حركة "النهضة" التونسية تجدد مطالبتها بإطلاق سراح البحيري 

حركة "النهضة" التونسية تجدد مطالبتها بإطلاق سراح البحيري وتدعو للتظاهر الأحد القادم

02 فبراير 2022
عبرت حركة "النهضة" عن امتنانها لكل من عبر عن رفضه لخطابات العنف والكراهية (Getty)
+ الخط -

جددت حركة "النهضة" التونسية مطالبتها بـالإفراج الفوري عن نائب رئيس الحركة نور الدين البحيري، محملة رئيس الدولة ووزير الداخلية مسؤولية سلامته، ومستنكرة الإصرار على التنكيل به وتعريض حياته للخطر.

وعقد المكتب التنفيذي لحركة "النهضة"، جلسته الدورية مساء أمس الثلاثاء برئاسة رئيس الحركة راشد الغنوشي.

ودعت الحركة للتظاهر الأحد القادم في شارع الثورة تضامناً مع البحيري وكل المحتجزين قسرياً، ورفضاً للانتهاكات التي طاولت الحقوق والحريات منذ الانقلاب على الدستور.

واستنكرت الحركة "بشدة محاولات السلطة القائمة على الحكم الفردي والتنصل من المسؤولية عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتعميق الأزمة السياسية والبحث عن شماعة تعلق عليها عجزها في إدارة البلاد وفشلها في تحقيق الوعود بالإنقاذ".

كما دعت "النهضة" إلى "إنهاء الحالة الاستثنائية واستئناف الحياة الديمقراطية في ظلّ الشرعية الدستورية وفتح حوار وطني شامل يحقق استقراراً سياسياً وحكومياً بات حتمياً من أجل وضع بدائل اقتصادية تنقذ البلاد من شبح الإفلاس وتجنبها مخاطر دفع البلاد إلى انفجار اجتماعي خطير".

مقاضاة ناشط سياسي بسبب "التحريض"

أكدت حركة "النهضة" التونسية أنها قررت رفع قضية بحق الناشط السياسي التونسي، عبد العزيز المزوغي، بسبب ما قالت إنه حرض على استعمال السلاح والقتل والعنف ضد الحركة، وحملته مسؤولية ما قد تتعرض له قيادات الحزب وأنصاره من أعمال عنف.

واستنكرت "النهضة" بشدة سكوت هيئة الاتصال السمعي والبصري عن كل خطابات العنف والكراهية والتحريض ضد الحزب وقياداته وأنصاره في عدد من البرامج التلفزية والإذاعية، مشيرة إلى أن تصريح المزوغي كان أحد أشكال ذلك التحريض ضد الحركة. 

وعبرت الحركة عن "امتنانها لكل من ساندها وكل من عبر عن رفضه لخطابات العنف والكراهية، وكل من دافع عن حق التونسيين في العيش المشترك، ورفضه الحملة الممنهجة ضدها من بعض الإقصائيين المستثمرين في الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية التي تمر بها بلادنا".

وكان المزوغي قال أمس الثلاثاء، في حوار لإذاعة "شمس" الخاصة، تعليقا على أزمة تأخر صرف الأجور، إنه مستعد للتضحية براتبه لمدة 10 أشهر من أجل التخلص من الإسلام السياسي. وأضاف المزوغي، "يلزم نناضل، وأنا مستعد لأناضل بالفلوس أو بالكرتوش، (الرصاص) ...".

موقف
التحديثات الحية

وأكدت القيادية في حركة "النهضة"، المحامية زينب براهمي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "هناك فشلاً من قبل منظومة 25 يوليو، ولكن البعض للأسف يحاول تغطية الفشل وجلب انتباه المواطن من خلال استهداف حركة النهضة، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الدقيق وتأخر صرف الرواتب". 

وأشارت إلى أن "المنظومة تعمل على إقصاء كل صوت يعارضها وفي الطليعة صوت حركة النهضة، لأنها الحزب الحائز المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الماضية، وهي الحزب الذي لا يزال ينشط ويتحرك ويعبر بصراحة عن مواقفه المعارضة للانقلاب منذ اللحظة الأولى لـ25 يوليو/تموز، وهذه المحاولات هي لإخماد أي صوت معارض للانقلاب".

ولفتت إلى أن "الاستهداف بدأ بحرق المقرات يوم 25 يوليو وتواصل بالعنف الشديد ضد بعض القيادات الجهوية، ثم استمر ووصل إلى حد اختطاف نائب رئيس حركة النهضة، نور الدين البحيري، ومحاولة إخفائه قسرياً، ولولا تعكر وضعه الصحي لظل في مكان مجهول"، مؤكدة أنه "لا يوجد إلى غاية اليوم أي تتبع قضائي ضد البحيري، ولا يوجد أي ملف ولا إذن قضائي ومع ذلك حريته مسلوبة".

وأثار تصريح المزوغي موجة كبيرة من ردود الفعل الرافضة لهذه التصريحات. واعتبر الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، أن المزوغي كشف "عن وجه داعشي يختبئ وراء مساحيق حداثوية، فهو لم يخف قبوله باستعمال كل الأساليب بما في ذلك الكرتوش للتخلص من خصومه ..المهم أن يرتاح من الإسلام السياسي".

واعتبر الشابي في تدوينة على صفحته بفيسبوك أن "مثل هذه المواقف تكشف عمق الأزمة التي تردت فيها البلاد نتيجة غياب الثقافة الديمقراطية لدى جزء مهم من النخبة، سواء كانت مرجعيتها دينية أو قومية أو حداثوية، قاسمها المشترك هو رفض الآخر وعدم القبول بالاختلاف والتنوع".