نقل الأمن الفلسطيني طلاباً إلى سجن أريحا يفاقم أزمة جامعة بيرزيت

نقل الأمن الفلسطيني طلاباً إلى سجن أريحا يفاقم أزمة جامعة بيرزيت

26 يونيو 2023
يواصل العديد من طلاب الجامعة اعتصامهم بانتظار إطلاق زملائهم (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -

تفاقمت الأزمة في جامعة بيرزيت، شمال رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بعد قرار الأجهزة الأمنية الفلسطينية نقل ثلاثة طلاب معتقلين لديها إلى سجن أريحا شرق الضفة الغربية.

وتعتصم مجموعة من طلبة الجامعة بانتظار الإفراج عن زملائهم الثلاثة: رئيس مجلس الطلبة عبد المجيد حسن وزميليه يحيى فرح قاسم وعمر الكسواني، رئيس مجلس الطلبة الأسبق.

وأكدت المحامية في مجموعة محامون من أجل العدالة، ديالا عايش، في حديث مع "العربي الجديد" أن محكمة صلح أريحا مددت توقيف الطلبة الثلاثة لسبعة أيام بطلب من نيابة أريحا، بعدما تم نقلهم اليوم الاثنين، إلى هناك، وبعدما قدمت نيابة رام الله إنابة إلى نيابة أريحا بملفهم.

وأشارت عايش إلى أن يحيى فرح قاسم وعبد المجيد حسن، يتم التحقيق معهما لدى النيابة العامة بشبهة جمع وتلقي أموال، بينما يتم التحقيق مع عمر الكسواني بشبهة حيازة سلاح، لكن "تلك التهم لا تعدو كونها مبرراً للتوقيف وتمديده، بينما التحقيق الفعلي لدى المخابرات العامة على خلفية العمل النقابي".

وجاءت الاعتقالات بحق عدد من نشطاء الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابية لحركة حماس، بعد فوزها في انتخابات مجلس الطلبة بنسبة 49 بالمائة من المقاعد في 25 مايو/أيار الماضي، وكان من الملاحظ عدم تسجيل عمليات اعتقال خلال فترة الانتخابات، وأُفرج لاحقاً عن عدد من المعتقلين.

وكانت الكتلة الإسلامية اختارت عبد المجيد حسن لترؤس مجلس الطلبة، لكن الأمن استبق إعلان تشكيلة مجلس الطلبة باعتقال حسن في 18 يونيو/ حزيران الجاري، قبل ساعات من موعد الإعلان، وتم إعلانه رئيسا لمجلس الطلبة الأسبوع الماضي بعد اعتقاله.

وتشير مصادر "العربي الجديد" إلى أن جزءاً من التحقيق مع المعتقلين الحاليين والسابقين دار حول العمل النقابي المرتبط بالانتخابات، وكذلك حول رئيس مجلس الطلبة السابق يحيى القاروط، الذي يعتصم داخل الجامعة مع عدد من زملائه خشية الاعتقال، وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

ويواصل الطلبة اعتصاماً داخل الجامعة بدأ في 17 يونيو/ حزيران الجاري، وأعلن عدد من الكتل الطلابية إضراباً عن الطعام، الأسبوع الماضي، استمر ثلاثة أيام، حيث تدخلت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية ومؤسسات حقوقية لتعليق الإضراب، كما أكد منسق الكتلة الإسلامية أسامة أبو عيد لـ"العربي الجديد" وهو أحد المعتصمين في الجامعة إلى الآن، مشيراً إلى أن الكتل الطلابية وافقت على تعليق الإضراب كبادرة حسن نية بعد الوعود بالإفراج عن رئيس مجلس الطلبة.

وأعلنت كتل طلابية تعليق الدوام في الجامعة بشكل كامل أول أمس السبت وحتى مساء اليوم الاثنين، مطالبة بالإفراج عن المعتقلين وينتهي اليوم تعليق الدوام المعلن من كتل طلابية، لكن الاعتصام الذي تشارك به كل الكتل الطلابية، حسب أبو عيد، مستمر خلال فترة عطلة عيد الأضحى المبارك.

يشير أبو عيد إلى أن التطور الأخير بنقل المعتقلين إلى سجن أريحا عقّد الأزمة، ومن المقرر أن تدرس الحركات الطلابية خطواتها بعد هذا التطور وخيار عودة الإضراب عن الطعام أو استمرار تعليق الدوام في الجامعة.

ويؤكد أبو عيد أن بعض الطلبة، هو من بينهم بالإضافة لرئيس مجلس الطلبة السابق، يحيى قاروط، وأحد المعتصمين، إبراهيم بني عودة، ومناظر الكتلة الإسلامية خلال المناظرة الانتخابية، معتصم زلوم، مهددون بالاعتقال على خلفية انتخابات مجلس الطلبة الأخير، مدللاً على ذلك بأن الاعتقالات بدأت للطلبة الذين قدموا عملاً مسرحياً للكتلة الإسلامية خلال الدعاية الانتخابية، واستمرت حتى اعتقال رئيس مجلس الطلبة المنتخب.

وكانت جامعة بيرزيت قالت في بيان مقتضب في 18 يونيو/ حزيران الجاري، إنها تتابع بقلق شديد تقارير أظهرت اعتقالاً عنيفاً للطالب عبد المجيد ماجد حسن من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية من أمام منزله في رام الله، وأنها تطالب السلطة الفلسطينية بإطلاق سراحه فوراً ووقف الاستدعاءات التي تستهدف طلبة الجامعة بطريقة غير قانونية، والإفراج عن جميع الطلبة المعتقلين على خلفية سياسية.

وأمس الأحد، أكدت الجامعة في بيان رسمي، أن مجلس الجامعة ينظر بخطورة بالغة لاستمرار إحدى الكتل الطلابية الممثلة في مجلس الطلبة في مخالفتها الجسيمة لأنظمة وقوانين الجامعة، المتمثلة في استمرار إغلاق الجامعة.

ورد أبو عيد على البيان في حديثه مع "العربي الجديد" بالقول إن الحركة الطلابية ليست مسؤولة عن إغلاق الجامعة، والمسؤول هو من اعتقل الطلبة وممثليهم في مجلس الطلبة، مؤكداً أن الكتل الطلابية لا تعيش أزمة مع إدارة الجامعة، وكل ما تريده العيش بحياة أكاديمية وديمقراطية، وفق الأجواء التي تتميز بها بيرزيت.

المساهمون