وفاة نائب الأمين العام السابق لـ"الجبهة الشعبية" عبد الرحيم ملوح

وفاة نائب الأمين العام السابق لـ"لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عبد الرحيم ملوح

24 ديسمبر 2020
نائب الأمين العام السابق لـ"لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عبد الرحيم ملوح(تويتر)
+ الخط -

توفي نائب الأمين العام السابق لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، عضو اللجنة التنفيذية السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح مساء الأربعاء، بعد صراع طويل مع المرض.

ونعى الأمين العام والمكتب السياسي واللجنة المركزية لـ"الجبهة الشعبية" وعموم كوادر وأعضاء الجبهة في بيان صحافي، عبد الرحيم ملوح، وأشارت الجبهة إلى أنه توفي "بعد نضالٍ حافلٍ وطويل، ودور قيادي وطني وحزبي بارز تشهد له كل الهيئات والمؤسسات الوطنية والحزبية في مختلف المجالات والساحات".

ونوهت الجبهة بأن ملوح "تميز بكفاحيته العالية، وبروح التضحية التي تجسدت بعطائه الكبير في مجالات العمل والمهام التي كُلف بها دون ترفعٍ أو ترددٍ، وقد قاد وشارك في دوريات قتالية وعمليات عسكرية عبر نهر الأردن، وتعرض للإصابة أكثر من مرة، كما شارك في الدفاع عن الثورة الفلسطينية ووجودها في الأردن ولبنان وغيرها من الساحات".

وقالت الجبهة "ستبقى مساهمته وهو في السجن بصوغ وثيقة الأسرى التي باتت تُعرف (بوثيقة الوفاق الوطني)، مصدر إلهام لمن يريد حقاً إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية".

من جانبه، نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الراحل عبد الرحيم ملوح، وأشار عباس إلى أن ملوح "أمضى حياته مدافعاً عن قضية وطنه وشعبه، في ساحات العمل والنضال الوطني".

كما نعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الراحل ملوح، مؤكدة دوره الفاعل أثناء عضويته في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ودفاعه عن القضية الفلسطينية، وإسهامه في العمل الوطني الفلسطيني، والتي ستبقى حاضرةً في الذاكرة الوطنية.

ونعت حركة "فتح"، الراحل ملوح، مشيرة إلى أنه توفي بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال والتمسك بالثوابت الوطنية، و"أن فلسطين قد خسرت مناضلاً كبيرًا أمضى حياته في الدفاع عن قضية شعبه ووطنه، وكان رفيق النضال في كل الساحات، لإعلاء كلمة فلسطين"، فيما أشادت "فتح" بمواقف الفقيد وحرصه الدائم على الوحدة الوطنية.

ونعى الأمين العام للاتحاد الديمقراطي "فدا"، صالح رأفت، الراحل ملوح، وقال رأفت "إن الفقيد كرس حياته مناضلاً في صفوف الثورة الفلسطينية من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة".

من هو عبد الرحيم ملوح؟

وولد عبد الرحيم محمود ملوح بتاريخ 23/8/1945 في أبو كشك بمدينة يافا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ودرس المرحلة الأساسية في مدرسة الجفتلك في الأغوار، ودرس مرحلة الثانوية في مدرسة الجاحظ بمدينة نابلس مابين أعوام 1959 – 1962، والراحل ملوح متزوج وله ثلاثة أولاد وبنت.

نال ملوح درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة بيروت العربية، ويعتبر ملوح أحد كبار المثقفين والأيديولوجيين المنظرين لـ"الجبهة الشعبية"، وله مجموعات دراسات تتعلق بالعمل الوحدوي الفلسطيني، وكتب في العديد من الصحف العربية ومنها صحيفة الهدف الناطقة باسم "الجبهة الشعبية".

يعتبر ملوح أحد كبار المثقفين والأيديولوجيين المنظرين لـ"الجبهة الشعبية"

التحق ملوح بجيش التحرير الفلسطيني في العراق منذ عام 1965 وحتى يونيو/حزيران 1967، وانتسب إلى حركة القوميين العرب عام 1966، وسبقها الانتساب إلى شبيبة الحزب الشيوعي الأردني ما بين 1960 – 1961، وانتسب إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" منذ تأسيسها عام 1967، وانخرط مباشرة في العمل العسكري بالأردن.

شارك ملوح في العديد من الدورات العسكرية والأمنية والنظرية في كل من موسكو وبغداد، وتم انتخابه لعضوية المكتب السياسي للجبهة الشعبية في عام 1973، في المؤتمر الوطني الثالث للجبهة، وتولى العديد من المسؤوليات التي سبقت وتلت انتخابه لعضوية المكتب السياسي، من أبرزها: عضوية قيادة القطاع الأوسط للجهاز العسكري للجبهة في الأردن ما بين 1967-1971، ومسؤول الأمن المركزي للجبهة حتى عام 1974، ومسؤول قيادة فرع الأرض المحتلة في بيروت، أوائل عام 1974.

انتقل ملوح بعدها سراً إلى الأردن ومارس مهماته من هناك كمسؤول لفرع الأرض المحتلة، ومشرفاً من المكتب السياسي على قيادة فرع الجبهة الشعبية في الأردن، إلى أن تم اعتقاله هناك في يونيو/حزيران 1977 لمدة عام، ثم أُبعد على إثرها إلى بغداد ليعود مجدداً لقيادة فرع الأرض المحتلة حتى انعقاد المؤتمر الوطني الرابع للجبهة في مايو/أيار 1981، وتسلم مسؤولية الدائرة الحزبية للجبهة الشعبية منذ مايو/أيار 1981 وحتى سبتمبر/أيلول 1990، حيث عاد إلى الأردن وتولى تمثيل الجبهة فيها، كما تولى المسؤولية العسكرية للجبهة في بيروت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982، وحصار العاصمة بيروت.

تم انتخاب ملوح عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1991 واستمر حتى عام 2018، وانتخب في عام 2001 نائباً للأمين العام للجبهة الشعبية، واستمر في موقعه هذا حتى انعقاد المؤتمر الوطني السابع للجبهة ديسمبر/كانون الأول 2013، وإيماناً منه بضرورة التجديد رفض ترشيح نفسه لأيٍ من الهيئات المركزية، كما شارك ملوح في العديد من المؤتمرات الوطنية والعربية والدولية بصفته القيادية في الجبهة، وبصفته عضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة.

تعرّض ملوح في عام 2002 للاعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومكث في السجن سبع سنوات

عاد ملوح إلى الأرض المحتلة مع انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني عام 1996، وتعرّض في عام 2002 للاعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومكث في السجن سبع سنوات، وأصيب خلالها في إحدى المواجهات مع أجهزة القمع الإسرائيلية بضرباتٍ في رأسه وكسر في فكه، استمرت آثارها تتفاقم حتى وفاته.

ووفق ما نشرت "الجبهة الشعبية" على موقعها على الإنترنت، فقد حرص ملوح على أن يوصي ابنه الأكبر شريف في عام 2013 بما يريده، حين قال له: "سأبقى هنا في فلسطين.. وسأموت فيها.. وأوصيكم بدفني إلى جانب رفيقي الشهيد أبو علي مصطفى (الأمين العام للجبهة الشعبية)"، فيما عاهدت الجبهة، الراحل ملوح كما كل الشهداء بأن تبقى وفية لدمائهم، والأهداف التي ناضلوا من أجل تحقيقها.

المساهمون