يعاني النازحون شمالي غربي سورية من أوضاع إنسانية كارثية داخل الخيام، فما إن تنتهي معاناة موسم البرد والوحول والصقيع وانعدام وسائل التدفئة، حتى يدخل فصل آخر من المعاناة مع بداية ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف وسط استمرار انعدام أبسط مقومات الحياة من كهرباء ومياه وصرف صحي ومصادر تبريد. هنا
يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يُطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية وسعياً لخلق أجواء من التآخي وبثّ روح البهجة وتبادل الزيارات، واسترجاع ذكريات الماضي على سفرة الأكل.
لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها وغيرها من عادات وطقوس دأب عليها خلال شهر رمضان.
يعتبر المعروك وجبة رئيسية في رمضان بالنسبة لمعظم السوريين، سواء بعد الإفطار أو على مائدة السحور، حيث تنتج الأسواق هذه الأكلة الشعبية بأشكال مختلفة، لكن الأوضاع المعيشية والاقتصادية في سورية باتت تحد من قدرة السوريين على شراء الكثير من الأصناف التي كانت رئيسية في رمضان، وباتت تصنف باعتبارها ثانوية أو