اليوم في مساء 7 يناير 2025 ومع 200 ألف شهيد وجريح ومبتور الأطراف، مفقود، أرمل وأرملة، يتيم ومعتَقَل، صار شبحاً بحق وحقيق: شبح في الحرب. شبح في الشوارع.
لا شيءَ يوحي أنّ الشتاءَ ليس فصلاً وإنّما آلة حادّة يحفر بها القلبُ انتظاراته على الثلج كما يفعل السجناء على جدران زنازينهم، وأنّ البردَ قد يستمرُّ حياةً كاملة.
ندخل دمشق. لا أعرفها تمامًا. لم يكن مرّ زمن طويل حتى أنسى، لكني لا أذكر! أشعر بأنّها لا تتعرف إليّ أيضًا، وتلفظني. لا تتعرف إليّ ولا أتعرف إليها. نحن غريبتان.