الرياضة تحسّن الإدراك المعرفي مع التقدّم في السنّ

الرياضة تحسّن الإدراك المعرفي مع التقدّم في السنّ

02 مايو 2017
يحافظ على أدائه المعرفي والإدراكي (جوناثان ناكستراند/ فرانس برس)
+ الخط -

ثمّة صلة وثيقة ما بين ممارسة الرياضة الدائمة وتحسين وظائف الدماغ عند التقدّم في السنّ. هذا ما خلصت إليه دراسة جديدة أكّدت أنّ الممارسة المنتظمة المكثفة للرياضة لدى الأطفال والبالغين أدّت إلى تحسّن الأداء المعرفي والإدراكي ما بعد الخمسين. كذلك بيّنت أنّ ممارسة الرياضة وإن بوتيرة منخفضة، قادرة أن تكون ذات فائدة في تحسين الإدراك في سنّ متقدّمة.

وتأتي نتائج الدراسة لتدعم الحاجة إلى نهج رياضي مستمر على مدى الحياة لتحسين الإدراك، بحسب ما يقول أليكس دريغان وهو أستاذ محاضر في علم الأوبئة الانتقالية والصحة العامة في كلية كينغز في لندن. يضيف أنّ النتائج تقدّم التمارين الرياضية كعنصر أساسي في نمط الحياة لـمنع التدهور المعرفي وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان، كذلك للتخفيف من العبء الاجتماعي والشخصي المرتبط بهذه الأمراض التي أصبحت منتشرة في العصر الحديث.

والدراسة التي نُشِرت في مجلة "الطب النفسي"، تعدّ من أولى الدراسات الممتدة التي تقيس أثر ممارسة الرياضة طوال العمر على الدماغ. وقد شارك في الدراسة تسعة آلاف شخص تراوحت أعمارهم بين أحد عشر وخمسين عاماً، فيما جمعت البيانات من خلال مقابلات وجاهية للتخفيف من احتمال عدم دقة الإحصاءات. واتّخذ الباحثون الذاكرة وعملية العقل الوظيفية مؤشراً للإدراك المعرفي.

وخرجت الدراسة بأنّ المشاركين الذين مارسوا الرياضة أسبوعياً سواء أكانوا صغاراً أم كباراً، كان أداؤهم أفضل في اختبارات الذاكرة والتعلم والاهتمام والمنطق، خصوصاً من هم في الخمسين، بالمقارنة مع نظرائهم الذين مارسوا الرياضة مرتَين أو ثلاث مرات شهرياً.

في السياق، توصي البرامج الصحية البالغين التي تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاماً بممارسة الرياضة لفترة لا تقلّ عن 150 دقيقة أسبوعياً. وبينما ركّزت دراسات سابقة على تحقيق هذه المستويات الموصى بها، فإنّ الدراسة الجديدة عملت على استكشاف الحدّ الأدنى للممارسة الرياضية ومدى فائدته كذلك.

"العقل السليم في الجسم السليم"، لكنّه ليس للجميع القدرة على أداء 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط البدني. وبالنسبة إلى هؤلاء، فإنّ أيّ مستوى من النشاط قد يفيد إدراكهم المعرفي على المدى الطويل. ويشير الباحثون إلى أنّ تحديد هدف التدريب ثمّ البدء بوقت قليل ومن بعدها الزيادة التدريجية في الشدة والكثافة، قد يكون الطريقة الأكثر فاعلية لتحسين مستوى ممارسة الرياضة.

دلالات

المساهمون