قال مسؤول في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، اليوم الاثنين، إن انهيار النظام المدني أدى إلى تعطل عمل 4 مراكز توزيع مساعدات تابعة للأمم المتحدة ومنشأة تخزين في غزة، في وقت يبحث فيه الناس بكل السبل عن الغذاء والماء.
وقال مدير شؤون أونروا في غزة توم وايت إن العمل في القاعدة اللوجستية عند معبر رفح الحدودي الحيوية لتوزيع المساعدات أصبح صعبا للغاية، لأن ثمانية آلاف شخص يتخذونها مأوى، ثم أضاف: "مع انهيار النظام المدني، لدينا كل يوم مئات الأشخاص يحاولون الدخول إلى المخازن لسرقة الطحين (الدقيق)".
وايت: جنوب غزة أرهقه تدفق النازحين من الشمال
وأضاف أن "الناس الآن يحاولون البقاء على قيد الحياة. أصبح همهم هو الحصول على طحين وماء كاف".
واقتحم آلاف من سكان غزة مخازن الأمم المتحدة، أمس الأحد، للحصول على طحين ومواد أخرى. وأحد هذه المخازن موجود في دير البلح وسط قطاع غزة، حيث تخزن أونروا الإمدادات التي تحملها قوافل المساعدات الإنسانية القادمة من مصر إلى غزة.
ومضى توم وايت قائلاً: " فعليا، فقدنا قاعدة دير البلح. وسنرى مدى قدرتنا على إعادة تشغيلها مرة أخرى، لكن الأمر معقد بالطبع، لأن قاعدة رفح اللوجستية أصبحت الآن نقطة جذب للأشخاص الذين يبحثون عن مأوى أو عن الحماية تحت لواء الأمم المتحدة، أو يحاولون الدخول إلى المخازن للحصول على الطحين".
وايت: محنة غزة أصبحت أصعب من أن يعالجها تقديم مزيد من المساعدات بسبب التأخير
واعتبر وايت أن محنة غزة أصبحت أصعب من أن يعالجها تقديم مزيد من المساعدات بسبب التأخير، مضيفا أنه يتعين تنفيذ وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية قائلا: "مع انهيار الخدمات العامة، لن يحل هذا الغذاء أو الماء أو العقاقير المشكلة. حين ينهار القطاع العام هنا، يصبح نطاق الحاجة مختلفا".
وقال إن أونروا لم تتمكن من توزيع الطحين على المخابز أمس الأحد، واضطرت إلى توزيع ليتر واحد من المياه الصالحة للشرب لكل شخص من النازحين، ثم تابع أن المعدل الذي يحفظ الحياة في الاستجابة الإنسانية يبلغ ثلاثة ليترات يوميا.
وأوضح وايت أن جنوب غزة أرهقه تدفق النازحين من الشمال، مشيرا إلى أن الوصول إلى الطرق معقول نسبيا في الجنوب، لكنه أصبح أصعب على نحو متزايد في الشمال بسبب الأضرار والأمن، مع قيام القوات الإسرائيلية بمهاجمة المدينة الشمالية الرئيسية في غزة.
من جانبه، وصف المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونجا الوضع في غزة بأنه في حالة يائسة، قائلا: "كلما طال أمد ذلك، رأينا اليأس أكثر... إذا لم تستطع توصيل الإمدادات إلى الجياع، فسيجدون طريقة" للحصول عليها.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على غزة لليوم الـ24 على التوالي، مسفرا عن استشهاد 8306 أشخاص، بينهم 3457 طفلاً.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 140 شاحنة مساعدات دخلت غزة حتى الآن منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وإن أكبر قافلة مساعدات مؤلفة من 33 شاحنة وصلت أمس الأحد. لكن مسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن تلبية الاحتياجات العاجلة لغزة يقتضي وصول 100 شاحنة على الأقل يوميا. وقبل الحرب، كان بضع مئات من الشاحنات تصل عادة إلى غزة يوميا.
(رويترز، العربي الجديد)