تاريخ النضال من أجل حقوق المرأة

تاريخ النضال من أجل حقوق المرأة

08 مارس 2023
احتفاءً بيوم المرأة العالمي في برلين حيث كانت بداية قصة هذا اليوم في عام 1914 (Getty)
+ الخط -

يحتفي العالم بالنساء اليوم، في الثامن من شهر مارس/ آذار، كما في كلّ عام. لكنّ هذا الاحتفاء الذي يأتي تحت عنوان "يوم المرأة العالمي" هو قبل كلّ شيء موعد للتذكير بكثير من الظلم التاريخي الذي تعرّضت له المرأة في مختلف المجتمعات، وكذلك للمطالبة بحقوق كثيرة ما زالت معطّلة.

  • ما سبب جعل 8 مارس يوماً عالمياً للمرأة؟

في مثل هذا اليوم من عام 1914، أقيمت في مدينة برلين الألمانية تظاهرة للمطالبة بحقّ النساء في التصويت. لم يكن هذا النوع من التظاهرات جديداً، إذ نُظّمت مثلها في بريطانيا وفرنسا ابتداءً من العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر. لكنّ تظاهرة الثامن من مارس 1914 أتت من تنظيم الصحافية الألمانية كلارا زيتكين وهي صاحبة الدعوة الأولى إلى تحديد يوم عالمي للمرأة. وقد أتت دعوتها هذه في عام 1910، في أثناء انعقاد "مؤتمر الأممية" الذي جمع كلّ التنظيمات اليسارية العالمية في مدينة كوبنهاغن الدنماركية.

  • متى تمّ تبنّي تاريخ 8 مارس يوماً عالمياً للمرأة؟

في عام 1977، أقرّت منظمة الأمم المتحدة يوم الثامن من مارس "يوم المرأة العالمي". قبل ذلك، كان كلّ بلد يحدّد تاريخاً مرجعياً خاصاً به للاحتفال بالمرأة. في الولايات المتحدة الأميركية، كان يوم الأحد الأخير من شهر فبراير/ شباط يُعَدّ موعداً للاحتفال بنضالات المرأة، وذلك في إشارة إلى تظاهرات حول حقّ العمل نُظّمت في 28 فبراير 1909. وفي تونس، يأتي 13 أغسطس/ آب تاريخاً للاحتفال الوطني بالمرأة، في إشارة إلى ما حدث في هذا اليوم من عام 1956 عندما أُطلقت "مجلة الأحوال الشخصية" التي سنّت قوانين تحمي المرأة من الطلاق التعسّفي ومن تعدّد الزوجات.

  • كيف يُقسَّم تاريخ النضال من أجل حقوق المرأة؟

يقسّم المؤرّخون تاريخ نضالات المرأة من أجل نيل حقوقها إلى "موجات ثلاث"، أولاها بدأت في منتصف القرن التاسع عشر وتُعَدّ ثورة الطلاب في مايو/ أيار 1968 نهايتها، وفيها كان العمل على تغيير القوانين الظالمة في حقّ المرأة من خلال فرض مبدأ المساواة في حقوق مثل التصويت والعمل. الموجة الثانية عُرفت بموجة "المراجعات الفكرية"، وهدفت إلى العمل على تغيير الذهنيات وليس القوانين وحدها. ويمثّل كتاب "الجنس الثاني" للمفكّرة الفرنسية سيمون دو بوفوار مرجعية هذه الموجة، علماً أنّ من أبرز أسمائها العربية المفكّرة المصرية نوال السعداوي. أمّا الموجة الثالثة والأخيرة فقد بدأت في تسعينيات القرن العشرين مع تحويل الفكر النسوي إلى سياسات ضغط، وقد ظهرت معها منظمات دولية أبرزها "فيمن".

  • من هم/ هنّ أبرز منظّري/ ات الحركة النسوية؟

ما زالت كتابات سيمون دو بوفوار تُعَدّ أبرز إرث نظري للحركات النسويّة، وإليها استندت أعمال بارزة مثل "السياسات الجنسية" (1970) للكاتبة كايت ميليت (أميركية). تُضاف إلى ذلك كتابات جوديث باتلر (أميركية) في الفلسفة، ومارغريت ميد (أميركية) في الأنثروبولوجيا، وجوليا كريستفا (بلغارية-فرنسية) في علم النفس، وفيرجينيا وولف (بريطانية) في الأدب. كذلك ظهرت حركة نقدية للنسويّة، ورأت باحثات أنّ المطالب المجحفة للحركة النسوية تعطي نتائج عكسية، وأبرز عمل في هذا الاتجاه كتاب "النسوية السيئة" للباحثة الأميركية روكسان غاي في 2014. وعربياً، ظهرت دعوات كثيرة لتحرير المرأة، نجد أثرها حتى قبل ترجمة الفكر النسوي من الغرب كما في كتابات الطاهر الحداد في تونس وقاسم أمين في مصر.

  • ما جديد الاحتفال بيوم المرأة العالمي في عام 2023؟

تختار الأمم المتحدة في كلّ عام محوراً ليوم المرأة العالمي، وقد أتى هذا العام لمناقشة دور التكنولوجيا في المساواة، تحت عنوان "إشراك الجميع رقمياً: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسَين". لكنّ المحاور التي تحدّدها المنظمة الأممية لا تأتي إلزامية، كذلك فإنّ واقع كلّ بلد يصبغ فعاليات اليوم العالمي للمرأة. على سبيل المثال، يلتقي هذا الاحتفال بالاحتجاجات ضدّ قانون تمديد سنّ التقاعد في فرنسا، في حين أنّ الوضع في أفغانستان يجعل من هذا الموعد السنوي فرصة للضغط الدولي من أجل توفير الحدّ الأدنى من الحقوق للأفغانيات.

المساهمون