أم سامر العيساوي: صمود مقدسي بوجه الاحتلال

أم سامر العيساوي: صمود مقدسي بوجه الاحتلال

27 ديسمبر 2014
تحمل صور أولادها الأسرى (العربي الجديد)
+ الخط -


"قدر الله يما، وما باليد حيلة"، كتبت أم سامر العيساوي من قرية العيساوية شمالي القدس المحتلة، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فيما لا يكاد لسانها وقلبها ينضبان من الدعاء، وهي تنتظر فرجًا قريبًا على أبنائها الأسرى لدى سلطات الاحتلال: سامر ومدحت وشيرين، بيد أن شادي لم يمضِ على تحرره من اعتقاله الأخير سوى بضعة أيام.

أم سامر وزوجها طارق العيساوي يعانيان الوحدة وهدوء البيت المرعب كما قالت لـ"العربي الجديد" في وصف لحالتها وهي تتأمل صور أبنائها الذين وسمتهم بالأبطال، بينما تستذكر معاناتها في اعتقال شادي الذي كان نكاية وعقابًا لمجرد أنه شقيق سامر ومدحت وشيرين.
وتروي أم سامر طريقة اعتقال شادي في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري: بينما كان في طريقه إلى الجامعة اعتقلوه وطالبوه بدفع ما زعموا أنه غرامة مالية على مخالفة بناء سابقة بحجة البناء بدون ترخيص في مارس/ آذار من العام الجاري، وهي الغرامة التي دفعها وقتها وتبلغ 13 ألف دولار، وخرج من السجن حينها، لكنهم عاودوا واعتقلوه ليطالبوه هذه المرة بمبلغ (140 ألف دولار)، رغم دفع الغرامة والتذرع بالبناء بدون ترخيص رغم أنهم يرفضون استصدار رخص البناء للعرب.
في قاعة المحكمة التي عقدت لشادي، لم يتوان القاضي عن الموافقة على طلب نيابة الاحتلال تمديد اعتقاله، طالما أن الأمر جاء بطلب من تلك النيابة، فيما تعهد رئيس بلدية الاحتلال بتأديب المقدسيين وإنزال أشد العقاب بهم لمقاومتهم المستمرة للاحتلال وأدواته التنفيذية من بلدية وغيرها.
يقول محمد أبو الحمص، من لجنة المتابعة في العيسوية، وعضو لجنة الدفاع عن أراضيها، لـ"العربي الجديد" إن ما يتم إنزاله من عقوبات على المقدسيين ومنهم عائلة الأسير سامر العيساوي، جزء من عقوبات جماعية قررتها حكومة الاحتلال وتنفذها مختلف الدوائر الإسرائيلية إما منفردة أو مجتمعة.
ويشير أبو الحمص إلى أن حملات الدهم الضريبي مثلاً "تتزامن مع تسليم أوامر هدم، واعتقالات بالجملة، ومراجعة لحق الإقامة من قبل وزارة الداخلية، بل وإسقاط الحقوق الصحية والاجتماعية والاقتصادية كما حدث مع عائلة الشهيدين عدي وغسان أبو جمل".
قد يطول ليل "أم سامر"، لكن فجر الحرية آت، والتجمل بالصبر هو سلاح السيدة الفلسطينية التي تحولت إلى ناطقة رسمية باسم عائلتها، وهي تستقبل يوميًا عشرات الوفود، ومئات الاتصالات الهاتفية، بينما تزدحم صفحتها بعبارات وجمل الدعم والتأييد والدعاء.
ومن بين ما كُتب على صفحتها "الله يفرج كربكم. كل الاحترام لك أم سامر العيساوي، كلنا معك وفداك"، في حين كتب آخر "صباح المحبة إلى الأم التي تنجب أبطالاً عشاقاً لأرضهم، والذين ضحوا بحريتهم كبرهان على محبتهم للأرض والهوية".
أما أم سامر فلا تنفك تمارس دورها كناطقة إعلامية باسم أبنائها الأسرى تنقل لوسائل الإعلام آخر الأنباء المتعلقة بشيرين ومدحت، وسامر.
وفي إحدى رسائلها الإخبارية كتبت أم سامر: "أسعد الله أوقاتكم أحبتي، بالأمس زرنا شيرين وهي تسلم عليكم جميعًا، وهي الآن في قسم الأمنيات، بزنزانة لوحدها وهي بخير وتهديكم السلام، واليوم زرنا مدحت فقد رجع هو والأسرى جميعًا إلى عسقلان، وهم جميعًا بالأقسام، وبصحة جيدة، ويسلموا عليكم".

المساهمون