كما تنزع الخواتم

كما تنزع الخواتم

14 فبراير 2016
فادي يازجي / سورية
+ الخط -

إلى جنودٍ مُكْرَهين مخدوعين
بلا رأفة، سُحِبْنا في ليالي شتاءٍ مظلمة.
أشباح هزيلة، مدّت مرافقَها إلى أكتافنا.
ضفادع لا مرئية، وسط برد كالعِقاب،
بهتاف السخرية المنتظم، نادت نجوم الليل.
فصلت أرواحنا عن أقدامنا،
هكذا
كما تنزع الخواتم من أصابع القتلى.
بائسون، مثلُنا، جبناء صفعوا أفواهنا وخدودنا،
وإلى ساحات العذاب جُرَّت أطرافنا الميتة.
أغلقنا عيوناً لا تشبه القلوب.
واهٍ.. من نظرات؛
كم غائرةً في البهجة كانت،
منحناها إلى أوراق الورود!


من يشعلُ الزُّهور
ها نحن - أسفل أضواء العالم-
نكبر نتدافع،
كدوائر مياه مقذوفة نرتعش؛
كلما اتّسع مركزها الجريح،
صارت أقرب إلى التلاشي،
بطيئة واهنة.
طفولتنا لامرئية،
كنسغٍ داخل لحاء،
بصمتٍ متّقد تَصّاعدُ.
تُرَى من يجرؤ - يمدّ يداً،
فليشعل الزهورَ،
فوق ليل المياه.

 

كَثِمارِ الصَّيف
اكتملت الساعاتُ، الساعات كلّها.
إلى البئر قفل صدى المعاول،
على الحجارة نمت الطحالب،
والمساء الفم الداكن
أحرق كلمات الصباح.
اكتملت الساعات
كما بالنعاس تُطوى الرموش.
نفدت أقمشة الدمى،
كثمار الصيف نضجت المراثي،
وبين صرخات الألم
قَضى وجد الليالي.


اقرأ أيضاً: مثلما يلتصق البرد بزجاج معتم

دلالات

المساهمون