دراسة: المحيطات امتصت في 2023 طاقة تكفي لغلي 2.3 مليار مسبح أولمبي

دراسة: المحيطات امتصت في عام 2023 طاقة تكفي لغلي 2.3 مليار مسبح أولمبي

11 يناير 2024
ساهمت الطاقة بالمحيطات في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي في 2023 (لويس أكوستا/ فرانس برس)
+ الخط -

امتصّت المحيطات، التي تخزّن معظم الحرارة الزائدة الناجمة عن انبعاثات غازات الدفيئة، كميّة هائلة من الطاقة في عام 2023، توازي تلك اللازمة لغلي "2.3 مليار مسبح أولمبي"، بحسب دراسة مرجعية نُشرت نتائجها اليوم الخميس.

ومن خلال مبدأ الارتجاع، ساهم جزء من الطاقة الهائلة الموجودة بالمحيطات في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، الأمر الذي جعل 2023 العام الأكثر سخونة في التاريخ، مع ما شهده من كوارث مناخية، وفقاً لما ورد في ملخّص الدراسة المنشور في مجلة "أدفانسز إن أتموسفيريك ساينسز" العلمية من قبل 19 باحثاً يعملون خصوصاً في جامعات أميركية وصينية وإيطالية.

المحيطات منظّم لمناخ الأرض

وتُعَدّ المحيطات، التي تغطي 70% من سطح الكوكب، منظِّماً رئيسياً لمناخ الأرض، لأنّها تمتص نحو 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن النشاط البشري.

ويحسب بيان "أدفانسز إن أتموسفيريك ساينسز"، فإنّ "ارتفاع درجات حرارة المحيط يؤدّي إلى حالة جوية أكثر دفئاً ورطوبة، مع ازدياد الظواهر الجوية التي لا يمكن التنبّؤ بها".

وفي عام 2023، وصل إجمالي الحرارة في المحيطات، ما بين السطح وعمق 2000 متر، إلى رقم قياسي جديد، مع إضافة نحو 9 أو 15 زيتاجول مقارنة بعام 2022، بحسب تقديرات كشفت عنها الدراسة نقلاً عن الوكالة الأميركية للغلاف الجوي والمحيطات (نوا) والمعهد الصيني لفيزياء الغلاف الجوي.

وجاء في بيان المجلة العلمية أنّ "في كلّ عام، يستهلك العالم بأكمله نحو نصف زيتاجول من الطاقة لتشغيل اقتصاداتنا. وبعبارة أخرى، 15 زيتاجول تمثّل كمية كافية من الطاقة لغلي 2.3 مليار مسبح أولمبي".

يُذكر أنّ زيتاجول واحد يساوي واحداً من وحدة قياس الطاقة "جول" تُضاف إليه 21 صفراً، أمّا المسبح الأولمبي فيأتي بطول 50 متراً وعرض 25 متراً.

المحيطات مؤشّر أساسي لعلماء المناخ

وتُعَدّ الطاقة في المحيطات مؤشّراً حاسماً لمراقبي الاحترار العالمي، لأنّها أقلّ تأثّراً بصورة ملحوظة بالتقلبات المناخية الطبيعية مقارنة بدرجات حرارة سطح المحيط.

وقد واصلت الأخيرة تحطيم الأرقام القياسية الموسمية منذ إبريل/ نيسان 2023، في ظلّ التأثير طويل المدى لهذه الحرارة الزائدة المتراكمة في الأعماق، وكذلك بسبب عودة حلقة قوية من ظاهرة "إل نينيو" المناخية الطبيعية في عام 2023، ومن المتوقّع أن تصل إلى ذروتها في المحيط الهادئ وذلك في بدايات عام 2024 الذي انطلق قبل أيام قليلة.

ويؤدّي ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى زيادة ملوحة المياه والتقسيم الطبقي (فصل الماء إلى طبقات مختلفة)، الأمر الذي يغيّر في تبادل الحرارة والكربون والأوكسيجين ما بين المحيطات والغلاف الجوي.

إلى جانب ذلك، من الممكن أن تؤدّي هذه الظواهر إلى تعديل التيارات التي يعتمد عليها الطقس، لكنّها أيضاً تقلل من الأوكسيجين في المياه وتهدّد الحياة البحرية، بالإضافة إلى أنّها تقلل من قدرة امتصاص انبعاثات غازات الدفيئة في المحيطات.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون