نور الشريف الفلسطيني.. حين "شَتَمَ" مصر

نور الشريف الفلسطيني.. حين "شَتَمَ" مصر

15 اغسطس 2015
خلال مشهد من فيلم "ناجي العلي" (عن يوتيوب)
+ الخط -

يعتبر الفنان الراحل نور الشريف من الفنانين العرب القلائل الذين لامسوا الهمّ الفلسطيني مباشرة من خلال إبداعاتهم، إذ تُسجّل له محطات فلسطينية في مسيرته الفنية الزاخرة بالإنجازات، خصوصاً عندما أدّى دور رسام الكاريكاتور الفلسطيني الشهيد ناجي العلي وتلقّى السهام المصرية.

كذلك قام نور الشريف بدور البطولة في مسرحية "لن تسقط القدس" التي تم عرضها في عواصم عربية عدة، وكانت تحمل رسالة لتسليط الضوء على "المخططات الصهيونية لتدمير الوعي العربي وإنهاء حلم دولة فلسطين".

وكان الراحل قد حظي بتكريم اللجنة الوطنية لـ"لقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية" في سفارة فلسطين بالقاهرة، بمنحه جائزة "القدس للثقافة والإبداع". ورغم فرحه العميق إلا أنّه عبّر عن غصّة بقلبه لافتاً إلى أنّه كان يتمنّى أن يتسلّم هذه الجائزة في مدينة القدس.

مواقفه الوطنية تجاه فلسطين سبّبت له مشاكل عدّة. وعندما قام بدور "ناجي العلي" تعرّض لهجوم عنيف من قبل الصحافة المصرية لأنّ كثيرين اعتبروه يجسّد شخصية رجل "شتم" مصر في رسوماته، إلا أنّه ردّ عليهم بالقول: "ناجي العلي كان يعشق مصر لأبعد الحدود وهذا ما توضحه رسوماته، لكنّه هاجم الرئيس أنور السادات عند زيارته للقدس، وهاجم اتفاقية كامب ديفيد. ناجي العلي لم يشتم مصر بل عبّر عن رأيه في رفضه كامب ديفيد، وهذا كان موقف كل العرب آنذاك ومعظم المثقفين المصريين".

اقرأ أيضاً: بالصور: كلّ النجوم حضروا عزاء نور الشريف

واعتبر نور الشريف أنّ تقديم ناجي العلي في فيلم هو في الحقيقة "فيلم عن الوطن والحرية، فالنقطة الأساسية فيه كانت عن القضية الفلسطينية من خلال مأساة فنان مبدع وملتزم، وناجي العلي عاش حياة صعبة رفض خلالها التضحية بفنه وقضيته". 

علماً أن الفيلم لم يعرض سوى لمدّة أسبوعين في مصر بسبب الهجوم عليه من قبل إحدى الصحف المصرية، ما كبّد الشركة المنتجة "أن بي فيلم - نور الشريف" خسائر فادحة.



كما أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تعرّضت لـ"نور الشريف" على خلفية موقفه ممّا يسمى "عرب 48"، وهم الفلسطينيون الذين يعيشون على أراضي فلسطين التي احتلتها إسرائيل العام 1948، إذ طلب من اتحاد النقابات الفنية المصرية أن يكون هناك تعاون فني مع السينمائيين من "عرب 48"، أي الفلسطينيين من حملة الهوية الإسرائيلية داخل ما يعرف بـ"الخطّ الأخضر". وتساءل نور الشريف: "لماذا نحرم العرب من فناني عرب 48؟ فليس ذنبهم أنّهم يحملون الجنسية الإسرائيلية".

وكان نور الشريف يرفض الخلط بين الإسرائيليين و"عرب 48" الذين "يعيشون داخل إسرائيل ويحملون الجنسية الإسرائيلية رغما عنهم"، وكان موقفه أنّه "من الظلم أن نكون نحن والزمن عليهم".

اقرأ أيضاً: نور الشريف وخشبة المسرح التي أحبّ

رحل نور الشريف لكنه سيبقى خالداً في قلوب الفلسطينيين الذين أحبوه من أجل مواقفه تجاه قضيتهم العادلة.

المساهمون