أهالي أسرى ونشطاء يغلقون مقر الصليب الأحمر في البيرة

أهالي أسرى ونشطاء يغلقون مقر الصليب الأحمر في البيرة

26 أكتوبر 2023
أمهل النشطاء وأهالي الأسرى اللجنة الدولية 5 أيام لاتخاذ خطوات عملية (العربي الجديد)
+ الخط -

أغلق أهالي أسرى ونشطاء فلسطينيون صباح اليوم الخميس، مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة، لنحو ساعة، احتجاجا على ما يقولون إنه تخلٍّ من هذه المؤسسة الدولية عن دورها تجاه الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وأمهل النشطاء وأهالي الأسرى الذين أغلقوا المقر، اللجنة الدولية خمسة أيام لاتخاذ خطوات عملية في ملف الأسرى بشكل جدي، مهددين باتخاذ خطوات تصعيدية أكبر في حال عدم القيام بذلك، فيما علم "العربي الجديد" أن الأهالي ينوون إغلاق كافة مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الضفة الغربية.

وأغلق النشطاء في وقت باكر من صباح اليوم، بوابة مقر الصليب الأحمر بسلسلة حديدية، كما قاموا بكتابة شعارات باللون الأحمر مثل: "الصمت جريمة"، و"قوموا بواجباتكم أو انصرفوا".

وعلق النشطاء ورقة مطالب من الصليب الأحمر عنونوها "حياة الأسرى والأسيرات والمعتقلين والمعتقلات مقدسة ولن نبقى مكتوفي الأيدي"، وسلموا نسخة منها لإدارة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وجاء في الرسالة: "نطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمّل مسؤولياتها تجاه الأسرى والأسيرات، خاصة بعد اغتيال أسيرين خلال 24 ساعة فقط، دون توفر معلومات دقيقة حول ظروف استشهادهما".

وطالب المحتجون بإجراء زيارات فورية لكافة السجون، للاطلاع على ظروف الأسرى والأسيرات.

وأشارت الرسالة إلى وجود إجراءات جماعية وانتقامية تعسفية تمارَس بحق الأسرى والأسيرات في السجون، مؤكدين أن على اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحمّل مسؤولياتها تجاه هذا الأمر، والضغط على الجهات المختصة لوقف مثل هذه الإجراءات.

وجاء في الرسالة أيضًا: "الأسرى يواجهون ظروفاً في غاية الصعوبة تفتقر لأدنى مقومات الإنسانية، في مخالفة صريحة للاتفاقيات الدولية، وفي ظل حصارهم في الغرف، والاقتحامات المكثفة، والتفتيش والقمع، وانقطاع الكهرباء، وعدم توفر إلا المياه الملوثة، وسحب كافة المقتنيات من الغرف، مثل التلفاز والراديو والوسائد والملابس وأدوات الطبخ وإغلاق الكانتينا"، مشبهة حالة السجون بسجني أبو غريب وغوانتانامو.

وأضافت الرسالة: "يجب على اللجنة الدولية للصليب الأحمر التحرك الفوري والعاجل لرصد ظروف الأسرى في ظل حالة العزل التي يقبعون بها".

وخلال نقاش المحتجين مع مسؤولي مكتب الصليب الأحمر قالوا إنه لا يكفي التواصل مع الجهات الإسرائيلية والطلب منها تنظيم زيارات، بل يتوجب أن تنشر اللجنة الدولية ما تواجهه ويواجهه الأسرى في سجون الاحتلال على العلن والقيام بالدور المنوط بها.

من جهته، قال باسل فراج المحاضر في جامعة بيرزيت ونجل الأسير عبد الرازق فراج، لـ"العربي الجديد"، إن هذه الخطوة جاءت لإرسال رسالة عاجلة للصليب الأحمر، وغيره من المؤسسات الحقوقية العاملة في فلسطين، حول خطورة الأوضاع في سجون الاحتلال وتعرض الأسرى لعملية انتقام عنيفة.

وتابع فراج: "حان الوقت لتحرك الصليب الأحمر بشكل عاجل لزيارة الأسرى، فهم أسرى حرب، وإطلاع أهاليهم على أوضاعهم.. هذا هو الدور الوظيفي الذي أنشئت لأجله منظمة الصليب الأحمر".

وأكد فراج أن مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المناطق المحتلة (الضفة وغزة) قدم للمحتجين وحاورهم، وقال لهم إنهم يعلمون على مدار الساعة من أجل زيارة الأسرى، لكن الأهالي يؤكدون كما قال فراج أن على الصليب كغيره من المؤسسات الدولية الوقوف بشكل جدي، وإزالة مظاهر الحياد الذي اعتبره زائفا، مشيرا إلى اعتقاده بأن المنظمات العالمية تتبنى بشكل كامل رواية الاحتلال.

وأضاف: "في حالة العدوان والمجازر المستمرة علينا جميعا كفلسطينيين ومنظمات حقوقية اتخاذ موقف جدي، فما يحدث إبادة في السجون والضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى هذه المنظمات كما قلنا لمدير الصليب الأحمر القيام بحراك عاجل للاطلاع على أوضاع الأسرى، فما يحدث هو انتقام، وربما سنشهد اعتداءات أخرى متواصلة ضد الأسرى، ومن المهم ذكْر أن هيئة شؤون الأسرى حذرت من عمليات تصفية في السجون وهذا ما حدث"، في إشارة لاستشهاد الأسيرين عمر دراغمة وعرفات حمدان.

بدورها، قالت وفاء يوسف زوجة الأسير عاهد أبو غلمة لـ"العربي الجديد"، إن أهالي الأسرى اضطروا لهذه الخطوة نتيجة التقصير الواضح الذي يقوم من الصليب الأحمر حسب تعبيرها.

وأضافت: "منذ بداية الحرب على غزة لا توجد أخبار عن الأسرى، وسُحبت كل الإنجازات التي كانوا حصلوا عليها بالدم والإضرابات، كما سحبت الكهربائيات وقطع المياه والكهرباء، ووردت الأهالي أخبار عن إزالة أبواب الحمامات في الغرف"، مؤكدة أن كل ذلك انتهاكات صارخة لكل حقوق الإنسان.

وشددت على أن "هذه الخطوة الأولى، وأن الأهالي أمهلوا اللجنة الدولية 5 أيام لتتحرك سريعا وتزور الأسرى وتطمئنهم عليهم، وتنقل من تعرض للتعذيب والضرب إلى المستشفيات للعلاج".

ونبهت إلى أنه "في حال لم يستجب الصليب الأحمر سيكون لنا خطوات أخرى ومضطرين للتصعيد أكثر".