أزمة تدفئة في الرقة السورية بسبب قرار "الإدارة الذاتية"

أزمة تدفئة في الرقة السورية بسبب قرار "الإدارة الذاتية"

23 ديسمبر 2021
قرار إزالة بسطات الوقود أثقل كاهل الأهالي (Getty)
+ الخط -

يُكابد أهالي مدينة الرقة السورية معاناة مضاعفة بسبب أزمة التدفئة التي تفاقمت بعد القرار الصادر عن "الإدارة الذاتية" الكردية، بإزالة بسطات الوقود في مناطق سيطرتها شمال شرقيّ سورية.

ولم يعد من السهل على الأهالي الحصول على وقود التدفئة الذي اعتادوا وجوده على "البسطات" لدى الباعة في المدينة، لكون المازوت المُدعّم الممنوح لهم من قبل الإدارة  سيئاً وغير صالح للتدفئة.
وفي السياق، يوضح محمد صالح الحمدان، من أبناء مدينة الرقة لـ"العربي الجديد"، أن الأزمة الحالية حدثت بعد قرار منع بسطات المحروقات الصادر في 11/29/2021، لضبط تهريب المادة لمناطق النظام أو مناطق الجيش الوطني، كما تدعي الإدارة.

وأضاف الحمدان: "القرار خلق أزمة كبيرة للأهالي، فمن أراد شراء لتر غاز، لا يجده إلا بشقّ الأنفس. وبالنسبة إلى المازوت الذي يباع على البسطات، فهو أفضل بكثير من الذي يوزع في محطات قوات سورية الديمقراطية "قسد" ويصلح للتدفئة".

وتابع: "وزعوا برميلاً واحداً من المازوت المدعم، ونوعيته سيئة جداً، والذي يحتاج المازوت عليه أن يشتريه من محطات تابعة لـ"قسد""، مشيراً إلى أنّ  "الإدارة الذاتية أعطت أصحاب البسطات مهلة 15 يوماً وبدأت بإزالتها بتاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وحالياً الوضع تأزم كثيراً".

في المقابل، بيّن الناشط محمد العبدالله لـ"العربي الجديد" أنّ المازوت المدعم من قبل الإدارة الذاتية سابقاً، بلغت كميته للعائلة الواحدة 200 لتر، وهو مازوت ذو نوعية سيئة للغاية، ولا يمكن الاعتماد عليه بالنسبة إلى التدفئة، إذ تصدر عنه روائح سيئة للغاية، ويسبب إغلاق المداخن واتساخ المدفئة بشكل كبير، إضافة إلى أنه قد يسبب انفجاراً، لكونه لزجاً وغير مكرر بشكل سليم، كالمازوت الذي يباع على البسطات، وهو ذو جودة أفضل. لافتاً إلى أن الأهالي كانوا يستبدلون الوقود الممنوح لهم بنوعيات أفضل لاستخدامه في التدفئة.

وقد حصلت نسبة 70 في المائة من عائلات مدينة الرقة على الدفعة الأولى من مخصصات وقود التدفئة المدعوم من الإدارة الذاتية، لكن أغلبها باعت الكميات التي منحت لها، واتجهت إلى خيارات بديلة للتدفئة من أجل تجنب الأمراض التنفسية الناتجة من المازوت السيئ.  

قضايا وناس
التحديثات الحية

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ ذريعة منع "البسطات" لمكافحة التهريب هي مجرد ادعاء للتضييق على الأهالي، ولا سيما أن المازوت يذهب علناً إلى مناطق سيطرة النظام. وبينت المصادر أن الكثير من الأهالي بدأوا بالتوجه لاستخدام الحطب بديلاً من المازوت في المدينة.

وصدرت العديد من الشكاوى حول المازوت السيئ الذي توزعه "الإدارة الذاتية" عبر لجان المحروقات التابعة لها في مناطق سيطرتها، مع وجود تلاعب من هذه اللجان، وعمليات احتيال على السكان، الذين يطالبون بنوعية أفضل من وقود التدفئة كالنوعية التي توزع في محطات الوقود التابعة لها.

المساهمون