بشير ربوح.. رحل قريباً من الحراك الجزائري

بشير ربوح.. رحل قريباً من الحراك الجزائري

30 أكتوبر 2019
(بشير ربوح)
+ الخط -

"أريد أن أكون كاتباً مناضلاً في سبيل الأمكنة والفضاءات التي نستنشق فيها عبق الحرّية والنقد والمسؤولية والأمل في إنسان عربي جديد". كان ذلك جزءاً من إجابة الكاتب وأستاذ الفلسفة الجزائري بشير ربوح (1967 - 2019)، حين سألناه في زاوية "وقفة مع": لو قُيّض لك البدء من جديد، أيَّ مسارٍ كنت ستختار؟

كان ذلك قبل أيام قليلة من بدء الحراك الشعبي في الثاني والعشرين من شباط/ فبراير الماضي. وحين انطلق، كان ربوح واحداً من الذين انخرطوا فيه وظلّوا قريبين منه، سواء بكتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال حضوره الميداني في المظاهرات، وهو الذي قال في اللقاء نفسه: "التغيير لا يُصنَع بين الجدران، التغيير فعلٌ يومي مستمرّ، ويكون بالضرورة خارج الأنساق والأيديولوجيات التي تنشغل فقط بالفرجة، وتذهب جهة الأفراح الزائفة. التغيير يريد أن يتوجّه جهة الإنسان العربي الجديد، بحيث يصبح الأخير قادراً على التواجد في الزمن الراهن بكلّ ثقة".

صباح اليوم، رحل ربوح، الذي يعمل أستاذاً للفلسفة في "جامعة باتنة" شرقَي الجزائر، في حادث مرور، بينما كان متّجهاً إليها من مدينته برج بوعريريج، مع الباحث محمد صادق بلام الذي قضى في الحادث أيضاً.

على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدّث كثيرٌ من الكتّاب الجزائريّين عن الراحل، واعتبروه ممّن "أثرى الحراك فكراً وممارسة". من بين هؤلاء محمد شوقي الزين الذي كتب: "انخراط في تحويل الفعل من النظرية إلى الإنجاز، وكان يرى في الحراك الشعبي منتهى سؤال الفعل".

وفي حديثها إلى "العربي الجديد"، تقول الباحثة الجزائرية خديجة زتيلي: "برحيل ربوح، فقدتْ الساحة الفكرية الجزائرية باحثاً دؤوباً ومُثابراً شغف بالفلسفة فاحتوته وباحت له بالكثير من أسرارها"، مضيفةً: "من المؤكّد أن الراحل سيترك فراغاً كبيراً في كثير من المنابر الفكرية العربية، كما في "الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية" التي كان واحداً من أعضائها الذين راهنوا عليها لتحريك الراكد وترسيخ الفعل الفلسفي في الجزائر".

وبشير ربوح من مواليد مدينة رأس الوادي بمحافظة برج بوعريريج الجزائرية. من إصداراته: "مطارحات في العقل والتنوير: عبد الوهاب المسيري أنموذجاً" (2012)، و"استشكالات ودروب، في قضايا الفكر الفلسفي المعاصر"، (2017)، و"أسئلة قلقة في الراهن العربي" (2018)، إضافةً إلى كتاب جماعي بعنوان "السؤال عن الهوية في التأسيس والنقد والمستقبل" (2016).

من آخر كتاباته المنشورة مراجعةٌ لكتاب "معلِّم ألماني: هايدغر وعصره" لروديغر سافرانسكي، والتي نُشرت ضمن العدد التاسع والعشرين (صيف 2019) من الدورية المحكّمة "تبيُّن" للدراسات الفلسفية والنظريات النقدية، التي يصدرها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات".

المساهمون