الضحية السورية لا تجذب الإعلام

الضحية السورية لا تجذب الإعلام

17 فبراير 2015
(فيسبوك)
+ الخط -
لا عزاء لسورية. منذ انطلاق نشاط تنظيم "داعش" في الأراضي السوريّة، بدأ اهتمام الإعلام بالمعارك والضحايا والمجازر التي يرتكبها النظام يخفّ. شيئاً فشيئاً، اختفت التقارير التي تناولت معاناة السوريين، والتي كانت "تُحصي" الضحايا والمعارك بين المعارضة السوريّة والنظام. اختفت التصريحات من قبل المعارضة والائتلاف السوري، وقلّت معها التقارير المهتمّة بأوضاع اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة.

ومع إعلان "داعش" حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، قامت الدنيا ولم تقعد. أصبحت الجريمة الوحشية، حديث الناس. الأمر نفسه حصل مع مذبحة الدفاع الجوي في مصر، وكذلك مع إعدام "داعش" المصريين في ليبيا، في سلسلة جرائم ومجازر التنظيم الإرهابي في مناطق تواجده.



مع ذلك، حاول الناشطون السوريون ملء الفراغ. فأطلقوا حملات على مواقع التواصل للحديث عمّا يحصل في سورية، كانت بينها حملة "#دوما_تباد" التي نُشرت عليها صور وفيديوهات وتعليقات عن ضحايا المجازر التي ارتكبها النظام السوري هناك. بعدها، انطلقت حملة "#هولوكوست_الأسد"، التي نشر عليها السوريون صوراً من المجاعات التي تسبب بها النظام السوري، بالإضافة إلى صور عنيفة للضحايا. بالتزامن، ينشر الناشطون السوريون في مناطق سيطرة "داعش" صوراً وتعليقات من المجازر المرتكبة بحق السوريين، محاكماتهم، صلبهم وذبحهم.

كذلك انتشرت صورة لأطفال سوريين في قفص، وأمامهم شعلة من النار، في مشهد تمثيلي يُحاكي حرق معاذ الكساسبة، في محاولة أخرى من السوريين للفت الأنظار للمجازر في الغوطة. لكن بلا فائدة.

كُلّ يوم، هناك أخبار من نوع "داعش تذبح كذا سورياً"، "النظام السوري يرتكب مجزرة كذا"، "معارك كذا"، لكن مَن ينشرها؟ من يقرأها؟ ومن يهتمّ لأمرها؟ لا أحد، على ما يبدو.
فالشاشات والمواقع والصحف، أصبحت تتسع لخبر واحد، وسورية ليست بينها. أو أقلّه لنقل إن الإعلام لا يهتمّ إلا بقاتل واحد "داعش"، أما كل إرهاب آخر، وكل قاتل آخر، لا مكان له في العناوين ولا الأخبار الأولى. لا عزاء لسورية.

إقرأ أيضاً: ثلاثة سيناريوهات لليبيا... وترجيح تحالف دولي تقوده فرنسا وإيطاليا

المساهمون