- المعرض "الزمن لا يزال ثابتاً" بالتعاون مع جيرمان كاباليرو، يوثق الحياة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، معرضًا مشاهد من الحياة اليومية والتحديات كالصحة والسكن، في ظل الأزمات المتعددة.
- يربط المعرض بين الماضي والحاضر، مؤكدًا على استمرارية العنف والإبادة الجماعية منذ عام 1948 حتى الهجمات الأخيرة على غزة، مع التأكيد على أهمية الفن والتاريخ في توثيق الصراع والحياة اليومية للاجئين.
في كتابه "فلسطين.. تاريخ أساسي" (2014)، يستند خورخي راموس تولوسا في تحليله إلى عملية استعمارية نشطة بدأت منذ نهاية القرن التاسع عشر واستمرت حتّى يومنا هذا، أفضت إلى إصدار قرار تقسيم فلسطين، ثم التطهير العرقي لسكانها عام 1948، وإنشاء دولة "إسرائيل"، فقيام الحروب بينها وبين الدولة العربية وصولاً إلى مفوضات السلام.
ويقدّم أستاذ التاريخ المعاصر في "جامعة فالنسيا" الإسبانية، في عدد من مؤلفاته، رؤية مغايرة للصراع مع الاحتلال تتطلّب أدوات جديدة وأطر ضغط جديدة، ومنها مشروعه المشترك مع مواطنه المصوّر الفوتوغرافي جيرمان كاباليرو في معرض "الزمن لا يزال ثابتاً: الحياة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".
المعرض افتتح أمس الأربعاء في "متحف ديري الحرّ" بمدينة ديري بأيرلندا الشمالية، في ذكرى يوم النكبة، حيث تُخصِّص إدارة المتحف فعالياتها دعماً لحرية فلسطين وإنهاء نظام الفصل العنصري الإسرائيلي. ويتواصل المعرض حتى الخامس عشر من الشهر المقبل.
توثيق مشاهد من الحياة اليومية للاجئين الفلسطينيّين في لبنان
بدأ كاباليرو رحلته عام 2019، بالذهاب إلى مخيمات شاتيلا وبرج البراجنة ومار إلياس وضبية وويفل، والبداوي والمية مية والبرج الشمالي، ليستكمل العمل في سنة 2020 ثمّ 2023، حيث التقط حوالي مائة صورة تعكس المشكلات التي يواجهها اللاجئون، في ما يخصّ مياه الشرب، والصحة، والسكن، وأوضاع الأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية الناجمة عنها.
وفي تقديم المعرض، لا يغفل المنظّمون ربط العدوان الإسرائيلي على غزّة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأنَّ الإبادة الجماعية المستمرة هي امتدادٌ لما حدث عام 1948، حين تمّ تدمير أكثر من خمسمئة بلدة وقرية فلسطينية، وتهجير أكثر من سبعمئة وخمسين ألفاً كانوا يعيشون فيها، في تأكيد أنَّ العنف لم يبدأ في الخريف الماضي، بل هو مستمرٌّ في عامه السادس والسبعين.
يوثّق كاباليرو مشاهد متنوّعة من الحياة اليومية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، والذين يتقاسمون اليوم السكن والمكان مع لاجئين سوريين منذ عام 2011، كما توضح بعض الصور المأخوذة من الشوارع والأسواق والمدارس وأماكن اللعب والساحات والمنازل أيضاً.
في أحد الأعمال المعروضة، يدمج المصوّر الإسباني اثتنين وثلاثين صورة للاجئين من مختلف الأعمار في صورة واحدةٍ، مع تدوين لأسمائهم جميعاً، بينما يعرض في صور أخرى شعارات وعبارات ورموزاً يكتبها اللاجئون على السبورة في غرف الصفّ بين الحصص الدراسية، وعلى جدران المخيم، وتختزل سيرة حياتهم وحلم العودة إلى فلسطين.
ليست هذه التجربة الأولى لكاباليرو في تقديم واقع الفلسطينيين، حيث سبق أن أقام معرضاً بعنوان "الخليل: الحياة والمقاومة" في "متحف تاريخ فالنسيا" عام 2016، وكذلك تولوسا الذي أصدر مؤلّفات مثل "فلسطين في النظريات الإبستمولوجية الجنوبية" (2022)، و"تاريخ معاصر لفلسطين-إسرائيل" (2020)، بالإضافة إلى مقالات عدّة حول إنهاء الاستعمار في فلسطين.