جدري القردة يُعيد بعض الخوف إلى الدول المُصابة

جدري القردة يُعيد بعض الخوف إلى الدول المُصابة

20 مايو 2022
طفل مصاب بجدري القردة في جمهورية أفريقيا الوسطى (شارل بويسيل/ فرانس برس)
+ الخط -

أصاب الإعلان عن رصد عشرات حالات الإصابة بفيروس جدري القردة في كل من أوروبا وأميركا وأستراليا وغيرها حالة من الذعر بين الناس، وخصوصاً أن العالم ما زال يستعيد أنفاسه بعد أكثر من عامين على تفشي فيروس كورونا الجديد. وإن كان جدري القردة ليس بالفيروس الجديد، وقد اكتشف للمرة الأولى بين البشر عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصل منها الجدري في عام 1968، إلا أن منظمة الصحة العالمية سعت إلى احتواء هذا الخوف من خلال نشر دليل تعريفي حوله.

وقد أفادت مصادر مقرّبة من منظمة الصحة العالمية بأنّها سوف تعقد في وقت لاحق من اليوم الجمعة، اجتماعاً طارئاً حول تفشّي جدري القرود. ومن المقرّر أن تجتمع المجموعة الاستشارية الفنية المعنية بمخاطر العدوى التي يمكن أن تتحوّل إلى أوبئة، علماً أنّ هذه المجموعة تقدّم المشورة للمنظمة حول مخاطر العدوى التي يمكن أن تشكّل تهديداً للصحة العالمية.

وفي السابع من مايو/ أيار الجاري، تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا لدى شخص عاد إلى بريطانيا من نيجيريا حيث يتوطن جدري القردة، ليتمد لاحقاً إلى عدد من الدول، إذ سجلت البرتغال 14 حالة إصابة وإسبانيا سبع حالات. كما أبلغت الولايات المتحدة والسويد عن حالة واحدة لكل منهما. وسجلت السلطات الإيطالية حالة مؤكدة واحدة في وقت تشتبه في حالتين أخريين. 

وعمدت السلطات البريطانية إلى تطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة به بلقاح الجدري. وقالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القردة، لكنه يوفر بعض الحماية. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن اللقاحات التي تستخدم للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85 في المائة ضد جدري القردة. وعقب رصد حالات في بريطانيا، قالت إنها تريد الإضاءة، بالتعاون مع السلطات، على الإصابات بجدري القردة التي تكتشف في هذا البلد منذ بداية الشهر الجاري، خصوصاً في مجتمع المثليين.

وإلى البرتغال، أعلنت السلطات الصحية، التي اكتشف لديها أكبر عدد من حالات الإصابة بجدري القردة، أنها قلقة من انتشار الفيروس، لكنها طلبت من المواطنين الهدوء مشيرة إلى أن خطر العدوى منخفض. وقالت المتحدثة باسم فريق عمل مكافحة جدري القردة في البلاد مارغاريدا تافاريس إن البرتغال سجلت 14 حالة إصابة بالمرض ولديها 20 حالة مشتبه بها. أضافت: "السلطات الصحية قلقة. من المهم التحرك بالطريقة الصحيحة واتخاذ القرارات الصائبة لكسر سلسلة العدوى، لكنه مرض لا يسهل انتقاله". 

كما أعلنت وزارة الصحة الفرنسية اكتشاف أول حالة يشتبه في إصابتها بفيروس جدري القردة على أراضيها في منطقة إيل دو فرانس. وفي إسبانيا، أعلنت السلطات الصحية المحليّة في منطقة مدريد اكتشاف 23 إصابة يشتبه في أنها جدري القردة. 

وفي هولندا، أعلن المعهد الوطني للصحة، اليوم الجمعة، رصد حالات عدّة يشتبه في إصابتها بجدري القرود في البلاد. وقد لفت المعهد أنّ الاختبارات التي تؤكد الإصابة ليست متاحة بعد.

بدورها، أعلنت كندا، مساء أول من أمس، تسجيل أوّل حالتي إصابة بمرض جدري القردة لدى البشر. وقالت وكالة الصحة العامة الكندية في بيان: "أُبلِغت مقاطعة كيبيك بالنتيجة الموجبة لفحص جدري القردة لعيّنتين تلقاهما المختبر الوطني للأحياء الدقيقة. هاتان أوّل حالتين مؤكدتين في كندا". وأشارت السلطات إلى أنّ حالات أخرى مشتبها بها قيد الدرس في مدينة مونتريال الناطقة بالفرنسية. وتحدّثت الإدارة الإقليمية للصحة العامة في مونتريال عن وجود 17 حالة مشتبه بها. 

وأعلنت السلطات الصحية في أستراليا تسجيل أول حالة إصابة بجدري القردة في البلاد، مضيفة أنها تترقب تأكيد إصابة ثانية بالفيروس. وأوضحت وزارة الصحة بولاية فيكتوريا أن الإصابة المؤكدة ظهرت لدى شخص في الثلاثينيات من العمر عاد لتوه من بريطانيا، مضيفة أن هذا الشخص جرى عزله. وأشارت إلى أن المصاب ظهرت عليه أعراض خفيفة قبل أن يحط في ملبورن يوم الإثنين الماضي، حيث طلب تقديم الرعاية الطبية الفورية له. 

وأشارت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى احتواء العديد من حالات تفشي مرض جدري القردة في القارة خلال جائحة كوفيد-19، بينما كان العالم يركز اهتمامه على كورونا. وهناك سلالتان رئيسيتان للمرض، إحداهما سلالة الكونغو، وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10 في المائة، وسلالة غرب أفريقيا بمعدل وفيات حوالي 1 في المائة من حالات الإصابة. يشار إلى أن غالبية الحالات التي سُجلت حتى الآن هي لرجال كانت لهم علاقات جنسية مثلية مع رجال آخرين.

وينتقل جدري القردة في منطقة وسط وغرب أفريقيا، وغالباً ما يكون ذلك بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، ويعتبر مرضاً متوطناً في جمهورية الكونغو الديمقراطية، واكتُشف فيها لأول مرة عام 1970. وعادة ما يسبب الفيروس أعراضا مشابهة لأعراض الجدري ولكنها أقل حدة، ويمكن أن تكون الحالات شديدة أيضاً.

وقد كشفت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، عن وفاة 58 شخصاً على أقلّ تقدير في جمهورية الكونغو الديمقراطية، منذ يناير/كانون الثاني الماضي، من جرّاء إصابتهم بمرض جدري القرود. أضاف مكتب المنظمة الإقليمي أنّ ذلك المرض أصاب كذلك "أكثر من 1200 شخصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها، منذ بداية العام".

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز، الأناضول)

المساهمون