الحرائق تعمق خسائر موسم سورية الزراعي بعد الجفاف

الحرائق تعمق خسائر موسم سورية الزراعي بعد الجفاف

24 مايو 2021
أكثر من 25 حريقاً نشب في أراضٍ زراعية وأحراش منذ بداية نيسان في إدلب وريف حلب (فيسبوك)
+ الخط -

اندلعت عدة حرائق خلال اليومين الماضيين في مناطق مختلفة في سورية، وذلك بالتزامن مع بدء الفلاحين حصاد موسم يُعتبر الأضعف نتيجة الجفاف الذي يعصف بالبلاد.

وذكرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام السوري، الأحد، أن حريقاً نشب ضمن الأراضي الزراعية الواقعة بين منطقة خان شيخون والهبيط، جنوبي إدلب، أدى إلى احتراق عشرات الدونمات الزراعية.

كما اندلع حريق آخر مجهول السبب، الأحد، أدى لالتهام نحو 300 دونم من القمح بين مدينة إنخل وبلدة سملين، شمالي درعا، بحسب ما ذكر موقع "تجمع أحرار حوران".

في حين ذكرت وكالة أنباء النظام "سانا" أن فوج إطفاء درعا استجاب، أمس السبت، لـ 9 حرائق في يوم واحد في مناطق مختلفة بالمحافظة.

من جانبها ذكرت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن فرقها استجابت، أمس السبت، لـ 8 حرائق جميعها في أراض زراعية ومحاصيل زراعية.

سبقتها بيوم واحد 7 حرائق أيضاً بأراض زراعية في كل من مناطق مارع وقريتي تركمان بارح وعين الحجر، قرب مدينة عفرين شمالي حلب.

وبحسب "الخوذ البيضاء" نشب 25 حريقاً في أراضٍ زراعية وأحراش، منذ بداية شهر نيسان الحالي، في محافظتي إدلب وريف حلب.

وفي مناطق شمال وشرق سورية، التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التهم حريق، الخميس الماضي، قرابة 170 دونماً من الأراضي المزروعة بالقمح في بلدة تل حميس بريف الحسكة، بحسب ما ذكر موقع "عين الفرات".

الإنتاج قد لا يتجاوز ربع المتوقع

وتأتي هذه الحرائق وسط استعداد الفلاحين لبدء موسم القمح والشعير هذا العام، وسط توقعات بتراجع كبير في المحصول نتيجة الجفاف.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

 

وفي هذا السياق قال وزير الزراعة في حكومة النظام السوري حسان قطنا، في تصريح لإذاعة "شام إف أم" المحلية، الجمعة 21 من أيار/ مايو، إنه "لم يمر على سورية جفاف كهذه السنة، ففي سنوات سابقة كان يمر الجفاف على محافظة أو اثنتين، بينما في العام الحالي طاول الجفاف كل المحافظات".

وأرجع "قطنا" أسباب الجفاف إلى انخفاض معدل هطول الأمطار بين 50% و70% حسب المحافظات، موضحاً "في محافظة الحسكة كان معدل المطر أقل من 50%، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة بنحو ست إلى سبع درجات، ما يزيد من معدل التبخر".

وبحسب ذات المصدر فإن الإنتاج المتوقع من المساحات المزروعة من محصول الشعير كان يتجاوز مليونين و200 ألف طن، لكنه انخفض إلى 450 ألف طن فقط.

وفيما يتعلق بالقمح، أوضح الوزير أن المساحات المزروعة كانت بحدود مليون ونصف مليون هكتار، نصفها بعلي ونصفها مروي، والمروي وضعه مقبول لأن الموارد المائية والمحروقات تم توفيرها، في حين خرجت 80% من المساحات المزروعة بعلياً من الاستثمار.

أسباب الحرائق

وبالعودة إلى الحرائق وأسبابها وتأثيرها قال الخبير الزراعي، محمود شيخ  يوسف، المقيم في إدلب، لـ "العربي الجديد"، إنه مع ارتفاع درجات الحرارة في مثل هذه الأيام من العام تكون الأراضي الزراعية جافة، مضيفاً أن أغلب الحرائق كانت أسبابها أعقاب السجائر التي ترمى على حواف الطرقات، حيث تنتشر الأعشاب اليابسة وتمتد الحرائق للبساتين والمحاصيل والأحراش.

وأضاف "شيخ يوسف" أن بعض الحرائق "مفتعلة"، لا سيما في مناطق سيطرة النظام بإدلب، حيث يشكل إحراق الأراضي سياسة عقاب من قبل قوات النظام لأهالي المنطقة لتهجيرهم ومنعهم من الاستفادة من أرزاقهم.

وأقر الخبير الزراعي بأن معظم المحاصيل الزراعية البعلية تأثرت هذا العام بشكل كبير بالجفاف وقلة الأمطار، موضحاً أن التأثير شمل معظم أصناف الزراعات البعلية.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

 

وسبق أن تأثرت سورية العام الماضي بحرائق التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحرجية، وأدت بحسب إحصاءات وزارة الزراعة التابعة للنظام إلى تضرر مليونين و100 ألف شجرة مثمرة.

المساهمون