من الناشطات الأخريات اللواتي أنتجتهن الثورة المصرية، هند نافع، المعيدة في جامعة بنها، تشاء الأقدار أن تُضرب على أيدي العسكر في أحداث مجلس الوزراء ديسمبر/كانون الأول 2011، وكان هذا سببا في توتر علاقتها مع أسرتها الريفية، التي رأت فيما حدث لابنتها وصمة عار أصبحوا يخجلون منها، وبدلا من الاعتزاز بابنتهم التي رفضت تحية المشير طنطاوي عندما جاء لعيادتها في المستشفى، حبسوها في المنزل ومنعوها من الخروج، وفي فبراير/شباط 2015 حكم عليها غيابيا بالمؤبد بتهمة إثارة الشغب وقلب نظام الحكم، ففضلت هند الهروب ومواجهة مستقبل غير واضح المعالم.في رحلة الهروب، شاركت في حملة "وطن بلا تعذيب" بالتعاون مع مركز هشام مبارك للقانون، وعملت كصحافية لبعض الوقت، حتى اضطرت للاختفاء نهائيا، واختارت شوارع الإسكندرية تتنقل من صديقة إلى صديقة مدة ثلاثة أشهر، حتى حالفها الحظ وسافرت إلى نيويورك منذ أسابيع قليلة في منحة للدراسة في مجال حقوق الإنسان.بعد سفرها كتبت هند على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "لم يكن أمامي غير السفر أو السجن 25 سنة، اللي مصبرني أنني هكمل شغلي في حقوق الإنسان والصحافة".قصة نسائية أخرى بطلتها، ماهينور المصري، المحامية والناشطة السياسية، تميزت في مجال حقوق الإنسان، واحدة ممن رفضوا الظلم في كافة المراحل التي عاشتها رغم صغر سنها، انحازت لمطالب العمال، وكانت من أوائل المطالبين بالقصاص من قتلة خالد سعيد، أيقونة الثورة، دافعت بصدق عن المعتقلين، تجمع الكفالات من هنا وهناك للإفراج عنهم، تم حبسها في عهد مبارك ومرسي وعدلي منصور، والآن هي في سجون السيسي بتهمة التعدي على رجال الأمن، فيما يعرف إعلاميا بقضية قسم الرمل، فهي سجينة عابرة للعصور، من محبسها في سجن دمنهور بعثت برسالتها، "لا تطالبوا بالحرية لشخص وتنسوا هموم شعب بأكمله"، بينما رسالة الأم من خارج أسوار السجن، "اثبتي على الحق، وخليكي زي ما أنت".وإذا كان السجن أو الهروب هو المصير المحتوم، فهناك حلقة جديدة في مسلسل القمع وتكميم الأفواه تمثلت في اختطاف النشطاء، فاختفت الناشطة إسراء الطويل منذ 1 يونيو/حزيران، حتى ظهرت بعد 18 يوماً في نيابة أمن الدولة من دون الحصول على أية معلومات عن طبيعة التهم الموجهة إليها وأسباب احتجازها في سجن القناطر، جدير بالذكر أنها ما زالت تعالج من الشلل إثر إصابتها بطلق ناري في 25 يناير/كانون الثاني 2014، وبهذا تؤكد الدولة أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.(مصر)
اليمــــــــن | إخلاء شارع المطارمن الخيم