الآن، يجد لاعب كرة القدم السابق محمد أبو تريكة نفسه في موقف مشابه؛ توفي والده وهو خارج مصر، واسمه موضوع على "قوائم الإرهاب"، ما يعني أنه حال دخوله مصر سيكون عرضة للتوقيف الأمني أو المنع من السفر مرّة أخرى في أفضل الظروف، لكن الفارق هذه المرّة أنه ليس رجل أعمال نافذا، ولا ابن صحافي كبير له علاقات وطيدة بكل أذرع السلطة ليضمن أنه لن يتمّ توقيفه في حال عودته لتوديع والده.
سيحضر VS لن يحضرعاش محبو أبو تريكة في مصر يومًا عصيبًا، الأحد الماضي؛ فبعد وفاة والد اللاعب الشهير انقسمت الآراء بين وجوب عودته لتشييع جنازة والده وتكريمه كما يليق، وبين ضرورة عدم حضوره بسبب الخوف من توقيفه في المطار.
كلا الرأيين كان منطلقًا من أرضية واحدة؛ حب أبو تريكة، أنصار الرأي الأوّل يرون أن الارتباط المعروف بين اللاعب ووالده سيجعل من عدم حضوره الجنازة عبئًا نفسيًا كبيرًا عليه، وأن حضوره حتى وإن اعتقل قبل بلوغ الجنازة سيكون أقلّ وطأة على نفسه لأنّه أدّى ما عليه، بينما أنصار الرأي الثاني كانوا أكثر براغماتية فرأوا أن والده قد مات وانتهى الأمر، ولا داعي لأن يُجازف بالعودة إلى مصر.
أرادت الدولة أن تُخفف من حنق محبي أبو تريكة، فخرجت تصريحات أمنية غير رسمية تؤكد أن اللاعب السابق لن يتمّ توقيفه في حال عودته إلى مصر، لكن لا ضمانة رسمية بعدم منعه من السفر مرّة أخرى.
حسم أبو تريكة الجدل واختار الخيار الأكثر عقلانية و"براغماتية"، فقرّر عدم العودة إلى مصر، واكتفى بنعي والده بقوله: "تعلّمت منه الكثير، فقدت قدوتي في الكفاح والعمل، رحم الله والدي وغفر له وأسكنه فسيح جناته".
حضور شعبي كبيرشُيعت جنازة والد أبو تريكة وأقيم العزاء وسط مشاركة شعبية كبيرة، ووسط حضور كبير من لاعبي كرة القدم الحاليين والسابقين، منهم وائل جمعة، وسيّد عبد الحفيظ، وأحمد حسن، وأسامة حسني، وهادي خشبة، وحسام غالي، وأحمد فتحي، وعماد متعب، ومؤمن زكريا وغيرهم.
حرص بعض الأشخاص والجهات على كسب ودّ جماهير اللاعب الكبير عبر نعيها ومشاركتها في عزاء والده، وكان من أبرزهم رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور المعروف بعدائه لأبو تريكة، وعلاء نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي شارك أبو تريكة في الثورة على نظامه.
شكوك جديدة حول موعد طرح اكتتاب أرامكو