مكاسب أوكرانيا الميدانية: تنازلات أقل مع مزيد من الدعم العسكري

مكاسب أوكرانيا الميدانية: تنازلات أقل مع مزيد من الدعم العسكري

13 سبتمبر 2022
حقق الهجوم الأوكراني المضاد تقدماً كبيراً في شرق أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

ربما تكون قوات أوكرانيا قد حصلت على مزيد من الدعم العسكري من الدول الغربية، وقوّضت مطالبة بعض الأوروبيين بدفع كييف لتقديم تنازلات، بعد أن أظهرت خلال الأسبوع الماضي أن أمامها سبيلاً لهزيمة القوات الروسية في ميدان القتال.

بعد ساعات فقط من وصول وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى كييف، يوم السبت، كانت القوات الأوكرانية ترفع علم بلادها على مقر البلدية في مدينة كوبيانسك.

وتقع هذه المدينة شرقي خاركيف، وتضم ملتقى السكك الحديدية الرئيسي الذي وصلت عبره الإمدادات للقوات الروسية في شمال شرق أوكرانيا. وسيطرت القوات الأوكرانية على المدينة دون قتال بعد انهيار الجبهة الروسية.

وبحلول الليل، أعلنت موسكو انسحابها من مدينة إيزيوم، معقل القوات الروسية الرئيسي في المنطقة، فيما يمثل اعترافاً فعلياً بأسوأ هزيمة تلحق بها منذ شهور. وكانت لدى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا رسالة واحدة لنظيرته الألمانية الزائرة، وهي أنه من الممكن هزيمة روسيا، لكن أوكرانيا تريد المزيد من الأسلحة حالاً.

وقال دبلوماسي من شمال أوروبا لـ"رويترز" مشترطاً عدم نشر اسمه "من السهل تسويق (فكرة الدعم العسكري) عندما تكون فائزاً". ومضى قائلاً "حدسي أن المكاسب التي حققتها أوكرانيا تعزز الفكرة القائلة إن هذه الشحنات (السابقة) أثمرت، وربما تكون هناك فرصة أمامنا للانتهاء من الحرب".

وتقول أكثر الدول الأوروبية دعماً لكييف، مثل دول البلطيق التي تدعو منذ وقت طويل إلى المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، إن النجاحات التي تحققت في الأسبوع الماضي أظهرت أهمية المزيد من الدعم الآن.

وقال وزير خارجية ليتوانيا جابريليس لاندسبيرجس: "يجب أن يعتذر أولئك الذين أبدوا شكوكهم في قوة أوكرانيا. أوكرانيا دافعت عنا جميعاً... الآن وقت إبداء امتناننا الشديد".

ودعا لاندسبيرجس إلى تزويد أوكرانيا بمخزونات الأسلحة الغربية المتقدمة ابتداء من الأنظمة الصاروخية التكتيكية للجيوش وانتهاء بالدبابات.

بل إن البعض يتوصلون إلى دلائل على تحرك في برلين التي اتهمتها كييف لوقت طويل بالحذر المفرط، بسبب اعتماد ألمانيا على الطاقة الروسية لتمضية الشتاء المقبل. وتريد أوكرانيا أن تتلقى من ألمانيا دبابات ميدان حديثة.

وأمس الاثنين، رفضت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت إرسال دبابات "من جانب واحد". ورأي البعض أن هذه التصريحات تترك الباب مفتوحاً أمام أن تفعل برلين ذلك في إطار تحالف أوروبي.

وقال رافاييل لوس من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث "هناك مؤشرات متنامية على أن واشنطن تدعم مثل هذه المبادرة".

ولم تتراخ كييف في طرح وجهة نظرها. وقال كوليبا على تويتر اليوم الثلاثاء "إشارات مخيبة للآمال من ألمانيا، بينما تحتاج أوكرانيا إلى (دبابات القتال الرئيسية) ليوبارد و(مركبات المشاة القتالية) ماردر... لتحرير الناس وإنقاذهم من الإبادة الجماعية".

ومضى قائلاً "ليست هناك حجة منطقية واحدة تساند السبب في أن هذه الأسلحة لا يمكن تقديمها سوى المخاوف والأعذار المجردة. ما الذي تخشاه برلين ولا تخشاه أوكرانيا؟".

وأدت انتصارات أوكرانيا الميدانية إلى جعل الزعماء الأوروبيين يرفضون أن ينظر إليهم الناس باعتبارهم يضغطون على أوكرانيا لتقدّم تنازلات في أي مفاوضات مفترضة.

وقال الدبلوماسي من شمال أوروبا "الضغط من أجل وقف لإطلاق النار في هذه الظروف سيُعتبر ضعفاً وستستغله موسكو. (إنه) سيعني أن الغرب لا يحترم مبادئه. إنه سيبدو سيئاً".

كانت كييف قد استنكرت قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت مبكر من الحرب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب ألا "يهان"، لكن ماكرون شدد لهجته لاحقاً.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن الضغط على أوكرانيا لتتفاوض سيكون "خطيراً جداً" على هيكل الأمن الأوروبي على المدى الطويل. وأضاف أن روسيا لا يمكن السماح لها بإضفاء الطابع الرسمي على مكاسب حققتها عن طريق العدوان العسكري.

وقال جاستن برونك، وهو باحث في مركز روسي للأبحاث في بريطانيا، إن أي دولة غربية لن تقبل الاحتلال الروسي لأراضيها "إذا كان بإمكانها وقفه". وأضاف أن أوكرانيا يمكنها إقناع الغرب بالوقوف إلى جانب هذا المبدأ عندما تبرهن على أنها تستطيع القتال لاستعادة أراضيها.

وتابع "أعتقد أنها ستشجّع الاستعداد لتقديم الأسلحة لا أن تحبطه".

(رويترز)