الحدّاد: 7 خطوط عربية نجت من النسيان

الحدّاد: 7 خطوط عربية نجت من النسيان

25 يوليو 2014
الخطّاط السوري محمد فاروق الحداد في الشارقة(العربي الجديد)
+ الخط -

نظّمت إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، محاضرة بعنوان "خطوط خالدة"، قدّمها الخطّاط السوري محمد فاروق الحداد، مدير مركز الشارقة للخطّ العربي، الذي تحدّث عن فنّ الخطّ العربي، تاريخه وتطوّره وحاضره، الذي شهد نجاة 7 أنواع من الخطوط فقط من بين مئات اندثرت، كما عرض الحداد عدداً من أعماله في معرض حمل عنوان المحاضرة نفسه. 

على هامش المعرض والمحاضرة، أشاد الحدّاد بحيوية الخطّ العربي، التي ميّزته في تراث الفنون الإسلامية ولم تبهت يوماً، وفصّل لـ"العربي الجديد" أبرز أنواع ومدارس هذا الفنّ، مبتدئاً بالخطّ الحجازي: "هو من أهمّ الخطوط العربية، وقد كان يُكتب في المدينة على عهد الرسول، ثم تطوّر وتحسّن على أيدي أهل الكوفة، ولذلك سمّي الخطّ الكوفي، ومنه نشأت جميع الخطوط، فالخطّ الكوفي هو من أقدم الخطوط العربية وأعرقها، يتميز بكونه خطاً هندسياً زخرفياً مرناً يقبل الزوايا، وله أنواع كثيرة بينها: الفاطمي والأندلسي والنيسبوري والقيرواني والشطرنجي والمضفور...".

كما ميّزالحدّاد "خطّ الثلث" عن غيره بصعوبته ودقّته، "حتى أنّ الخطاط لا يستحقّ لقبه إلا إذا أتقنه، لأنّ حروفه كبيرة، وتمتاز بقابليتها للتركيب وصناعة الأشكال الهندسية والتصويرية"، معرّجاً على تأثير الجغرافيا في فنّ الخطّ، إذ طبعت كلّ منطقة هذا الفنّ بثقافتها وحضارتها، ونلمس هذه التأثيرات مثلاً على الخطّ القيرواني والخطّ الفارسي...


من أعمال الحدّاد في معرض "خطوط خالدة" في الشارقة 

وقد عرف تاريخ الخطّ العربي اندثار الكثير من أنواعه ومدارسه، حتى لم يبق سوى القليل، والتي يطلق عليها حالياً اسم "الخطوط الخالدة"، وعن هذه التسمية قال الحداد: "إنّ ما يطلق عليه الخطوط الخالدة هي التي صمدت عبر الزمن، وظلّ الخطّاطون يستعملونها في كتاباتهم، فقد عرف فنّ الخطّ العربي عبر مسيرته الطويلة مئات الأنواع من الخطوط، لكنّها اندثرت كلّها، ولم يبق منها سوى عدد قليل، ويمكن أن نحصي اليوم سبعة أنواع من الخطوط لا تزال تستعمل منذ القرون الماضية إلى اليوم، هي: الثلث والنسخ والديواني والرقعة والفارسي والكوفي والقيرواني، وقد استطاعت أن تتجاوز الزمن لإمكانياتها الجمالية ومرونتها وقدرتها على الاستجابة للحاجات المتجدّدة".

وعن سبب اختيار الخطّاطين "خطّ النسخ" لكتابة القرآن قال: "اختار الخطّاطون الأوائل واللاحقون خطّ النسخ لكتابة المصحف الشريف، حتى أصبح خطّ القرآن بلا منازع، لأنّه أحد أجمل وأوضح الخطوط العربية، لتميّزه بوضوح صور حروفه واكتمال تشكيله، مما يسهّل عملية القراءة ويضمن سلامة النطق والتجويد". 

 

المساهمون