حداد عام وصدمة في غزة.. تشييع حاشد لضحايا حريق جباليا

حداد عام وصدمة في غزة.. تشييع حاشد لضحايا حريق جباليا

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
18 نوفمبر 2022
+ الخط -

شارك آلاف الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في تشييع جثامين 21 ضحية سقطوا في حريق منزل سكني في منطقة تل الزعتر بمخيّم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة، انطلاقاً من مسجد الخلفاء الراشدين وسط المخيّم، وذلك بحضور جماهيري ورسمي وفصائلي.

ولُفّت جثامين الضحايا بالأعلام الفلسطينية، فيما سارت مركبات الإسعاف في موكب مهيب للتشييع في المخيّم، وسط حالة من الحزن غير مسبوقة. وقد عمّ الإضراب والحِداد مختلف المدن الفلسطينية، ونُكّست الأعلام وصدحت المساجد منذ الصباح بالقرآن.

وكانت عائلة أبو ريا تحتفل بعودة ابنها الدكتور ماهر أبو ريا (أحد الضحايا) من مصر بعد حصوله على شهادته، وقد اكتظّ البيت بالمهنّئين من الأهل والأنساب من عائلتَي الكحلوت وجاد الله، فيما باغتتهم النيران.

وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني أنّ ضحايا الحريق بمعظمهم من النساء والأطفال. 

الصورة
تشييع ضحايا حريق مخيم جباليا في غزة 2 (عبد الحكيم أبو رياش)
الضحايا البالغ عددهم 21 معظمهم من النساء والأطفال (عبد الحكيم أبو رياش)

وبدأت المراسم الرسمية الخاصة بتشييع جثامين الضحايا بعد صلاة الجمعة في مسجد الخلفاء الراشدين في المخيّم، فيما شهدت مساجد قطاع غزة إقامة صلاة الغائب على أرواح ضحايا الحريق، بعد التعميم الذي أصدرته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية للخطباء وأئمّة المساجد بهذا الخصوص.

وحمل المشيّعون جثامين الضحايا على الأكتاف هاتفين عبارات الرثاء. وقد نُقلت من المسجد بعد الصلاة عليها في مسيرة راجلة جابت شوارع المخيّم، وصولًا إلى مكان الحادثة، وذلك لإلقاء العائلات نظرة الوداع الأخيرة عليها.

وظهرت الصدمة واضحة على ملامح مشيّعي ضحايا الحريق المأساوي، وأغلقت المحال التجارية أبوابها في شمال قطاع غزة، فيما شهد محيط منزل أبو ريا، وهو موقع الحادثة الأليمة، تجمهراً للمواطنين المصابين بحالة من الصدمة والذهول، بفعل مشهد المبنى المحترق بالكامل.

وقد طافت في أرجاء قطاع غزة سيارات الإذاعة التي رثت الضحايا، وطالبت بالمشاركة الواسعة في التشييع.

وتضمّن تشييع "شهداء النار والحصار" كلمات عدّة، أبرزها كلمة حركة "حماس" التي ألقاها عضو المكتب السياسي للحركة سهيل الهندي، وحمّل فيها الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الحادثة الأليمة، نتيجة تواصل الحصار الخانق لأكثر من 16 عاماً، الأمر الذي أدّى إلى تدهور كلّ تفاصيل الحياة وتسبّب في كوارث عديدة.

وشدّد الهندي في كلمته على أنّ الحركة "سوف تضع كلّ إمكانياتها وطاقاتها إلى جانب العائلات المكلومة، وسوف تقف إلى جانب الأجهزة الأمنية للتوصّل إلى تحديد أسباب الحادثة الأليمة، التي عاش تفاصيلها المفجعة جميع أبناء الشعب الفلسطيني".

بدوره، أكّد رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر، في مراسم التشييع، أنّ "المُصاب الجلل يأتي في ظلّ الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة"، فيما شدّدت القوى الوطنية والإسلامية، في كلمتها التي ألقاها جميل مجاهد، على أنّ "التعاطف الدولي مع الحادثة الأليمة يؤكّد الالتفاف حول القضية الفلسطينية العادلة".

في سياق متصل، أشار أبو أحمد أبو ريا، مختار العائلة، أنّها "تتمتّع بالصبر" على الرغم من الفاجعة الكبيرة، مشدّداً على أنّ "الكارثة لا يهوّنها إلا الإيمان بالله والصبر، وكذلك المساندة الواسعة التي تحظى بها العائلة والعائلات المكلومة في مصابها". وقال: "لم يخرج حيّ من الحادثة ليخبرنا بتفاصيل ما حدث، ولنقطع كلّ شك حول سبب الحريق".

الصورة
تشييع ضحايا حريق مخيم جباليا في غزة 3 (عبد الحكيم أبو رياش)
موكب مهيب جاب مخيّم جباليا (عبد الحكيم أبو رياش)

وفاحت من موقع الحادثة رائحة الدخان الممتزجة برائحة الموت والألم.

وقال الفلسطيني محمد قاسم، وهو أحد الشهود العيان، إنّه "مع حلول مساء أمس الخميس، سمع أهالي الحيّ صراخ جيرانهم. فهرعوا إلى المبنى للمساعدة، وبعد تمكّنهم من الوصول إلى الشقة، كانت الجثث قد تفحّمت ولم يتمكّن أحد من الدخول نظراً إلى حدّة النيران والدخان الكثيف داخل الشقة الملتهبة".

يُذكر أنّه فور اشتعال النيران، تجمّع الجيران وأهالي الحيّ حول المبنى السكني للمساعدة في إطفاء الحريق، فيما بذلت قوات الدفاع المدني، وإلى جانبها قوات الشرطة التابعة لحكومة غزة، جهودها للسيطرة على الحريق ومنع تمدّده إلى منازل مجاورة، خصوصاً أنّ المنطقة تكتظّ بالسكان.

ويعدّ مخيّم جباليا من أكبر المخيّمات وأكثرها كثافة سكانية.

وعلى المستوى الرسمي، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، إياد البزم، تشكيل لجنة مختصّة للتحقيق في الحادثة والوقوف على ملابساتها كافة، موضحاً أنّ التحقيقات الأولية تفيد بأنّ تخزين كمية كبيرة من مادة البنزين داخل المنزل المحترق ساهم في تصاعد الحريق بشكل هائل ووقوع هذا العدد من الوفيات. كذلك، أعلنت لجنة متابعة العمل الحكومي اعتماد ضحايا الحادثة "شهداء".

ذات صلة

الصورة
ذكرى النكبة حاضرة في فعاليات نصرة الأسرى الفلسطينيين (العربي الجديد)

سياسة

لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76،
التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب على غزة.
الصورة
طلاب مدرسة الفاخورة يطالبون بالعودة إلى مقاعد الدراسة (العربي الجديد)

مجتمع

تجمّع عشرات من تلاميذ مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وسط ساحتها، الثلاثاء..
الصورة
عيد الفصح في كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة 1 - الأحد 5 مايو 2024 (رمزي أبو القمصان)

مجتمع

يُحيي المسيحيون من الطوائف التي تتّبع التقويم الشرقي عيد الفصح في غزة اليوم، في حين أنّ درب جلجلتهم مستمرّ وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ212.
الصورة
فلسطينيون وسط دمار خانيونس - 7 إبريل 2024 (إسماعيل أبو ديه/ أسوشييتد برس)

مجتمع

توجّه فلسطينيون كثر إلى مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة لانتشال ما يمكن انتشاله من بين الأنقاض، وسط الدمار الهائل الذي خلّفته قوات الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون