نقابيات تونسيات يناضلن لفرض مشاركتهن في القيادة

نقابيات تونسيات يناضلن لفرض مشاركتهن في القيادة

17 فبراير 2022
عقلية ذكورية تلغي حق المرأة في القيادة (Getty)
+ الخط -

لا تبدو طريق النساء النقابيات في تونس مُكلّلة بالورود للوصول إلى القيادة في المؤتمر الحالي للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي انطلقت أشغاله أمس الأربعاء في محافظة صفاقس بغاية انتخاب مكتب تنفيذي جديد يُفترض أن يكون من بين أعضائه الخمسة عشر امرأتان.

وتسعى 6 نقابيات وردت أسماؤهن في القائمة النهائية لانتخابات عضوية المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل، إلى إثبات الجدارة في القيادة النقابية بعد رحلة طويلة من العمل القاعدي داخل هياكلهن.

وتنافس 6 نساء 32 رجلاً على عضوية المكتب التنفيذي لأكبر منظمة نقابية في تونس،  وهن نعيمة الهمامي وآمنة العوادي وسهام بوستة وسنية فطحلي وروضة عيفي وهادية العرفاوي.

وفي يناير/كانون الثاني عام 2017، أقرّ مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل حصول المرأة على مقعدين في قيادة كل الهياكل القطاعية والمركزية، ومقعد في النقابات الوسطى بعد تنقيح النظام الداخلي للمنظمة.

ويفرض التنقيح الجديد، أن تكون المرأة ممثلة بمقعدين في القيادة المركزية النقابية بداية من المؤتمر الجارية أشغاله للمنظمة بعد حصول نعيمة الهمامي على أول مقعد في المكتب التنفيذي للاتحاد عقب 70 عاما من تأسيس النقابة الأكثر تمثيلا في تونس.

وفازت النقابية نعيمة الهمامي بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد، المؤلف من خمسة عشر عضوا في ختام المؤتمر العام الثالث والعشرين للمنظمة.

لكن الهمامي التي سيرافقها لقب أول امرأة تونسية تصعد المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل، أعلنت الثلاثاء غداة انطلاق أشغال المؤتمر عن سحب ترشحها ومقاطعة الأشغال في تعبير احتجاجي على وضعية المرأة النقابية.

وقالت نعيمة الهمامي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ سحب ترشحها في اللحظات الأخيرة يقدّم الدليل على عدم رضاها عن التمثيل النسوي داخل المنظمة النقابية وإقصائها من مواقع القرار من قبل الرجال .

ورغم صعوبة الوصول إلى عضوية المكتب التنفيذي عبر آلية الانتخاب الذي يمارسه 600 مؤتمر أغلبهم من الرجال، تحضر النساء بكثافة على المستوى القاعدي وداخل الهياكل الشغلية حيث تفوق نسبة انخراطات النساء في النقابات العمالية المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل 70 بالمائة، أغلبهن من العاملات في قطاعات النسيج والتعليم الأساسي والثانوي والصحة والصناعات الإلكترونية.

ورغم تقاليد تونس العريقة على مستوى النشاط النقابي وحضور المرأة في المجال العام والحقوق التي تنعم بها، يمثل الحضور النسوي في الهياكل النقابية القاعدية 13 بالمائة، و4 بالمائة فقط في الهياكل الوسطى والعليا.

وتؤكد النقابية آمنة العوادي صعوبة مهام النساء النقابيات في ظل حضور عقلية ذكورية تلغي حق المرأة في القيادة، معتبرة أن النقابيات وفق زملائهن الرجال يصلحن للعمل الميداني ولا يصلحن للقيادة.

واحتاجت آمنة بحسب روايتها لـ"العربي الجديد" إلى أكثر من 25 عاما من العمل القاعدي صلب هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل ولجنة المرأة العاملة حتى تحصل على مكان في المكتب التنفيذي لنقابة التعليم الأساسي، لكنها تصرّ على الحفاظ على حظوظها للوصول إلى المكتب التنفيذي خلال المؤتمر الحالي.

وتواجه المرأة النقابية مجتمعا رجولياً بامتياز، بحسب آمنة العوادي، التي تعتبر أن الاتحاد العام التونسي للشغل بمختلف مكوناته هو بمثابة المجتمع الصغير ويعكس عقلية ذكورية تسيطر على الحقل السياسي والمنظماتي وغيرهما، فالمرأة بنظر الأغلبية "جنس لطيف" ولا تصلح للقيادة.

وتؤكد المترشحة لعضوية المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل، أن طريق النساء شاقة وطويلة من أجل الوصول إلى المكتب التنفيذي رغم الحضور المؤنث النوعي صلب الهياكل.

ورغم أن قطاعها ليس ذكوريا ( التعليم الأساسي)، إلا أن آمنة تقول إنّ الرجال لا  يتنازلون عن مواقعهم المتقدمة في هياكل النقابية لفائدة النساء ما يتطلّب من النقابيات أضعاف الجهد الذي يبذله الرجال لتحصيل موقع متقدم، لاسيما أن ممارسة الانتخاب تتم من قبل الأغلبية الرجالية.

 

 

المساهمون