الشمال السوري: طقوس عيد الفطر حاضرة.. وغصّة الذكريات

الشمال السوري: طقوس عيد الفطر حاضرة.. وغصّة الذكريات

11 ابريل 2024
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)
+ الخط -

رغم الظروف الصعبة، يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على ما بقي من تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة واللقاءات التي كانت تجري في العيد.

قال عبد السلام اليوسف، النازح من بلدة التح في ريف إدلب، لـ"العربي الجديد": "استيقظنا باكراً على تكبيرات العيد أمس الأربعاء، وأدينا الصلاة في مسجد المخيم حيث ارتدى بعض الأطفال ألبسة جديدة، وتنقلنا لتبادل التهاني من خيمة إلى أخرى، لكن الغصة كبيرة في القلوب، فذكريات العيد تعيدنا إلى بلدتنا التح حيث كنا ننتقل من حارة إلى حارة، وأيضاً من مسجد إلى مسجد، ونحزن خصوصاً على الأطفال الذين ولدوا في المخيم، ولا يعرفون الحضارة والسكن المناسب، ونتمنى أن تنفرج الحال".

أضاف: "أكثر ما نفتقده في العيد، وفي كل عيد يمر علينا في ظل مكوثنا في المخيمات، هو وجود الأحبة والأصحاب والأخوة والأقارب الذين يتوزعون في مناطق وبلدان مختلفة. خسر سكان المخيمات كل شيء، وهم استيقظوا صباح العيد على غصة عدم القدرة على تأمين مستلزمات الحلويات والكعك وشراء ملابس العيد لأطفالهم بسبب الضائقة المالية الكبيرة والأوضاع الصعبة".
ويشير إلى أن "التهجير والنزوح والسكن في المخيمات أفقدت الناس الكثير من العادات التي كانت أساسية في العيد، وأهمها اجتماع الأقارب".

بدوره يقول محمود سليمان العلي لـ"العربي الجديد": "تختلف العادات في بلدة التح عن تلك في المخيم. كان الكبار والصغار أسرة واحدة في البلدة، ثم فقدنا اللمّة مع التهجير وتشتتنا في الدول الأوربية وتركيا ولبنان. تفرّق الأهل والشباب هو الغصة الأكبر لنا".

وقال رضوان الإبراهيم لـ"العربي الجديد": "نرجو الخلاص والعودة إلى إحياء العيد في بلدتنا، كما في السابق. نحن نازحون في مخيمات شمال إدلب، وحياتنا معاناة كبيرة وفرحتنا منقوصة. القرى التي نتحدر منها جزء من تاريخنا وتاريخ أجدادنا الذي نريد أن نستعيده. أفتقد شخصياً أخوتي وأبي الذي كنت أزور قبره في كل عيد. نسأل الله الفرج لكل الشعب السوري كي يتجاوز المحنة الحالية الكبيرة ويتغلب على الظروف الصعبة من فقر وقهر ونزوح".

المساهمون