حليب الأطفال مفقود في مناطق سيطرة النظام السوري

حليب الأطفال مفقود في مناطق سيطرة النظام السوري

15 يناير 2019
مشاكل في تأمين حليب الأطفال (Getty)
+ الخط -
يعيش السوريون في مناطق سيطرة النظام أزمة جديدة تضيق الخناق عليهم، تتمثل في انعدام حليب الأطفال، وهي أزمة تضاف إلى سلسلة الأزمات التي تقصم ظهر السوريين، بدءاً من انعدام مادة الغاز المنزلي إلى مشاكل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.

يقول الصيدلاني أنس خطاب، المقيم في دمشق، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك مشكلة حقيقية في تأمين حليب الأطفال، بدأت تتفاقم منذ أكثر من شهر في مدينة دمشق، فحليب الأطفال حتى سنّ العام مفقود بشكل كامل من الصيدليات، ولا يوجد أي معمل مختص بتصنيعه في سورية، ويتم استيراده من بلدان مختلفة".

ويضيف "بالنسبة لمدينة دمشق يتم إدخال حليب الأطفال حالياً من لبنان إما عن طريق الأهالي أو سائقي شاحنات النقل، وكذلك عن طريق التهريب بين البلدين"، لافتاً إلى أنّ الأزمة اشتدت منذ عشرة أيام، "إذ كان سعر عبوة الحليب بين 1900 ليرة سورية (3.68 دولارات أميركية)، و3 آلاف ليرة سورية (5.82 دولارات أميركية)، وما يتم إدخاله عن طريق لبنان فوصل سعر العبوة منه لأكثر من 12 ألف ليرة سورية (حوالي 32.30 دولارا أميركيا)، بينما هناك أنواع أخرى يراوح سعرها بين 6 آلاف ليرة سورية (11.65 دولارا أميركيا)، وسبعة آلاف ليرة سورية (13.59 دولارا أميركيا)، وهذه الأسعار بشكل عام تفوق قدرة الكثير من العوائل، لكن لا خيارات موجودة حاليا سواها".

وفي مناطق أخرى، لجأ الأهالي لحلول بديلة، خاصة مع ارتفاع الأسعار وعدم إمكانية الحصول على الحليب ضمن فترات منتظمة للطفل، كحليب البقر أو غيره، إذ تؤكد سمية كريم، أنّ حليب الأبقار و"الزبادي" هو الخيار البديل لإطعام طفلها الذي تجاوز ستة أشهر.

وتضيف لـ"العربي الجديد": "ليس أمامي خيار آخر بعدما جفّ الحليب الطبيعي، كما أن دخل زوجي لا يكاد يكفي لأول عشرة أيام في الشهر، خاصة مع الغلاء الكبير في الأسعار والحاجة الملحة للتدفئة. لقد لجأت إلى حليب الأبقار والزبادي، فهو متوفر بكافة المحلات التجارية".

ولفتت إلى أن هذا الخيار "تسبب في البداية ببعض المشاكل لطفلي، كالإسهال، لكن بعد فترة تأقلم".

أما سعيد أبو محمد (33 عاماً)، فقد لجأ لعبوات الحليب التي يتم تهريبها من مناطق إدلب لمناطق سيطرة النظام في حماة، وخاصة في ظل الأزمة الحالية.


ويقول لـ"العربي الجديد": "هذه العبوات تسد الحاجة في الوقت الحالي، وهي أرخص من الحليب الذي يصل من لبنان، وتختلف أسعارها حسب الشركة".

وتتوالى شائعات في مناطق سيطرة النظام عن مطالبات باستيراد حليب الأطفال من إيران كحل للمشكلة، كون أسعاره متناسبة مع الدخل في سورية، مع مقترح من نقابات الصيادلة والأطباء بضرورة بناء معمل لحليب الأطفال في سورية كحل جذري للمشكلة.