إيران تعزز وجودها في العراق بمئات مقاتلي الحرس الثوري

إيران تعزز وجودها في العراق بمئات مقاتلي الحرس الثوري

18 أكتوبر 2015
عناصر الحرس الثوري يشاركون بالعمليات مع المليشيات (فرانس برس)
+ الخط -
يكشف مسؤولون عراقيون في الحكومة والجيش عن أن المئات من المقاتلين الإيرانيين التابعين للحرس الثوري وصلوا إلى العراق في اليومين الماضيين، بالتزامن مع توجّه أعداد أكبر إلى مشارف حلب في سورية، مؤكدين أن غالبية هؤلاء تركزوا في محافظتي صلاح الدين ومنطقة حمرين استعداداً لمهاجمة مدينة الحويجة، الواقعة على بُعد 55 كيلومتراً جنوب غرب كركوك، والمشاركة في العمليات العسكرية القائمة هناك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ويقول وزير بارز في الحكومة العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن 580 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني يرافقهم ضباط من "الباسيج" وصلوا إلى العراق عبر مطار بغداد الدولي، وهناك تم توزيعهم على محاور القتال في محافظة صلاح الدين شمال العراق وفي منطقة سلسلة جبال حمرين القريبة من الحويجة استعداداً لمهاجمتها.

ويوضح أن تلك القوات "تضم عناصر سبق لها أن شاركت في القتال في العراق خلال الفترة الماضية وغادرت لكنها عادت اليوم مجدداً"، مشيراً إلى أن "عناصر الحرس الثوري يرتدون ملابس الجيش العراقي لكنهم يستخدمون أسلحة ومعدات خاصة بهم ويرافقون المليشيات (في إشارة إلى الحشد الشعبي) وشاركوا معها في معارك بيجي".

ويؤكد الوزير العراقي "سقوط قتلى وجرحى منهم في تلك المعارك، لا يتجاوزون الستة أفراد بينهم ضابط"، موضحاً أنه "تم نقل الضحايا الإيرانيين في اليومين الماضيين إلى النجف ومن هناك إلى إيران".

اقرأ أيضاً: التحالف الرباعي: غطاء جديد للنفوذ الإيراني بالعراق

في السياق نفسه، يؤكد القيادي في مليشيا "علي الأكبر"، صادق الموسوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، مشاركة الإيرانيين في المعارك الدائرة ضد تنظيم "داعش". ويقول إن "المتطوعين المجاهدين للدفاع عن العراق وأهله من قوات الحرس الثوري متواجدون في العراق بأوامر من المرشد الأعلى علي خامنئي"، منتقداً ما وصفه بـ"النظرة العدائية من العرب تجاه جمهورية إيران الإسلامية التي تقدّم خدماتها وتقدّم الدماء من أجل مساعدة الآخرين"، على حد قوله.

من جهته، يؤكد برلماني عراقي في "التحالف الوطني" الحاكم لـ"العربي الجديد"، وصول المقاتلين الإيرانيين إلى العراق، كاشفاً أن "المقاتلين الجدد وصلوا مع (قائد فيلق القدس) قاسم سليماني"، نافياً أن يكون وصولهم جزءاً من مهام التحالف الرباعي. ويشير إلى أن "عدد الايرانيين في العراق اليوم بلغ نحو خمسة آلاف يزيدون أو ينقصون وهم غير ثابتين يتنقلون ويقدّمون مساعدات أمنية وعسكرية ودعماً قتالياً مباشراً".

وحول موقف الحكومة العراقية، يقول إن "هذه الامور أكبر من الحكومة، ولو بقينا على (رئيس الحكومة حيدر) العبادي، لاحتل داعش بغداد"، وفقاً لقوله.

أما القيادي في جبهة "الحراك الشعبي" العراقية الشيخ محمد عبدالله، فيعتبر في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "سياسة إيران العنصرية لا تغيب حتى في أجنداتها العدائية ضد العرب"، لافتاً إلى أن "الحرس الثوري زجّ بمتطوعين من عرب الأحواز في معارك العراق، وفي سورية أيضاً، بينما أبقى على الإيرانيين وهم من الضباط والجنرالات في الخلف للدعم والاستشارة".

ويضيف عبدالله "قُتل منهم الكثير خلال المعارك لكن لم يعلن عنهم، فإيران لا تُعلن إلا قتلى الحرس الثوري من الايرانيين"، معتبراً أن "الساحة العراقية باتت مضطربة وهناك تداخل وصراع قوى كبير في العراق واصطدام وشيك، خصوصاً وجود الحرس الثوري في مناطق يعتبرها الأكراد تابعة لهم مثل كركوك وهو أمر غير مبشّر".

اقرأ أيضاً: وصول جثت مقاتلين بمليشيات عراقية قضوا في معارك بسورية

المساهمون