أحمد أبو الجود (سورية)

تشكّل شرخٌ بين الريف والمدينة، إذ أنّ مئات من الشباب كانوا يقاتلون في مدينة دير الزور، محاصرين بين الجبل والنهر عن كامل المحافظة، بما فيها الريف العامر، ولا يكترث أحد لهذه الحقيقة، التي لو انقلبت لطال الموت والقصف كامل الريف

إن عزمتَ على القيام بثورة ما، عليك توديع الأحباب وتجهيز الكفن، وتوقّع فقد الأصحاب والأخوة، وعدم الإستنجاد بأحد نهائياً، فلن تجد من يلبي، فهي ثورتك أنت، ومشروعك الخاص، وأنت وحدك المسؤول عنه، فإما أن تموت، أو تكمل المشوار والصمود.

عاشت مدينة دير الزور، يوم (1/3/2016)، يوماً غير عادي بتفاصيله المرعبة، كمحافظة بشكل عام، وحي الحميدية الواقع داخل المدينة خصوصاً، بحيث شهد الحي أكثر من أربع غارات جويّة من الطيران الحربي، آخرها حصلت حوالي الساعة الحادية عشر ظهراً.

يمضي هذا العام على دير الزور وما تزال آلة الجوع تحصد الأرواح البريئة كل يوم بلا هوادة، وسكين داعش ما تفتأ تشتهي رقاب أبناء الدير بلا حد شبع. والعام يرحل بلا أثر لما ينبئ بالخير سوى الأمل الساذج.

بعد مرور ثلاثة أيام على وقوع مجزرة البوكمال، أهمل الإعلام مدينة الدير، وأبقى ضوؤه مسلطا على مجازر دوما التي راح ضحيتها عشرات المدنيين أيضاً، بحيث أصبح الجميع يعرف أين تقع مدينة دوما، في حين لا يعرف أحد موقع مدينة البوكمال

بعد سيطرة داعش على المدينة، حدث شيء غريب، ناهيك عن البراميل المتفجرة، حديثة الاستخدام، بتنا نخاف من شكل الموت، الذي لم نكن نفكر به قط، سابقاً.