السيسي لتكريس عدائه مع الإخوان من الرياض

السيسي لتكريس عدائه مع الإخوان من الرياض

28 فبراير 2015
السيسي يحاول رفع سقف شروط المصالحة (فرانس برس)
+ الخط -

كشف مصدر مطلع على صلة بالقيادة السياسية في مصر، "أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيؤكد خلال زيارته غداً الأحد إلى السعودية، رفضه التام لأي مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين".

وذكر المصدر لـ "العربي الجديد"، بعد ساعات من إعلان الرئاسة المصرية عن الزيارة رسمياً، أن "السيسي سيقول للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، إن قطر لم تُقدّم المطلوب منها لتحقيق التقارب بين البلدين على أساس مبادرة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وإن مصر تنتظر خطوات فعالة للمضي قدماً على طريق التقارب".

وأوضح المصدر أن الحكومة المصرية والسيسي شخصياً، يعتبران جماعة "الإخوان" حالياً بمثابة عدو، ولا يوجد أفق حالياً لتحسين العلاقات على عكس ما تردده بعض وسائل الإعلام.

وأشار إلى أن لقاء السيسي منذ 3 أيام مع عدد من قيادات "الإخوان" المنشقة عن الجماعة، مثل كمال الهلباوي ومختار نوح وثروت الخرباوي، كان يهدف لمعرفة رأيهم في مدى التأثير المحتمل لتحركات الجماعة دولياً، وما إذا كانت لديها أذرع سياسية ما زالت تعمل بكفاءة في الدول الغربية والعربية.

وأكد المصدر أن "المصالحات بصفة عامة ليست على رأس أولويات قمة الملك سلمان والسيسي، إذ ستحتل مواضيع اليمن وتنظيم داعش وليبيا أولوية بارزة"، مرجحاً أن يتم الإعلان عن لجنة عسكرية أمنية مشتركة بين مصر والسعودية والأردن للتعامل مع الأخطار المحتمل حدوثها في اليمن؛ مما قد يؤثر على المحيط الاستراتيجي للدول الثلاث في البحر الأحمر.

وأضاف أن السيسي سيحاول أيضاً تأمين دعم سعودي كبير لبلاده خلال المؤتمر الاقتصادي المقرر في مارس/آذار المقبل، باعتبار الرياض هي العاصمة المحفزة لتحرك دول عربية وغربية أخرى لزيادة استثماراتها في مصر خلال السنوات الثلاث المقبلة.

إقرأ أيضاً: الأزمات الاقتصادية و"المعتقلون" تشعل تظاهرات "أنقذوا مصر"

وفي سياق متصل، قال برلماني مصري سابق لـ "العربي الجديد"، إن "السيسي يحاول أن يرفع سقف الشروط للمصالحة، على الصعيدين المحلي، مع جماعة الإخوان المسلمين التي ترفع مطالبها هي الأخرى إلى حد اختفاء السيسي من المشهد تماماً، وعلى الصعيد الخارجي مع قطر، التي تتمسّك بعدد من الثوابت في علاقتها مع النظام المصري الحالي".

وتبذل السعودية في ظل نظام الحكم الجديد بقيادة الملك سلمان، جهوداً واسعة، وصفها مراقبون بـ "خطة لإعادة رسم خارطة علاقات المملكة بدول الإقليم، في محاولة من الملك السعودي لمعالجة الأخطاء التي ارتكبها مساعدو شقيقه الراحل الملك عبد الله".

ويلتقي الملك سلمان خلال الأسبوع الحالي، إضافة إلى السيسي، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي سيقوم بزيارة إلى المملكة تستمر لمدة ثلاثة أيام.

وفي هذا السياق، قال قيادي في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، إن هناك محاولات إقليمية لتصحيح مسار العلاقات بين تركيا ومصر، مستبعداً دخول تركيا في مصالحة شاملة مع النظام المصري الحالي.

ولفت القيادي إلى أن "الأمر لن يعدو كونه تهدئة للأجواء بين الطرفين"، مشيراً إلى أن "موقفنا تجاه ما جرى في مصر ليس كما يصوّر الإعلام المصري تعاطفاً مع جماعة الإخوان المسلمين، ولكن يأتي لأن قبولنا به سيعني قبولاً بأمر يشابهه بحال حدث في تركيا، التي عانت لفترات طويلة من الكوارث التي سببتها الانقلابات العسكرية"، مؤكداً "أن رؤيتنا لحل الأزمة المصرية تكمن في إبعاد السيسي عن المشهد الراهن، فبعد الكمّ الهائل من الدماء التي سالت في مصر سيكون من المستحيل إيجاد حل مع بقاء المسؤول عن هذه الدماء".

وكشف القيادي نفسه أن أردوغان سيسعى خلال لقاءاته في السعودية إلى إزالة سوء التفاهم بين المملكة وحركة "حماس"، لافتاً إلى أن "الرئيس التركي سيحاول مع الملك سلمان التوصل لحل عاجل للأزمة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، في ظل توقف عملية إعادة الإعمار وتنصّل الجانب الإسرائيلي من مسؤولياته، في ظل حالة العداء التي يحاول البعض زجّ حركة حماس فيها"، مؤكداً أن "العلاقات مع السعودية تتسم بالقوة، ولم يؤثر عليها التوتر في العلاقات مع النظام المصري".

وفي السياق نفسه، قال قيادي بارز في جماعة "الإخوان المسلمين" في سويسرا، "إن قيادات تركية قالت لنا إن أردوغان يسعى لإزالة الاحتقان في مصر بين الإخوان والنظام الحالي".