"الغارديان": بلدان الشرق الأوسط انجرت وراء السباق نحو التسلح

ضمن متابعتها للتطورات السياسية بالشرق الأوسط، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الخبراء في المجال الأمني عبروا عن مخاوفهم بشأن استقرار المنطقة في ظل وصول مبيعات الأسلحة لمستويات قياسية بسبب الصفقات الموقعة مع الغرب، وكذا القرار الروسي ببيع مجموعة من الصواريخ لإيران.

ولفتت الصحيفة، إلى أن الشرق الأوسط بات منجرّاً بشكل أكبر نحو سباق للتسلح، في ظل وجود تقديرات تشير لتوقع صرف 18 مليار دولار أميركي على مقتنيات الأسلحة خلال هذا العام، وهو الأمر الذي يعتبره خبراء بمثابة مؤشر مقلق على تزايد حدة الخلافات والصراعات بالمنطقة.

كما ذكرت الصحيفة، أنه بالنظر للمستويات غير المسبوقة في مبيعات الأسلحة الغربية (بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمملكة المتحدة) للبلدان الخليجية ذات الأغلبية السنية، فإن قرار فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي بالسماح بتسليم صواريخ "اس ـ 300" المضادة للطائرات لإيران، قد يؤدي على ما يبدو لتسريع وتيرة انتشار الأسلحة بالمنطقة.

وأضافت الصحيفة في هذا الصدد، أن هذه التطورات قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في الصفقات التي تم توقيعها مع الخمسة بلدان الأكثر استيراداً للسلاح بالمنطقة (المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والجزائر، ومصر، والعراق)، لتصل إلى 18 مليار دولار أميركي، بعدما كانت عند مستوى 12 مليار دولار السنة الماضية. وتظل أهم الأسلحة التي سيتم اقتنائها، هي: االمقاتلات الجوية، والصواريخ، والمركبات المدرعة، والطائرات بدون قائد، والمروحيات، حسب معطيات الصحيفة.

وفي تعليقها على التطورات بالمنطقة، ذكرت "الغارديان" أن ما يقع بسورية، والعراق، وليبيا، واليمن، وكذا مساعي مصر للتصدي للإرهاب بصحراء سيناء، فضلاً عن الإشارات التي بعثتها روسيا بشأن استعدادها رفع مبيعاتها من الأسلحة لإيران، كلها عوامل ترفع من المخاوف من أن تلتهب الصراعات أكثر.

في المقابل، ذكرت الصحيفة البريطانية أنه، وبشكل مثير للسخرية، فإنه من بين أهم مزودي الأسلحة للمنطقة بلدان ذات عضوية دائمة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي كانت في صلب مبادرتين استثنائتين للتحكم في الأسلحة، وهما تجريد النظام السوري من الأسلحة الكيماوية، والتفاوض بشأن اتفاق مع إيران بخصوص برنامجها النووي.

وخلصت الصحيفة إلى أن ما يزيد من حدة المخاوف بشأن التسابق نحو التسلح هو تصاعد حدة التدخلات العسكرية من قبل بلدان منطقة الشرق الأوسط منذ أحداث الربيع العربي في عام 2011.

اقرأ أيضاً: "وول ستريت جورنال": السعودية أثبتت قوتها العسكرية بأزمة اليمن