التحالف الرباعي الدولي يعمّق الخلاف السياسي في العراق

التحالف الرباعي الدولي يعمّق الخلاف السياسي في العراق

01 أكتوبر 2015
انقسام حول فعالية التحالف الرباعي (العربي الجديد)
+ الخط -

أثار التحالف الرباعي (العراقي- الإيراني- الروسي- السوري)، بوادر أزمة سياسيّة جديدة في العراق، مّما ينذر بانشقاق الكتل ‏السياسيّة إلى فريقين؛ مؤيّد ومعارض، ففي الوقت الذي أعلن فيه تحالف القوى العراقيّة تحفّظه على التحالف، عادّا إياه وصفة ‏جاهزة لتقسيم المنطقة بما فيها العراق، دافع التحالف الوطني الحاكم في البلاد عنه، معتبرا إياه إنقاذا للبلاد من سيطرة تنظيم ‏‏"الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما حذّر مراقبون من تعميق التحالف الرباعي للأزمات السياسية والطائفيّة في البلاد.‏


وقال النائب عن التحالف، ظافر العاني، خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، بحضور عددٍ من نواب تحالفه، إنّ ‏‏"تحفظنا على التحالف الرباعي، جاء لعدّة أسباب، منها أنّ قرار دخول العراق فيه قرار مفاجئ ولا علم للشركاء السياسيين به، ممّا ‏يدل على عدم احترام الشراكة السياسيّة، وأنّ كل الكتل السياسية فوجئت به، على الرغم من أنّه قرار حساس للغاية".‏

وأشار إلى أنّ "هناك أطرافا داخل التحالف الرباعي غير صديقة لمجتمعنا، ووجودها في العراق غير مرحب به"، مطالبا رئيس ‏الوزراء، حيدر العبادي، بـ"إيضاح تفصيلي عن هذا التحالف، وكيف زجّ العراق ضمنه".‏

وأكّد أنّ "دخول العراق في التحالف سيجعل منه ساحة للصراع الدولي بين القوتين الكبيرتين في العالم (روسيا والولايات المتحدة ‏الأميركية)، وهو وصفة جاهزة لتقسيم المنطقة، بما فيها العراق وسورية، بين نفوذين متعارضين".‏

ودعا الحكومة إلى "إعادة النظر في الموضوع، وتقديم إيضاحات تفصيليّة للشركاء السياسيين بشأنه"، مشدّدا على "إشراك رؤساء ‏اللجان الأمنيّة والمحافظين بمركز عمليات التحالف".‏

فيما دافع التحالف الوطني عن انضمام العراق إلى التحالف الرباعي، داعيا الحكومة إلى "التعامل بجدّية معه".‏

وقال النائب عن التحالف، حامد الخضري، في بيان صحافي، إنّ "تشكيل التحالف الدولي تم قبل عام كامل وضم 60 دولة للقضاء ‏على داعش، لكنّ التنظيم ما زال حتى الآن يمارس أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات الفظيعة، مما يدل على عدم جديّة التحالف ‏الدولي في القضاء على داعش".‏

وأشار إلى أنّ "داعش يبيع النفط أمام أنظار العالم، ومسلحيه يتحرّكون ويتنقلون بين العراق وسوريّة وبالعكس، ويتدرّبون في ‏البلدين، فأين التحالف الدولي من كل ذلك؟"، مطالبا الحكومة العراقيّة بـ"التعامل مع التحالف الرباعي بشكل جاد، لأنّه سيكون ‏حافزا قويا قد يشجّع التحالف الدولي على اتخاذ خطوات جدّية بإسناد القوات العراقيّة والحشد الشعبي الذي أبلى بلاءً كبيرا في مقاتلة ‏داعش وتطهير الأراضي العراقية من سيطرته"، بحسب تعبيره.‏

بدوره، رأى الخبير السياسي، فراس العيثاوي، أنّ "دخول التحالف الرباعي إلى العراق، هو بداية لأزمة سياسية بين الكتل ‏السياسية في العراق".‏

وقال العيثاوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحالف الرباعي، عزّز وعمّق الخلاف السياسي والطائفي بين الكتل السياسية، لأن الدول ‏التي دخلت فيه هي مركز الطائفية والمتمثل في إيران وسوريّة، والجهات الداعمة لها"، مشيرا إلى أنّ "الكتل العراقية بدأت تنشق إلى ‏قسمين؛ قسم مؤيّد للتحالف، وهي كتل التحالف الوطني (الشيعي)، وكتل ترفض التحالف الممثلة بتحالف القوى (السني)، مّما ‏سيزيد من الخلاف السياسي ويدفع باتجاه تعمّق الطائفية في البلاد".‏

وأشار إلى أنّ "الحكومة العراقيّة واقفة للأسف موقف المتفرّج وتنتظر النتائج، ولا دور لها في أي قرار أو حلٍّ سياسيٍّ"، داعيا رئيس ‏الوزراء إلى "إخراج العراق من هذا المأزق الذي سيجر العراق إلى أزمات متعاقبة قد يصعب حلّها".‏

ويثير "التحالف الرباعي" المخاوف من تأثيرات سلبية على الواقع الميداني في العراق، خصوصاً بعدما عزمت الولايات المتحدة ‏الأميركيّة على تحرير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش). ويأتي دخول العراق في التحالف الرباعي، ‏الذي تعد روسيا شريكاً أساسياً فيه، فيما ترتبط بغداد باتفاقيّة أمنيّة مع واشنطن.‏

اقرأ أيضا: العراق: عودة حكومة الأنبار وتوقعات بتحرير المحافظة خلال شهر