كيف يواجه المدير الناجح تحديات العصر؟

كيف يواجه المدير الناجح تحديات العصر؟

18 يناير 2016
سر الإدارة الناجحة مرتبط بالإبداع (Getty)
+ الخط -
يعتبر عصر العولمة والإنترنت والتجارة الإلكترونية، عصر الإدارة القادرة على الإبداع والابتكار واكتشاف أساليب وطرق جديدة ومتطورة لتنفيذ الأعمال ومواجهة التحديات والصعوبات. حيث أصبحت من الصفات الملازمة لعمل المديرين صفتا التعقيد والتغيير اللذين يتطلبان من المديرين استخدام أدوات العملية الإدارية كافة بكل وظائفها ومتطلباتها لتجاوز جميع العراقيل التي قد يصادفوها. فالتغيير جزء لا يتجزأ من الحياة العملية للمديرين على المستويين العملاني والشخصي. والتعقيد جزء لا يتجزأ أيضاً من العناصر المحيطة بالأعمال التي تفرض أنواعاُ شتى من التحديات على المديرين والمؤسسات معاً.

لعل أبرز هذه التحديات التي تواجه المديرين في مطلع الألفية الثالثة: وضع رؤى واضحة لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. الالتزام الأخلاقي في ممارسة الأعمال. التكيف والتجاوب في البيئة المتعددة الثقافات. القدرة على الانخراط في عالم التميز والإبداع. وسنحاول التوسع في هذه التحديات...
1-رؤية المدير ومهمته: إن الرؤية المناسبة والجيدة خيار استراتيجي، ومن خلالها يستطيع المدير أن يعرف ما هي التحديات والفرص التي يتعرض لها، وبما أن الرؤية هي طريق المؤسسة نحو المستقبل، كذلك فإن رؤية المدير الإدارية هي التصور شبه المثالي لما يطمح المدير إليه مستقبلاً، وكذلك هو ما يرغب به ليستطيع تحقيق الأهداف أو تحقيق الأرباح.
فالمدير ذو البصيرة والناجح هو المدير القادر على تحويل التحديات إلى فرص.
إن الرؤية الاستراتيجية حاجة وضرورة لأي مدير في عصرنا الحالي، وذلك لكونها: ملهمة ومُحفزة للمدير. توضح طريق المستقبل. تبعث روح المبادرة. تعتبر أساس قيام علاقات تبادلية.
أما المهمة المطلوبة من المديرين فهي مجموعة الأهداف التي يرغب المديرون بتنفيذها. أي ما هي الأعمال التي يطلبها المديرون لتحقيق الأهداف.
2-الممارسة الأخلاقية للمديرين : يصدر المديرون العديد من القرارات التي تلقى صداها داخل المؤسسات التي يتولون إدارتها سواء قرارات موجهة إلى الداخل أو الخارج. داخلياً، يتأثر العاملون بالقرارات الإدارية إيجاباً أو سلباً مهما كانت النتائج. وليس من مسؤوليات المدير أن يتخذ قرارات تحقق الأرباح والمنافع للمؤسسات فقط، بل من واجبه أن تكون قراراته مسؤولة وتتمتع بالشرعية وتلتزم بالأخلاق تجاه العاملين الذين ينشطون في المؤسسة. أما خارجياً، فليس من المسموح للمؤسسات تلويث البيئة وتشويه الطبيعة مثلاً، وذلك من خلال اتباع إجراءات وسياسات غير إنسانية وغير أخلاقية. إن مسألة أخلاقية إدارة الأعمال تطاول الصواب والخطأ، كما تطاول المشكلات والفرص المرافقة لقيام العلاقات بين الناس.

3-التكيف والتجاوب في البيئة المتعددة الثقافات: أصبحت الموارد البشرية في معظم المنظمات متعددة الثقافات والجنسيات، وتشمل المستويات الوظيفية كافة. مما شكل تحدياً للمديرين وفرض عليهم القيام بعملية إدارة التعدد، وباتت واقعاً حياتياً، كذلك جاء دخول المرأة إلى سوق العمل بأعداد كبيرة إلى الإدارة والأعمال وما حملته من مهارات وقدرات ومواهب متعددة عكس اسلوباً جديداً في التعامل الإنساني داخل المنظمات والمؤسسات. وبناءً على ما تقدم على مديري القرن الواحد والعشرين الأخذ بالحسبان هذا التحول الثقافي والجنسي.
4-القدرة على الانخراط في التميز والإبداع: إن المدير المتميز هو من يقوم بالوظيفة الأولى لأي مدير وهي وظيفة الأداء الأفضل، الجاهز والفوري، هو صاحب الرؤية الواضحة والخطة الجيدة والمعلومة الراسخة والقيادة الرائدة.
ومن أبرز الخصائص للمدير: القدرة الاستشرافية للمستقبل. التخطيط الاستراتيجي. التفكير المحصن بالمعلومات والمعرفة والعلاقات. امتلاك السلوك القيادي والإداري.
ويتوزع المديرون على ثلاثة مستويات إدارية وهي: مديرو القمة. مديرو الإدارة الوسطى. مديرو الخط الأول. يتولى مديرو القمة مسؤولية إدارة المنظمة أو المؤسسة من حيث وضع السياسات والاستراتيجيات لها. أما مديرو الوسط فهم من يتولى توجيه المهمات ومراقبتها. وأخيرا، فإن مديرو الخط الأول هم الذين يرأسون عمليات تقوم بها الموارد البشرية.
إن التميز الإداري لا يمكن أن يحدث بوجود مدير متميز فقط ولا يحدث مصادفة، بل إن التميز صنيع عوامل عدة، ومنها ما يتعلق باستقطاب موارد بشرية مؤمنة بقيم التميز ولديها الرغبة في الإبداع.
(باحث وأكاديمي لبناني)

دلالات

المساهمون