سورية: إحراق مكتبين تابعين لحزبين كرديين واتهامات لـ"الاتحاد الديمقراطي"

19 ابريل 2022
تواجه الحوار الكردي الكردي عثرات كثيرة (Getty)
+ الخط -

أحرق مجهولون الليلة الماضية مكتب "الحزب الديمقراطي الكُردستاني" (الفرع السوري)، في مدينة الدرباسية شمالي الحسكة، ومكتب "المجلس الوطني" الكردي في مدينة المالكية شمال غربي الحسكة، أقصى شمال شرق سورية، وسط اتهامات لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" (pyd) بالوقوف وراء العملية.

وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد" إن "مجموعة من الملثمين كسروا قفل مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني الفرع السوري في الدرباسية. وقاموا بتكسير محتويات المكتب ثم قاموا برش الوقود ورمي قنبلة مولوتوف قبل الفرار إلى جهة مجهولة".

وذكر المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه أن الحادثة وقعت عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية، مرجحاً أن من قام بها "إما عناصر تابعون لحزب الاتحاد الديمقراطي، أو عناصر مناصرون ومؤيدون لسياسات"، مضيفاً أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها.

وفي السياق، ذكرت مصادر محلية أن مجهولين هاجموا المكتب المحلي لـ"المجلس الوطني الكردي" في مدينة المالكية وأحرقوه أيضاً، مؤكدة أن المهاجمين كانوا مسلحين وهم عناصر تابعون لـ"وحدات حماية الشعب"، التي تقود "قسد" وتتبع لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" الجناح السياسي للوحدات.

وتأتي هذه الممارسات في ظل توقف "الحوار الكردي الكردي"، بين التيار الذي يقوده "pyd" وأحزاب "المجلس الوطني الكردي".

وقال سليمان أوسو سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي، (اليكيتي)، الكردي في سورية، وعضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي إن "المضايقات والانتهاكات التي كانت تمارسها pyd ما زالت مستمرة، إضافة إلى المضايقات التي تحثّ المواطنين على الهجرة".

وأكد أوسو لـ"العربي الجديد" أن "الطرف الآخر ما زال مستمراً في انتهاكاته، وما زال مستمراً في النيل من رموز المجلس الوطني الكردي".

واتهم سكان في المناطق التي شهدت حرق المكتبين ما تسمى بـ"الشبيبة الثورية" التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" بالضلوع في الهجمات، وهذه المجموعة تنشط في مناطق سيطرة "قسد"، وتتزامن هذه الاعتداءات أيضاً مع عمليات عسكرية ينفذها الطيران التركي ضد "حزب العمال" في شمال العراق.

الحوار الكردي الكردي: عثرات كثيرة

ومن الواضح أن الحوار بين التيار الكردي الذي يقوده "حزب الاتحاد الديمقراطي" وبين الأحزاب الأخرى تشوبه عثرات كثيرة، ويرجع محللون السبب إلى تعنت الأول وإصراره على تمرير سياساته في المنطقة، إضافة إلى التدخلات الدولية لصالح كل طرف.

من جانبه، قال سليمان أوسو إنه "جرت لقاءات عديدة بين المجلس الوطني الكردي والمبعوث الأميركي إلى شمال شرقي سورية ماثيو بيورال والطاقم المرافق له، وجرى الحديث عن قضية الحوار الكردي الكردي، وأكد أن نجاح الحوار من الأولويات الأميركية، ويولون أهمية كبيرة له".

وأضاف أن "المجلس الوطني الكردي أكد للأميركيين أهمية تطبيق وثيقة الضمانات التي وقع عليها سابقا السفير الأميركي ديفيد براونشتاين مع مظلوم عبدي رئيس قوات "قسد"، والوثيقة تتضمن عدة نقاط تطبيقها كفيل باستئناف المفاوضات".

وتحدث أوسو أيضاً عن لقاء مشترك جمعهم بالسفير الأميركي ومظلوم عبدي لم يتبين خلاله فيما إذا كانت هناك نية لدى الطرف الآخر بتطبيق وثيقة الضمانات التي جرى توقيعها، وأكد أنهم من طرفهم مستعدون لإتمام الحوار شريطة تطبيق هذه الوثيقة.

وفي الوقت الحالي يؤكد المصدر ذاته أنه "لا توجد خطوات إيجابية في طريق الحوار باستثناء إطلاق سراح ثلاثة إعلاميين جرى اعتقالهم من طرف قسد، وهؤلاء الإعلاميون ليس هناك أي مبرر لاعتقالهم، واعتقالهم هو ضمن سلسلة انتهاكات تمارس بحق أحزاب المجلس الوطني والتزام "قسد" بتطبيق الوثيقة ذلك يلزمهم بوقف الانتهاكات".

وأكد المسؤول الكردي ضرورة التزام واشنطن و"قسد" ببيان داخلية "الإدارة الذاتية" الذي أصدرته عام 2019 والذي يتضمن أحقية مجلس الوطني الكردي بممارسة نشاطه وفتح مكاتبه دون أخذ رخصة من أي جهة على رأسها "قسد".