استطلاعات: ثلث الفرنسيين مقتنع بأفكار لوبان المتطرفة


استطلاعات: ثلث الفرنسيين مقتنع بأفكار لوبان المتطرفة


07 مارس 2017
تتصاعد شعبية لوبان حسب الاستطلاعات (Getty)
+ الخط -


فيما يغرق اليمين المحافظ بسبب متاعب مرشَّحه، فرانسوا فيون، مع القضاء، وإصراره على عدم التخلي عن ترشيحه للرئاسيات، وفيما يتخبط اليسار في انقساماته، تواصل رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، والمرشحة للانتخابات الرئاسية، مارين لوبان، حملتها الانتخابية حاصدةً المزيد من استطلاعات الرأي الإيجابية.

وأظهر استطلاعٌ للرأي أنجزته مؤسسة "كانتر- سوفريس- وان بوان" لصالح صحيفة "لوموند" وقناة "فرانس أنفو"، نُشرت نتائجه اليوم الثلاثاء، أن ثلث الفرنسيين مقتنع تماماً بأفكار الجبهة الوطنية. ورغم تراجع طفيف في صورة لوبان لدى الفرنسيين، يبيّن الاستطلاع التجذر الراسخ للأفكار اليمينية المتطرفة في صفوف الناخبين وقدرة حزب الجبهة المتصاعد على حشد الدعم لمرشحته للرئاسيات.   

وسجل الاستطلاع انخفاضَ نسبة الفرنسيين الذين يعتبرون الجبهة الوطنية خطراً على الديمقراطية. فمنذ 1980 إلى 2002 كانت نسبة هؤلاء تصل إلى 70 في المائة، فيما وصلت الآن إلى 58 في المائة فقط.

وفيما يعتبر 49 في المائة من المستجوَبين أن لوبان تمثل حزباً "يمينياً متطرفاً وقومياً يكره الأجانب" يرى في المقابل، 40 في المائة أنها تمثل "يميناً قومياً يدافع عن القيم التقليدية".

وأظهر الاستطلاع ترسّخ أفكار اليمين المتطرف في أوساط الفرنسيين خارج دائرة المتعاطفين مع لوبان. فهناك 72 في المائة من الفرنسيين يقولون بأنهم مع سحب الجنسية الفرنسية عن المتورطين في قضايا الإرهاب من حمَلة الجنسيات المزدوجة، وهو مطلب تنادي به لوبان، وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تبناه لكن فشل في فرضه على البرلمان.

ويساند 70 في المائة من الفرنسيين أيضاً مطلبَ لوبان بإعادة العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية. وهناك 67 في المائة يعتبرون بأنها على حق عندما تقول بأن القضاء الفرنسي متسامحٌ ورخوٌ في مواجهة المنحرفين المنحدرين من الضواحي. وسجل الاستطلاع أن 59 في المائة من الفرنسيين يتمنون منح الشرطة سلطات أكثر و51 في المائة يعتبرون أن هناك تواجداً كبيراً للمهاجرين في الأراضي الفرنسية.

وكان استطلاع آخر نُشر أمس الثلاثاء من إنجاز مؤسسة "أوبينيون واي" لصالح صحيفة "ليزيكو" و"راديو كلاسيك"، توقع أن تفوز مارين لوبان بنسبة 27 في المائة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية في 23 أبريل المقبل، متقدمة على إيمانويل ماكرون (24 في المائة) وفرانسوا فيون (19 في المائة).  

وسجل استطلاع آخر للرأي لمؤسسة "سيفيبوف" تصاعد شعبية الحزب اليميني المتطرف في أوساط المزارعين الثلاثاء الماضي. وأظهر هذا الاستطلاع أن 35 في المائة من الناخبين المزارعين قد يصوتون لصالح لوبان، في حين قد يصوت 20 في المائة فقط منهم لصالح فيون أو ماكرون.

وبالموازاة مع استطلاعات الرأي الإيجابية هذه، صعّدت لوبان في الآونة الأخيرة من لهجتها في الحملة الانتخابية، وذهبت حد تهديد القضاة والمحققين بالانتقام بعد اتهامهم بالتحامل عليها. وجاء هذا الهجوم بعد رفضها المثول أمام المحققين الذين استدعوها للتحقيق معها في شبهات حول تورطها في قضية "وظائف وهمية" في البرلمان الأوروبي.

وكان البرلمان الأوروبي قرر الخميس الماضي رفع الحصانة عن لوبان، الأمر الذي سيمكن المحققين من استدعائها قريباً بقوة القانون، والاستماع إلى أقوالها في هذه القضية، التي تواجه فيها احتمال عقوبة بالسجن النافذ، قد تمتد إلى ثلاث سنوات، وغرامة مالية قد تصل إلى 75 ألف يورو، بحسب ما ينص القانون الفرنسي في بعض الحالات.