الأمن الوطني وشيروان الوائلي

الأمن الوطني وشيروان الوائلي

27 فبراير 2015
+ الخط -

تتصل اختراقات الأمن الحادثة في بغداد، وغيرها من مدن العراق، بطرق إمداد وتمويل وتجهيز ودعم من خارج الوطن. منذ أحد عشر عاماً، يتحدث القائمون على المؤسسة الأمنية عن خطط وبرامج وأجهزة ودورات وغيرها. ولم يتحقق الأمن، وبعد كل سلسلة جرائم تفجير وازدياد أعداد الضحايا، ينعطفون، في تصريحاتهم، على خطط جديدة مع التشديد الإعلامي على إدانة الإرهاب.
يحدث هذا ونزيف الدماء والأرواح يرتفع منسوبه يوماً بعد آخر، وتنفق المليارات من الدولارات، تعقد الصفقات الفاسدة والأجهزة العاطلة لكشف المتفجرات، لتغطي على موجات الموت الجماعي، العاصف صيفاً وشتاءً.
التزامنا جانب الخسائر فقط يرتبط بعامل رئيس، هو عدم معرفة الأجهزة المعنية بآليات صناعة الأمن الوطني، وهو ما ينعكس على حياة الناس الاجتماعية ومصالح الوطن الاقتصادية، ويترك آثاراً وخيمة في جوانب الحياة كافة.
العقدة الأساس الغائبة عن قادة العراق، اليوم، هي أن الأمن صناعة سياسية اجتماعية اقتصادية ثقافية تربوية إعلامية، لكن هذا التضافر الوطني مفقود في بلادٍ تطحنها الخلافات السياسية والطائفية للأحزاب الحاكمة. وهنا، صار الجميع يتغافل عن ثوابت الأمن التي أشرنا إليها، ويتمسك بالحقيقة الأمنية، أي قوة الأمن والجهد الاستخباري، وما يفعله من رعب موجّه وترهيب اجتماعي منتظم. وبهذا، فإن ما يحسب جهداً لتحقيق الأمن يصبح سبباً إضافياً لتفاقم العنف، وزيادة مساحات الإرهاب، وحواضنه وجاذبياته.
معالجة هذا الواقع الأمني صارت ترتبط بطاقة الجهد التفكيري للأجهزة المعلوماتية والتحليلية، ونقصد، هنا، دائرة المخابرات الوطنية، واستشارية الأمن الوطني اللتان تشكوان من غياب قادة أكفاء، بينما يتطلب من هاتين المؤسستين رصد كل الخطوط العاملة بين الداخل والخارج العراقيين، والتي تغذي الإرهاب في واحدة من أخطر مهامه، وهي التفخيخ والتفجير الذي ينتج موتاً جماعياً ويسقط ثقة الشعب بالحكومة، ومقدراتها الأمنية.
بالمناسبة نفسها، يجدر بالمراقب الموضوعي أن لا يترك النسيان يغلّف ذاكرة النجاح لبعض القادة الأمنيين الذين سبق وأن عملوا وأنتجوا نجاحات أمنية، منهم الأستاذ الوزير السابق شيروان الوائلي، الرجل الذي أنيطت به مهمة استشارية الأمن الوطني 2006 ـ 2010، وأصبحت وزارة في عهده، واستطاع، في جهد استثنائي يعتمد الرؤية والتحليل والواقعية في قراءة المعطيات، أن يجعل من هذه المؤسسة دائرة أمنية استخبارية بامتياز. ونحن، إذ نجد في إمكانات شيروان الوائلي الذاتية صلاحية أن تناط به مهمة إدارة المخابرات الوطنية، أو الأمن الوطني، فإن وحدة قياسنا تعتمد نجاحاته في زمن كانت فيه القاعدة متوغلة في أحياء بغداد، والعديد من ضواحيها.


 

avata
avata
فلاح المشعل (العراق)
فلاح المشعل (العراق)