كنيسة القديس يوسف في الناصرة

كنيسة القديس يوسف في الناصرة

28 يوليو 2015
+ الخط -
يروى أن كنيسة القدّيس يوسف الموجودة في الناصرة الجليلية والجليلة، بُنيت في المكان الذي كانت فيه منجرة يوسف النجار زوج مريم، وفقًا للكتاب المقدّس، والدة سيدنا المسيح الناصري. ويروى أن بيت يوسف النجار كان هناك أيضًا. وكان عالم آثار بريطاني هو كين دارك، قد اكتشف منذ سنوات قليلة المنزل الذي من المرجح أن المسيح طفلًا عاش فيه. اعتمد عالم الآثار على نصوص قديمة تصف موضع المنزل "بين ضريحين وكنيسة في مدينة الناصرة".
وسواءٌ أكان موضع منزل المسيح هو حيث اكتشفه عالم الآثار، أم هو الواقع في جوف الكنيسة، فإنه في الحالتين مكان البشارة، فقد بشّر الملاك جبرائيل مريم العذراء بولادة ابنها، سيدنا المسيح، في بيت ناصري.
مقام المقال ها هنا، القديس يوسف ومهنته النبيلة، والكنيسة الحاملة لاسمه. للمرء أن يتخيّل القدّيس وهو في منجرته، يعمل بمهنته الجميلة؛ النجارة. حيث الأشجار تفارق الطبيعة والتربة، لتلتقي بيد البشري وأدواته البسيطة. ومن خلال الدأب والصبر، يصنع النجار ما يفيد حياتنا ويؤثثّها من مادّة الخشب لا يمكن وصفها إلا بهبة إلهية، ونعمة من نعمات الربّ الكريم.
ثمة لوحات كثيرة، تظهر يوسف النجار في منجرته يعلّم سيدنا المسيح مهنته. يظهر القديس يوسف في تلك اللوحات بوجه طافح بالحنان والسكينة، مؤدّيًا دور الأب للمسيح، وإن لم يكن كذلك فعلًا أو "بيولوجيًا" وفقًا لما تخبّر الكتب المقدّسة. إلا أن سلوك يوسف النجار الأدنى إلى المثالية في الطيبة والرعاية والاهتمام بعائلته الصغيرة، يتيح لنا فهم مناداة المسيح له بأبي. ونظرًا إلى المكانة الرفيعة التي تمتع بها، فقد كرّمت الكنائس يوسف النجّار، وفي التاسع عشر من شهر مارس/آذار كلّ عام، تحتفي الكنيسة الكاثوليكية بعيد القدّيس يوسف، ويسمّى أيضًا عيد الأب في بعض البلاد الغربية. أمّا الكنائس الشرقية فتحتفي به كلّ أوّل أحد بعد عيد الميلاد.
أقيمت كنيسة القديس يوسف التي نراها في الصورة أعلاه عام 1914، وهي كنيسة فرنسيسكانية، ولا تبعد كثيرًا من كنيسة البشارة.
طراز كنيسة القديس يوسف طراز غربي، فالأقواس الحجرية المحيطة ببوّابتها الكبيرة، وبنوافذها المتناظرة، تميل إلى الاتساع، وتظهر صلابتها من خلال الأعمدة الخفية المطموسة على الجانبين. وفي قاعة الكنيسة الرئيسة، نجد الأعمدة الرخامية بطرازها الروماني.
إلا أن أهمّ ما يميّز كنيسة القديس يوسف، هو قبوها، حيث ثمة بئر قديمة ولوحات فسيفسائية ومغارات ومخازن حفظت الحبوب قديمًا. ويقال إن واحدة من تلك المغارات كانت منجرة يوسف النجار.

المساهمون