صباح خليل طفل أضاع حلمه إلى الأبد

صباح خليل طفل أضاع حلمه إلى الأبد

28 يناير 2017
يشتاق إلى المدرسة (العربي الجديد)
+ الخط -
كان للحرب تأثيراتها على أطفال كثيرين. هؤلاء خسروا طفولتهم باكراً، بعدما خطفت منهم الحرب بيوتهم ومدارسهم وأصدقائهم. صباح ياسر خليل (11 عاماً) هو أحد أولئك الأطفال الذين خطفت منهم الحرب أجمل مراحل حياتهم. يقول إنه يتحدّر من حماة في سورية، ونزح إلى لبنان قبل ست سنوات تقريباً بسبب الحرب. "قبل بدء الحرب، كان والدي يعمل في مجال البناء في لبنان. وحين بدأت الحرب، جاء بنا إلى لبنان لنسكن في منطقة درب السيم القريبة من مدينة صيدا (جنوب لبنان)".

ويوضح أنه نتيجة الحرب، ترك المدرسة في الصف الخامس أساسي، ونزل إلى سوق العمل ليتعلم مهنة التنجيد في المدينة الصناعية القديمة في صيدا، ويتقاضى نحو 22 دولاراً أسبوعياً. ويلفت إلى أنه في لبنان، رفضته المدارس المحيطة، باستثناء مدرسة واحدة في بلدة أنصارية جنوب لبنان، خصوصاً أنّه أصر على البقاء في صفه. لذلك، فضّل العمل، عدا عن أنه لم يحبذ الدراسة حتى السابعة مساء. يضيف أنه لم يترك المدرسة بهدف جمع المال، إذ أن والده هو معيل البيت. "لكنّ الظروف أجبرتني على ترك المدرسة وتعلّم مهنة ستبقى معي في المستقبل".

لم يرغب صباح في ترك بيته في حماة، لكن "الحرب فرضت علينا ما لا نحب، وضيعت مستقبلنا الذي كنا نحلم به دائماً". يقول إنه كان يحب المدرسة. وبعدما تركها، شعر بأنه خسر المستقبل الذي كان يريده لنفسه. يشير إلى أنه يحب العودة إلى سورية وإلى مدرسته واللعب مع رفاقه مجدداً". ويلفت إلى أن معظم رفاقه تركوا سورية وهاجروا إلى لبنان أو دول أخرى. عدد منهم يقطنون اليوم في منطقة مغدوشة (جنوب لبنان). "في العطلة الأسبوعية، أذهب إليهم لألعب معهم. لكن هذا لا يعوّض ما خسرناه، أي بيتنا والساحات التي كنا نلعب فيها والمدرسة التي كانت تجمعنا".

لا يجد عمله متعباً، لافتاً إلى أنّه يقتصر على تعبئة المساند بالإسفنج. ويرى أن هذا العمل ليس صعباً على ولد في مثل سنه، وهو سعيد بما يتقاضاه أسبوعياً، خصوصاً أنه قادر على شراء ما يحتاجه. وإن كان يرى أن العمل ليس متعباً جداً، إلا أن خيار ترك المدرسة نتيجة الظروف والبحث عن عمل لم يكن سهلاً. لكنّه يلوم الحرب، التي رسمت له حياة جديدة، هو الذي كان يريد لحياته أخذ منحى مختلف.

العودة إلى حماة تبقى حلمه الأوّل والأخير. يأمل أن تتوقف الحرب والدمار والقتل والتهجير في بلده، لأنّ كثيرين خسروا أشياء كثيرة، ولا يعرفون إن كان يمكن تعويضها.

المساهمون