مخاوف من منع الاحتلال الدخول إلى المسجد الأقصى بحجة لقاح كورونا

مخاوف من منع الاحتلال دخول المصلين إلى المسجد الأقصى بحجة لقاح كورونا

09 فبراير 2021
محاولات الاحتلال فرض قيود على المقدسيين لا تتوقف (مصطفى الخروف/ الأناضول)
+ الخط -

وجّه مسؤولون فلسطينيون، اليوم الثلاثاء، تحذيرات إلى رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليئون، رداً على تهديده المقدسيين الرافضين الحصول على لقاح كورونا بمنعهم من الصلاة في المساجد، وخاصة المسجد الأقصى، وذلك مع اقتراب شهر رمضان، وكذلك منعهم من الوصول إلى أماكن عملهم.

وحذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري من خطورة التهديدات، وقال إنها "مرفوضة ومدانة"، مضيفاً أنّ الأمر "لا يتعلق بحرص ليئون على حياة المقدسيين، بقدر ما يكشف عن محاولات الاحتلال الأخيرة عزل البلدة القديمة عن محيطها، وخنق التجارة فيها، إضافة إلى انتهاك حق المقدسيين في الصلاة بالمسجد الأقصى".

وأوضح صبري لـ"العربي الجديد": "هل يجرؤ ليئون على توجيه هذه التهديدات لليهود المتزمتين وحاخاماتهم الذين لم يلتزموا بإجراءات الوقاية من كورونا، بل انتشروا بالآلاف في الأسواق والأماكن العامة، وأقاموا الاحتفالات في الصالات؟ الحصول على التطعيم خيار شخصي لكل مواطن، ولا يجوز إلزام الرافضين بأخذه".

ووردت تهديدات موشيه ليئون خلال جلسة عقدها، الأحد، مع مسؤولين في جهاز الصحة في القدس المحتلة، وضمت عدداً من المخاتير وشخصيات محلية تعمل مع أجهزة البلدية والاحتلال المختلفة. ونقل عن ليئون القول: "من لم يتم تطعيمه لن يعود إلى الحياة الطبيعية. إنهم يرفضون تلقي التطعيم، فليكن كذلك، لكن في هذه الحالة لن يُسمح لهم بدخول الفنادق، ولن يُسمح لهم بدخول المساجد، ولن يُسمح لهم بدخول المدارس".

وقال مدير عام أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إن ""الاحتلال اتخذ من تدابير مكافحة كورونا ذريعة لتقييد دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، في حين واصل السماح للمستوطنين باقتحامه، كما واصل استهداف حراس الأقصى، وطواقم الإعمار الفنية، وعرقلة عملهم"، واصفا الوضع في المسجد الأقصى بـ"الخطير"، داعياً الحكومات العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياته إزاء التصعيد الإسرائيلي، وإزاء الحفريات المتواصلة  في ساحة البراق، وأسفل المسجد الأقصى.
ودعا مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، الشعب الفلسطيني في القدس، وفي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 إلى شد الرحال يومياً إلى المسجد الأقصى لإعماره، ومواجهة الأخطار التي تهدده، وقال لـ"العربي الجديد": "كل ما يقوم به الاحتلال من ممارسات وانتهاكات يصعّد من خطورة الأوضاع، ليس في المسجد الأقصى فحسب، بل في عموم الأراضي الفلسطينية".

وأكد مدير "مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية" زياد الحموري، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ما يطبّق من إجراءات في سياق مكافحة كورونا حالياً، قد يستخدم مستقبلاً ذريعةً لإعطاء صلاحيات إضافية للاحتلال تمكّنه من فرض قيود على دخول البلدة القديمة والمسجد الأقصى، ويتوقع استصدار بطاقات لمن حصلوا على التطعيم تمكنهم من الدخول إلى الأماكن العامة، ومراكز التسوق، والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، في حين سيمنع من لا يحملها لعدم حصوله على التطعيم".

وقال مدير "مركز بيتسيلم لحقوق الإنسان" كريم جبران، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أي إجراءات لإلزام المواطنين بالحصول على التطعيم يفترض أن تشمل جميع السكان، وألا يقتصر الأمر على فئة سكانية دون غيرها. من الواضح أن هناك انزعاجاً كبيراً من تدني عدد الحاصلين على التطعيم من بين سكان القدس الشرقية، حيث لم تتعد النسبة 13% من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 350 ألف نسمة".

وأكد مقدسيون أنه يتم الاتصال بهم من قبل صناديق المرضى الإسرائيلية للحصول على التطعيم، إلا أنهم يرفضون لعدم ثقتهم باللقاح، وتخوفهم من مضاعفاته المحتملة، خاصة أنه لم يمر بتجارب كاملة من قبل الشركات المصنّعة. وقال محمد التميمي، من سكان بيت حنينا، لـ"العربي الجديد"، إنه كان واحداً ممن رفضوا تلقي اللقاح بعد أن أبلغه أصدقاء بتعرضهم لآلام في الظهر، وقشعريرة، وإرهاق شديد بعد تلقيه.

وكشف المحامي معين عود لـ"العربي الجديد" أن "رفض اللقاح متعلق بنقطتين رئيسيتين، هما ما يتردد حول وجود إشكاليات فيه، وشعور المواطنين بأن المرض ليس خطيراً، وأفاد كثيرون ممن التقيتهم عن شعورهم بأوجاع في الرأٍس، وفقدان حاستي الشم والتذوق فقط، وبالتالي فليس هناك ما يستدعي الحصول على اللقاح".
وحول مدى قانونية التهديد الذي وجهه رئيس بلدية الاحتلال في القدس لرافضي التطعيم، قال عودة إن "الأمر متعلق أساساً بموضوع العدل في التطبيق، إذ لا يمكن أن تمنع الناس من دخول المساجد، وتسمح لآخرين بدخول الكنس. الأصل هو تطبيق العدالة والمساواة بين الجميع".

وعبر مدير وحدة كورونا في مركز بيت صفافا الصحي بالقدس فؤاد أبو حامد عن انزعاجه من تدني نسبة المقدسيين الحاصلين على التطعيم، وفسر العزوف بقلة الوعي، فضلا عن نظريات المؤامرة والدعاية السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن المرض خطير مع ما نراه من عدد ضحايا الوباء، وأضاف لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن تهديد رئيس بلدية الاحتلال حقيقي، لأنه مع بدء العمل ببطاقة الجواز الأخضر، لن يسمح لأي شخص لم يحصل على التطعيم بدخول المؤسسات الرسمية وغير الرسمية".

في السياق ذاته، أعلن عضو وحدة مكافحة كورونا في القدس علي الجبريني أنّ حصيلة الوفيات في القدس منذ بدء تفشي الجائحة في مارس/ آذار الماضي بلغت 205 وفيات، مشيراً إلى "ضعف الإقبال على تلقي اللقاح في القدس المحتلة، وأن عدد المقدسيين الذين حصلوا على الجرعة الأولى بلغ 27 ألف مقدسي، بينما حصل أكثر من 11 ألف مقدسي على الجرعة الثانية".

المساهمون

The website encountered an unexpected error. Please try again later.