إدانات فلسطينية وعربية لاقتحام الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى

27 يوليو 2018
مطالبات بتحرك فوري لإنقاذ الأقصى (العربي الجديد)
+ الخط -

أثار اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك بعد صلاة الجمعة، والمواجهات العنيفة التي أسفرت عن إصابة أكثر من 40 فلسطينياً بجروح، ردود فعل فلسطينية وعربية منددة، وداعية إلى لجم العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى.

واعتبرت الهيئات الفلسطينية أن ما جرى في المسجد الأقصى اليوم، "ما كان ليتم لولا الصمت الإقليمي والدولي على جرائم الاحتلال والقرارات الأميركية الجائرة، والداعمة لقيام الدولة اليهودية العنصرية المتطرفة"، إذ وصل هذا الصمت إلى "حد التواطؤ".

الحكومة الفلسطينية

كما أدانت الحكومة الفلسطينية الاعتداء، وذلك على لسان المتحدث الرسمي باسمها يوسف المحمود، الذي طالب الحكومات العربية والإسلامية وحكومات ودول العالم، بـ"التحرك الفوري من أجل إنقاذ المسجد الاقصى المبارك، والتحرك على صعيد البدء فورا بتطبيق القوانين والشرائع الأممية التي تمنع الاحتلال من العدوان على المقدسات الفلسطينية وعلى الأراضي المحتلة، وإخضاعه للمحاسبة والمساءلة والعقاب الدولي جراء عدوانه".

حكومة الوفاق الوطني

بدورها، حذرت حكومة الوفاق الوطني، في بيان لها، من خطورة الهجوم الذي نفذته مجاميع كبيرة من قوات الاحتلال على المصلين في المسجد الاقصى عند انتهاء صلاة الجمعة، محملة حكومة الاحتلال وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "المسؤولية الكاملة عن كافة التطورات في الأراضي الفلسطينية والمنطقة والعالم، وما قد يترتب عنها من نتائج كارثية"

الخارجية الفلسطينية

في سياق متصل، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، الجريمة "النكراء" التي ارتكبتها قوات وشرطة الاحتلال بالمسجد الأقصى، والذي قالت إنه " يأتي في إطار تصعيد الاحتلال ومستوطنيه من اقتحاماتهم اليومية لباحات المسجد، بهدف تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانيا على مرأى ومسمع من العالم".

كما بينت أن "صمت المجتمع الدولي على انتهاكات الاحتلال بحق القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك بلغ حد التواطؤ، وبات يعبر عن تخاذل فظيع من قبل المجتمع الدولي تجاه معاناة المجتمع الفلسطيني، ولا مبالاة وتخل عن مسؤولياته القانونية والأخلاقية في ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ريثما يتم تمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير بكامل حريته وإرادته على أرض وطنه فلسطين".

حماس

من جهتها، أعربت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن إدانة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.

وقال المتحدث باسم "حماس"، فوزي برهوم، في تصريح وصل "العربي الجديد" نسخة منه، إنّ ما جرى "إرهاب دولة منظم وخطير يمس وجود وإسلامية وعروبة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين".

وأضاف أن الاقتحام "يعكس عنصرية حكومة الاحتلال وتطرفها، وحجم الظلم الكبير الواقع على شعبنا ومقدساته".

واعتبر أن ذلك "ما كان ليحصل لولا الصمت الإقليمي والدولي على جرائم الاحتلال والقرارات الأميركية الجائرة، والداعمة لقيام الدولة اليهودية العنصرية المتطرفة الأخطر ليس على فلسطين فحسب، بل على المنطقة برمتها".

ودعا برهوم "أهالي القدس والضفة والداخل المحتل، وفي كل فلسطين، إلى مواجهة الاحتلال والانتفاض في وجهه بكل قوة، والقيام بالواجب الوطني في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم"، كما طالب "العرب والمسلمين كافة، وأحرار العالم بالتحرّك الشعبي والرسمي السريع والعاجل لإنقاذ المسجد الأقصى وحمايته من التهويد والتدنيس وتعزيز صمود أهلنا في القدس والوقوف إلى جانبهم".

وطالبت "حماس" منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ورابطة العالم الإسلامي، وكلّ الجمعيات والهيئات المعنيّة، بالقيام بمسؤوليّاتها تجاه ما يجري في المسجد الأقصى، والعمل على تثبيت أهل فلسطين والقدس في مسيرة الدفاع عن المسجد الأقصى.

الجهاد الإسلامي

في سياق مواز، اعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي"، في فلسطين، ممارسات شرطة الاحتلال "عمل إرهابي خطير".

وقالت الحركة، في بيان وصل "الأناضول" نسخة منه، اليوم الجمعة "ما يجري في الأقصى عمل إرهابي خطير، وعدوان مُبيّت ومخطط له من قبل حكومة الاستيطان والإرهاب للمساس بمدينة القدس".

وأضافت "ما يحصل محاولة جديدة لفرض مخططات التقسيم الزماني والمكاني في ظل الانشغال والصمت العربي وبدعم أميركي كامل".

ودعت الحركة، الأمة العربية والإسلامية "للتصدي لهذا المخطط بشد الرحال والرباط في القدس والصلاة في الأقصى والعمل العاجل والسريع على حمايته وتوفير كل أشكال الدعم لصمود المقدسيين".

 

الأردن يحتج رسمياً

على الصعيد العربي، طالب الأردن، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري للانتهاكات والاستفزازات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، وأرسل مذكرة احتجاج دبلوماسية سلمتها سفارته لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عن إدانة المملكة الشديدة لهذه الانتهاكات.

وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، المتحدثة الرسمية باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، إن "مثل هذه الممارسات المدانة والمرفوضة التي تتم بحماية الشرطة الإسرائيلية تنتهك حرمة هذا المكان المقدس، وتستفز مشاعر المصلين والمسلمين في جميع أنحاء العالم".


وأضافت "كما تمثل هذه الممارسات انتهاكًا لالتزامات إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وانتهاكًا أيضًا لجميع الأعراف والمواثيق الدولية التي تؤكد ضرورة احترام أماكن العبادة للديانات كافة".

وحمّلت غنيمات الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى، والانتهاكات التي ترتكب فيه من الجماعات المتطرفة والمستوطنين، مؤكدة ضرورة التوقف الفوري عن مثل هذه الإجراءات الاستفزازية وغير القانونية.

بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن بلاده تعمل على "وقف الانتهاك الإسرائيلي للمسجد الأقصى وإنهاء التوتر فيه".

وكتب في تغريدة، على حسابه في "تويتر" "اقتحام الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى انتهاك للقوانين الدولية وعمل استفزازي ندينه ونحذر من تبعاته".

وأضاف الصفدي، "على إسرائيل احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم، ووقف كل انتهاكاتها للمقدسات، وعلى المجتمع الدولي تبني موقف واضح ضدها".

قطر

بدورها، دعت قطر الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى التصدي للانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.

وقالت الخارجية القطرية في بيان، الجمعة، إن بلادها "تستهجن وتستنكر وتدين بأشدّ العبارات انتهاك الحرمات المقدسة للمسجد الأقصى المبارك والتي كان آخرها الاقتحام الأرعن والهمجيّ الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم".

وحثّت قطر خلال البيان "الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدوليّ للوقوف صفّاً واحداً لإيقاف هذا الصلف الإسرائيلي والعبثّ الذي يزهق أرواح الأبرياء وينتهك أبسط حقوق الإنسان في حرية العبادة ويستفزّ مشاعر جميع مسلمي العالم".

وأضاف البيان "يبدو أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي لمّا لم تجد لها رادعاً من وازعٍ أخلاقي أو ضغطٍ دولي وقانوني، تتعمّد اختيار أقدس الأوقات وأشرف البقاع، إمعاناً منها في استفزاز مشاعر مليار ونصف المليار مسلم على مرأى ومسمع من العالم".

وأشارت إلى أن "هذا الانتهاك يأتي بعد فترة وجيزة من إقرار القانون العنصري الذي أطلقت عليه إسرائيل قانون القومية، ليؤكد على الطبيعة الإقصائية والعنصرية لهذا الاحتلال الآثم".

(العربي الجديد، قنا، الأناضول)

المساهمون