرح مقاربة جديدة لمسألة اللاجئين. ووصف باسيل المؤتمر بالاختبار للمجتمع الدولي ونياته في مساعدة لبنان، والمساعدة في العودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم.

اقرأ أيضاً: الأردن قبيل مؤتمر المانحين في لندن: لا نتسول العالم

وتستعد بريطانيا لتقديم خطة لحل أزمة اللاجئين السوريين خلال المؤتمر، تتضمن مقترحات بتقديم صفقات تجارية وقروض إلى دول مثل الأردن، في مقابل حصول ملايين اللاجئين المحاصرين في المخيمات على فرص عمل وتعليم. ونقلت الصحف البريطانية عن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قوله عن المؤتمر "إنه ليس في صالح سورية وجيرانها فقط، ولكنه في صالح أوروبا أيضاً، فكلما ساعدنا الناس على البقاء في المنطقة، قلت الأعداد التي رأيناها تأتي إلى أوروبا".

ووفق المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، فرح دخل الله، فإن مؤتمر المانحين لسورية يهدف إلى زيادة الأموال اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية، إلى جانب سبل تعاون المجتمع الدولي مع بعضه البعض للمساعدة في توفير الفرص الاقتصادية والتعليم في المنطقة للمتضررين من الحرب السورية. وفي تصريحات لـ"العربي الجديد"، قالت دخل الله إن المملكة المتحدة تستضيف المؤتمر بوصفها في طليعة الجهود الدولية المبذولة، استجابة للأزمة في سورية وانعكاساتها على دول الجوار السوري، حيث رصدت بريطانيا ما يفوق مليار جنيه إسترليني (نحو مليار و450 مليون دولار)، لتكون ثاني أكبر دولة مانحة بشكل ثنائي بعد الولايات المتحدة. وباستضافة مؤتمر لندن 2016، ستكون المملكة المتحدة بمكانة أقوى لتقديم المساعدات الإنسانية وتوفير الأمل للمتضررين من الصراع في سورية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية، إن المؤتمر يشهد تنظيم ثلاث فعاليات على هامش الجلسة الأساسية للمؤتمر تُركز على الفرص الاقتصادية والتعليم والأوضاع داخل سورية، إلى جانب فعاليات أخرى تنظمها منظمات غير حكومية وهيئات أهلية، ومؤسسات من القطاع الخاص.

ويسعى مؤتمر لندن أساساً إلى زيادة التوعية بتداعيات الصراع السوري والحاجة الماسّة والمُستعجلة للمساعدات الإنسانية ولحماية المتضررين داخل سورية وفي الدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين. كما يهتم مؤتمر لندن بضرورة مواصلة الضغوط على كافة أطراف الصراع لحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي، ومعالجة الاحتياجات على الأجل الأطول للمتضررين من هذه الحرب، عن طريق تحديد سبل توفير فرص العمل والتعليم، وهو ما يبعث على أمل أكبر للمستقبل في نفوس من اضطروا للفرار من ديارهم، كما أشار المتحدث باسم الحكومة البريطانية، إدوين صامويل. ووصف صامويل الأزمة الإنسانية السورية بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وتحتاج إلى تخطيط أفضل يتعدى إرسال الأموال، إلى التفكير جدياً في اليوم الأول لإعادة الإعمار في ظل حكومة انتقالية، بحيث يحصل السوريون على الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والمواد الغذائية الضرورية يومياً.

اقرأ أيضاً: المشاهد الأولى للجوء في ألمانيا... أبناء الشمس وسط الزجاج(1)

ذات صلة

الصورة
تشييع رائد الفضاء السوري محمد فارس في أعزاز، 22 إبريل 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شيّع آلاف السوريين، اليوم الاثنين، جثمان رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس إلى مثواه الأخير في مدينة أعزاز، الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية.
الصورة
حال صالات السينما في مدينة القامشلي

منوعات

مقاعد فارغة، وشاشة كبيرة نسيت الألوان والحركة، وأبواب مغلقة إلا من عشاق الحنين إلى الماضي؛ هو الحال بالنسبة لصالات السينما في مدينة القامشلي.
الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة
الصورة
متظاهرون في بريطانيا يتضامنون مع غزة برش مقر وزارة الدفاع بالطلاء الأحمر (العربي الجديد)

سياسة

استهدف ناشطون، الأربعاء، مبنى وزارة الدفاع في بريطانيا بالطلاء الأحمر، تنديداً باستمرار دعم حكومة بلادهم للإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.