من هم أعضاء القيادة المركزية الجدد في حزب البعث السوري؟

من هم أعضاء القيادة المركزية الجدد في حزب البعث السوري؟

07 مايو 2024
رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق، 03 مايو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حزب البعث في سورية يجدد انتخاب بشار الأسد كأمين عام بالإجماع، مع تعيين أعضاء جدد للقيادة المركزية ولجان الرقابة، مما يعكس استمرار الولاء لنظام الأسد.
- تضم القيادة الجديدة شخصيات بارزة مثل عزت عربي كاتبي وصفوان أبو سعدة، تحمل تاريخًا في الخدمة الحكومية والحزبية، مع تنوع في الولاء والتورط في قمع الاحتجاجات.
- تحول حزب البعث في 2018 إلى حزب محلي مع تغييرات هيكلية تعكس تأكيد السيطرة المحلية، مستمرًا في الحكم منذ 1963 ومحافظًا على دوره القيادي رغم التغييرات.

أعاد حزب البعث في سورية انتخاب رئيس النظام بشار الأسد أميناً عاماً بـ"الإجماع"، في خطوة يسعى الأخير من خلالها لإجراء تغييرات عبر عملية انتخابية لا تحظى باهتمام داخلي. وترافقت هذه الخطوة مع انتخاب أعضاء جدد للقيادة المركزية للحزب وتعيين لجنة مركزية من قبل الأسد، وانتخاب فروع المحافظات للجنة، إضافة إلى انتخاب لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي.

وحملت القيادة المركزية في حزب البعث هذا الاسم منذ عام 2018، بعد أن كانت تسمى القيادة القطرية، علماً أن القيادة الحالية حملت الكثير من الوجوه والأسماء غير التقليدية في مسيرة الحزب، رغم القاسم المشترك للجميع بالولاء لنظام الأسد وله شخصياً، فمن هم الأعضاء الجدد الذي جرى اختيارهم؟

  • عزت عربي كاتبي

يشغل منصب رئيس "منظمة طلائع البعث" منذ عام 2009، وهي منظمة منبثقة عن البعث، ويوكل لها تنسيب جميع طلبة المدارس في المرحلة الابتدائية إليها وتلقينهم فكر الحزب. ويحمل عربي كاتبي، وهو من مواليد دمشق عام 1968 شهادة الدكتوراه في علم النفس، ويدرّس في جامعة دمشق، كما أنه عضو في مجلس الشعب لثلاثة أدوار وحتى اللحظة، معروف بولائه الشديد للأسد.

  • صفوان أبو سعدة

ابن محافظة السويداء، وُلد فيها عام 1972، وترأس مجلس مدينتها ما بين عامي 2003 و2010، عيّنه الأسد محافظاً لإدلب وطرطوس وريف دمشق، ولا يزال في منصبه محافظاً لريف دمشق. يُعرف بأن أبو سعدة سيئ الصيت، بسبب علاقاته مع أقرباء الأسد المرتبطين بتجارة المخدرات، إضافة إلى الإشارة إليه بصفته أحد كبار المرتشين وأعمدة الفساد داخل النظام. كلفه الأسد باحتواء احتجاجات السويداء التي اندلعت قبل أشهر، لكنه فشل ولا تزال الاحتجاجات مستمرة.

  • محمود قاسم زنبوعة

من مواليد درعا 1956، يحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من الاتحاد السوفييتي، وترأس قسم الاقتصاد في جامعة دمشق، كما ترأس مجلس إدارات مهمة (السورية للطيران، الطيران المدني، السورية العراقية للنقل البري، مؤسسة البريد، مؤسسة الصناعات الغذائية)، ودارت حوله تهم فساد خلال إدارته لها. ويشغل زنبوعة حالياً منصب محافظ حماه، وكان الأسد قد عينه في عام 2018 رئيساً للمجلس الاستشاري في رئاسة مجلس الوزراء.

  • إبراهيم محمد الحديد

طبيب من مواليد حمص 1956، أدار عدد من المشافي العامة في حلب، وليس له تاريخ كبير في هيكلة النظام، سوى أنه تسلم أمين فرع جامعة حلب للحزب.

  • فاضل مصطفى النجار

من مواليد حلب 1963، قاض في محاكم حلب منذ عام 1995، سعى للكثير من المراكز القيادية في الحزب، وتسلم فرق وشعب للقضاة والموظفين حتى تسلم فرع حلب للحزب، ثم عضو لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية. في عام 2020، أصبح النجار محافظاً لدير الزور، بالإضافة لكونه عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي اعتباراً من عام 2017، قبل أن ينتقل للقيادة المركزية خلال الانتخابات الحالية.

  • أيمن عبد الناصر بن علي الدقاق

من مواليد محافظة حماه 1966، قاض في محاكم المحافظة ومحام عام فيها، تسلم مناصب صغيرة في الحزب (عضو قيادة شعبة) وليس له تاريخ في البعث أو النظام، لكن يعتقد أنه جاء عضواً في القيادة المركزية الحالية لتحقيق نوع من التوازن المناطقي الذي يعمد إليه النظام عادة.

  • طه الخليفة

من مواليد محافظة دير الزور 1958، ويحمل شهادة الدكتوراه في العلوم الزراعية من الاتحاد السوفييتي، كان عضواً لدورتين في مجلس الشعب، وترأس جامعة الفرات في دير الزور، بالإضافة لكونه أمين فرع الحزب في المحافظة بين العامين 2008 و2012، ساهم في دفع الحزبيين لمواجهة مظاهرات المنتفضين ضد النظام في عام 2011، بالإضافة لتوجيه تهم إليه من أبناء المحافظة على أنه له يد في اعتقال وتسليم الكثير من أبناء المحافظة لسلطات النظام الأمنية.

  • سمير بهجت خضر

من مواليد محافظة طرطوس عام 1964، يحمل إجازة في الهندسة الكهربائية، تسلم بعض المناصب في محافظة طرطوس وكان عضواً لقيادة فرع الحزب فيها، بالإضافة لكونه رئيس نادي "الساحل" الرياضي.

  • فاضل محمد ورده

من مواليد ريف حماة 1977، يحمل إجازة في الحقوق، عضو حالي في مجلس الشعب، وعضو اللجنة المركزية منذ عام 2017، قبل أن يجري اختياره عضو قيادة مركزية. ولوردة تاريخ حافل فيما يصفه السوريون بعمليات "التشبيح"، لا سيما أنه كان قائد مليشيا الدفاع الوطني الرديفة لقوات النظام في مدينته السلمية، وخلال تسلمه مجموعات المليشيا ارتكب انتهاكات بحق المدنيين، علاوة على تجنيد عشرات الشبان فيها بناء على الترغيب والترهيب.

  • اللواء المتقاعد ياسر مهنا شاهين

من مواليد محافظة اللاذقية 1960، ورغم أنه يحمل إجازة في العلوم العسكرية (اختصاص دفاع جوي)، إلا أنه برز من خلال المناصب الرياضية في الهيئات العسكرية، مديراً لإدارة الإعداد البدني والرياضة في قوات النظام، ومدير نادي "الجيش" الرياضي المركزي، بالإضافة لتسلمه مناصب حزبية داخل قوات النظام.

  • جمانة محمد مأمون النوري

من مواليد دمشق 1969، تحمل إجازة في الاقتصاد، وهي عضو في مجلس محافظة دمشق منذ عام 2011. ليس لها دور فاعل في السابق، سواء داخل النظام أو الحزب، سوى ما يعرف عنها التأييد "الأعمى" للأسد، ويعتقد أنها جاءت عضو قيادة مركزية في الانتخابات الحالية، لإدخال عنصر أنثوي في تركيبة القيادة.

  • أما الأعضاء الثلاثة المتبقين من القيادة المركزية، فجاءوا إلى القيادة بحكم مناصبهم، وهم: حموده الصباغ رئيس مجلس الشعب، وحسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء، والعماد علي محمود عباس وزير الدفاع.

ويقضي المرسومان بإنهاء تعيين كل من فاضل نجار محافظاً لمحافظة دير الزور، وصفوان سليمان أبو سعده محافظاً لمحافظة ريف دمشق، ومحمود زنبوعة محافظاً لمحافظة حماة، وإنهاء تمديد تعيين طه حمادي الخليفة رئيساً لجامعة الفرات لمدة ثلاث سنوات. وتم اختيار أعضاء القيادة المركزية، يعد انتخاب أعضاء اللجنة المركزية الموسعة للحزب (التي تعد بمثابة برلمان الحزب)، وعددهم 80، أضيف لهم 45 بعثياً والذين تم اقتراحهم من قبل الأسد، ليصبح عدد أعضاء اللجنة المركزية للحزب 125 عضواً.

وفي عام 2018، كان مفاجئا تغيير شكل حزب البعث من كونه حزباً عابراً للحدود والأقطار إلى حزب محلي سوري تنفي تسمياته ومسمياته امتداده خارج الحدود السورية، إذ تبدلت تسميت القيادة القطرية إلى القيادة المركزية، وتم إلغاء منصب الأمين القطري المساعد، ليبقى فقط منصب الأمين العام والأمين العام المساعد، إذ كان الأمين القطري المساعد بمثابة نائب أمين عام للحزب عن سورية، باعتبار أن الأمين العام كان قائداً عاماً للحزب في كل مكان يوجد فيه، في أي بلد أو قطر عربي.

يُذكر أن حزب البعث يحكم البلاد منذ عام 1963 إثر انقلاب سمي بـ"ثورة الثامن من آذار"، ثم جرى إقرار دستور جديد للبلاد، بعد وصول حافظ الأسد للحكم، أضيف إليه "حزب البعث العربي الاشتراكي" بصفته "قائداً للدولة والمجتمع"، وهو ما يعرف بالمادة الثامنة من الدستور، التي طالب المحتجون في بداية الثورة السورية عام 2011 بإلغائها. ورغم إزالة المادة المذكورة في دستور 2012، إلا أن حزب البعث لا يزال يتصرف بمنطق الحزب الحاكم الذي يأتي عن طريق الانتخابات حرة، وهي انتخابات لم تشهدها البلاد بالمطلق منذ وصول البعث والنظام الحالي.

المساهمون