دبي: وجهة سياحية عالمية تسعى لاستقطاب 20 مليون سائح

دبي: وجهة سياحية عالمية تسعى لاستقطاب 20 مليون سائح

31 مارس 2015
ازدهار صناعة الترفيه في الإمارات (فرانس برس)
+ الخط -
تشق إمارة دبي طريقها، بخطوات ثابتة، لتصبح واحدة من أهم الوجهات السياحية في الشرق الأوسط، مدعومة بنحو 10 ملايين سائح، ونمو يتجاوز 11% سنوياً، مستفيدة من الأوضاع غير المستقرة التي أصابت الوجهات السياحية التقليدية في المنطقة بعد اندلاع ثورات "الربيع العربي". وتشير منظمة السياحة العالمية إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة حصدت نحو ربع عائدات السياحة في منطقة الشرق الأوسط، أي ما يقدّر بنحو42 مليار درهم.

وتضع إمارة دبي هدفاً تسابق الزمن لتحقيقه، يتمثل في رفع عدد السائحين، في عام 2020، وهو موعد استضافتها لمعرض "إكسبو"، إلى 20 مليون سائح. وخصصت حكومة الإمارة لتحقيق هذا الغرض نحو 10 مليارات درهم، لإنشاء الوجهة الترفيهية المقرر إنجاز المرحلة الأولى منها خلال العام المقبل، والتي تتضمن مشروع "ريفر بارك"؛ وهو منطقة عامة تربط بين المتنزهات الثلاثة التي تعتزم دبي إنشاءها في جبل علي.

سياحة الترفيه العائلية
وتسعى دبي إلى تقديم مفهوم جديد للسياحة الترفيهية يتمحور حول سياحة العائلات والمؤتمرات والمهرجانات والفعاليات الإعلامية والثقافية، بهدف استقطاب مواطني دول مجلس التعاون الخليجي بالدرجة الأولى، لا سيما وأن لديها حدوداً مشتركة مع ثلاث دول خليجية بارزة، وهي سلطنة عُمان (400 كيلو متر من العاصمة مسقط)، والسعودية عبر الحدود الشرقية (350 كيلومتراً من دبي إلى منفذ البطحاء السعودي)، فضلاً عن قطر، عبر منفذ سلوى الحدودي بين قطر والسعودية، والذي يبعد نحو 150 كيلومتراً عن الحدود الإماراتية السعودية.

وتتيح سهولة تنقل مواطني دول مجلس التعاون، باستخدام البطاقة المدنية ومن دون الحاجة إلى تأشيرة دخول (فيزا)، زيادة عدد الرحلات العائلية عن طريق البر والجو. وحول تجربة الإمارات في تنمية صناعة السياحة بشكل عام، والترفيه بشكل خاص، يقول الخبير الاقتصادي، عبد الرضا خوري، إن الإمارات بحسب تقرير مجلس السفر والسياحة العالمي لعام 2014 قد استحوذت على 41 % من الاستثمارات في قطاع السياحة بمنطقة الشرق الأوسط بمبلغ 40 مليار درهم، كما أن مساهمة السياحة في الناتج المحلي للدولة بلغت 8.5 % مقارنة بـ 1 %عام 1979".

ويشير خوري إلى أنه من المتوقع مع اكتمال الإنشاءات الخاصة بإكسبو 2020 أن تصل مساهمة القطاع في الناتج المحلي إلى 12 % لتنافس قطاعات أخرى واعدة مثل الخدمات المالية".

ويلفت الخبير الاقتصادي إلى أن الاضطراب الذي صاحب ثورات الربيع العربي جعل من دبي وجهة مميزة نظراً لما تتمتع به من استقرار سياسي وأمني وتوافر بنية أساسية متطورة للغاية، مما جعل من دبي، وفق خوري، الوجهة العالمية الأولى التي تستقطب استثمارات أجنبية مباشرة في قطاع السياحة، الأمر الذي وضعها على سكة المنافسة مع كبرى المدن العالمية في صناعة الترفيه، عبر العديد من الرياضات النوعيّة والألعاب المبهرة، فضلاً عن المتنزهات المفتوحة وتجربة القطار أو العربة البرمائية.

من جهته، يقول الرئيس التنفيذي لوكالة "النابودة" للسياحة والسفر، ناصر خان:" تعمل دبي على تعزيز قدراتها كواجهة سياحية مميزة تقدم خدمات تتناسب مع مختلف الشرائح الاجتماعية، فالراغبون في الترفيه يستطيعون خوض تجربة ممتعة بأسعار تناسب دخولهم".

ويتابع خان:" تبذل حكومة الإمارة جهوداً من أجل تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي والترفيهي، وهو الأمر الذي يعبر عنه اختصار وقت الإجراءات إلى مدة وجيزة للغاية يستطيع بعدها العاملون في القطاع تدشين مشروعاتهم بسهولة ويسر".

ويلفت خان إلى أن اهتمام سلطات الإمارة بوضع قضايا الأمن والاستقرار على سلم أولوياتها، جعل من دبي مقصداً للسياح من شتى بلدان العالم ومنها الصين، فضلاً عن أميركا وأوروبا ودول شرق آسيا.

ويرى خان أن "تخصص دبي في سياحة الترفيه والعائلات يمنح الاقتصاد في الإمارة قيمة مضافة كون النمو في قطاع السياحة ينعش قطاعات الفندقة والضيافة والتشييد والبناء، وتجارة التجزئة، وشركات الطيران والشحن الجوي".

انعكاسات سلبية
من جهة أخرى، ينفي خبير التسويق والمبيعات، شريف الإبراشي، تأثر سياحة الترفيه واستثماراتها في الإمارات بتراجع أسعار النفط في منطقة الخليج العربي، ويشدد على أن عام 2015 هو عام الفرص نظراً للتوسع في قطاع الفندقة والضيافة، ودخول فنادق صغيرة ومتوسطة إلى الخدمة تتيح لراغبي قضاء العطلات والإجازات الاستمتاع بتجربة الترفيه السياحي في دبي والشارقة وأبو ظبي، وبأسعار مناسبة للجميع.

ويشير الإبراشي إلى أن سياحة الآثار أو السياحة التاريخية والثقافية تراجعت قليلاً لصالح سياحة الترفيه التي أصبحت هدفاً للعائلات، ويستدل على ذلك من خلال متابعة الحجوزات في فنادق وشقق الضيافة في دبي، إذ تستحوذ السياحة العائلية على نسبة كبيرة من إجمالي السائحين القادمين للإمارات.

ويختتم الخبير الاقتصادي بالقول إن إصرار القيادة السياسية على تحقيق معدلات عالية في قطاع السياحة بدبي، وتوافر المرونة بتأسيس المشروعات والحكومة الذكية، فضلاً عن الاستقرار الأمني والاجتماعي، يبشر بأن مستقبل القطاع واعد، وأن الاستثمار فيه مضمون وعوائده مرضية للغاية.

إقرأ أيضا: سرّ الماكينات الألمانية!

المساهمون