قنوات مجهولة.. واستغلال لأسماء النجوم

قنوات مجهولة.. واستغلال لأسماء النجوم

10 فبراير 2015
عادل إمام (Getty)
+ الخط -
اعتمدت قنوات مجهولة الهوية بثَّ الأفلام التي ما زالت معروضة في دور العرض السينمائية، وهو ما يعدّ ضربة موجعة لمنتجيها على الصعيدين المادي والمعنوي.

واللافت أنّ معظم هذه القنوات الفضائية تم إنشاؤها بأسماء بعض الفنانين أو ألقابهم، وقنوات أخرى أنشئت وأطلق أصحابها عليها أسماء بعض الشخصيات الفنية التي ظهرت في الأفلام وحققت نجاحاً كبيراً، وهو ما يعد وهماً وخداعاً من أصحاب هذه القنوات لإيهام الجمهور أنّ مالكي هذه القنوات هم فنانون مشهورون، وبالتالي يولد عنصر الثقة بين المشاهد وهذه القنوات.

ووُضعت قائمة بأسماء هذه القنوات ومنها، "حبيشة"، و"قلب الأسد"، و"عبده موته". ومن المعروف، أنّ كل هذه الأسماء مرتبطة بالممثل المصري محمد رمضان، إذ إنّ اسم "حبيشة" قدّمه في مسلسل "ابن حلال" الذي عرض في شهر رمضان الماضي وحقّق نجاحاً كبيراً.

أمّا باقي الأسماء، فهي لأهم أفلام رمضان التي حققت إيرادات كبيرة، فحاول صنّاع هذه القنوات إيهام الجمهور أنّ محمد رمضان هو مالكها، وبالتالي بث في نفوسهم الطمأنينة تجاهها.
من ناحيته، نفى رمضان علاقته بأي من هذه القنوات الفضائية، وأوضح في حديث إعلامي أنّه لا يملك أي قناة على الإطلاق.

كذلك بثت قناة الزعيم وهو اللقب الذي عرف به النجم المصري عادل إمام، ولم يرِد صناع هذه القناة استغلال اسم إمام فقط، بل اعتمدوا صورته بشكل كارتوني كشعار للقناة، كما استعانوا بصورة كارتونية له من إعلان مسرحية "الزعيم" ويتم عرضها في فواصل الأفلام.

أعطى هذا إيحاءً لكثير من المشاهدين، أنّ القناة يملكها الفنان عادل إمام، وقد نفى الأخير الأخبار المتداولة في تصريحات إعلاميّة، موضحاّ أنّه لا يملك أي قناة فضائية، ووصفها بالمقرصنة. وأشار إلى أنّه لو أراد إطلاق أي قناة، وإن كان ذلك مستبعداً، سيكون بالطرق القانونية، وليس من "بير السلم" مثلما فعل هؤلاء.


وبعد الضجة الكبيرة التي أثارها فيلم "حلاوة روح" للمغنية اللبنانية هيفاء وهبي وإيقاف رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب له وعودته للسينما بحكم قضائي بعد قيام منتج العمل محمد السبكي بمقاضاته، استغل بعض الأشخاص كل هذه الأحداث وأطلقوا قناة تحت اسم "حلاوة روح"، واعتمدوا لها شعار "حلاوة روح طعم مش هيروح".

وتبثّ هذه القناة عدداً كبيراً من الأفلام سواء المعروضة حالياً في دور العرض أو أفلام عرضت منذ فترة، وقد لاقت نسبة مشاهدة عالية. وعلى الرغم من فشل شخصية "تتح" التي قدمها الممثل المصري الكوميدي محمد سعد في فيلمه الذي حمل الاسم نفسه "تتح"، إلاّ أنّ صاحب إحدى القنوات أطلق اسم "تتح" على القناة. وتعرض القناة فيلم "تتح" بشكل متكرّر، بالإضافة إلى أفلام أخرى.

وقد تبرأ محمد سعد من هذه القناة، مشيراً في حديث إلى "العربي الجديد" إلى أنّ لا علاقة له بها، مضيفاً أنّه من أكثر الفنانين الذين تعرضت أفلامهم للقرصنة، وأنّه يجهل سبب التطنيش القانوني على مثل هذه القنوات التي تهدف إلى تخريب بيوت المنتجين الذين ينفقون بالملايين على أعمالهم وفي غمضة عين يتم تسريبها.

واعتبر سعد أنّه لا يملك حق مقاضاة استغلال اسم فيلمه في قناة فضائية، لأنّ الاسم ليس ملكه ومن الممكن أن يستخدمه أي شخص، لكنّه أوضح أنّ الجمهور ذكي، وهو أوعى من أن يصدّق أنّه يملك قناة ويبث من خلالها أفلاماً مسروقة.

كما أُطلق أيضاً اسم "تيتو"؛ وهي الشخصية التي قدّمها الفنان المصري أحمد السقا في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه على إحدى القنوات الفضائية التي لا تعرض فقط فيلم "تيتو" بل تعتمد على عرض الأفلام المعروضة في السينما لكن بتقنية رديئة، إذ تتم السرقة من دور العرض بكاميرا هاتف محمول، وهو ما يظهر ذبذبات ممغنطة أثناء مشاهدة الفيلم.

وعقب عرض فيلم "القشاش" الذي قامت ببطولته حورية فرغلي والممثل محمد فراج ودلال عبد العزيز، أطلقت قناة تحمل الاسم نفسه، وتبرأ صناع الفيلم من وجود أي علاقة بينهم وبين هذه القناة. وأشار بطل الفيلم محمد فراج في إحدى تصريحاته الإعلاميّة إلى أنّه فوجئ بوجود قناة فضائية تحمل اسم الفيلم، وقد تلقى اتصالات هاتفيّة عديدة تستفسر عن علاقته بهذه القناة، مؤكداً أنه لا يملك أياً منها على أي من الأقمار. ولفت إلى أنّ صناع هذه القنوات استغلوا نجاح العمل وأطلقوا اسمه على قناتهم.


وبعد ديو "مايستاهلوشي" الذي قدّمه الموزع الموسيقي وعضو لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب "أراب آيدول" حسن الشافعي مع الشخصية الكارتونية "أبلة فاهيتا"، وتحقيق هذا الديو لأعلى نسبة مشاهدة عبر يوتيوب، أُنشئت على الفور قناة تحمل اسم "أبلة فاهيتا" في محاولة لاستغلال هذا النجاح.

أيضاً، وكما حصل مع الأسماء التي وردت، واستغلالاً للنجاح الذي حققته الراقصة الأرمنية الأصل "صافيناز" في مصر، أطلقت إحدى القنوات الفضائية واحدة من القنوات التي تحمل هذا الاسم، وظنّ الكثيرون أنّ صافنياز تملكها. وتبريراً لما حصل، قالت صافيناز في حديثها إلى "العربي الجديد: "لا أعرف أي شيء عن هذه القناة، لكن إطلاق اسمي على اسم قناة فضائية شيء يسعدني ولا يغضبني على الإطلاق، لأنّه يدل على أنّ اسمي أصبح يمثل عنصر جذب للمشاهدين".

الجدير بالذكر، أنّ كل هذه القنوات تقوم باستئجار تردداتها من شركات أقمار اصطناعية متخصصة في تأجير الترددات للراغبين في إنشاء قناة بشكل غير شرعي، وتبيع الشركة لأي مشترٍ مساحة مقابل مبلغ محدود من المال، في الوقت الذي يجني فيه أصحابها أرباحاً خيالية بالملايين كونهم ينفردون بأسلوب رخيص يعتمد على سرقة الإنتاج الفيلمي والسينمائي وعرضه من خلالها، مما يؤدي إلى خسارة شركات الإنتاج وخسارة المنتجين.

وقد طالب العديد من المنتجين سابقاً بإقرار قانون يجرّم سرقة الأفلام، إلاّ أنّ ذلك لم يتم حتى الآن، وينتظر هؤلاء المنتجون على أمل أن يتم إقراره في الدورة البرلمانية القادمة.

المساهمون