داريا السورية: إفشال محاولة تقدم للنظام وتدهور بالأوضاع الإنسانية

داريا السورية: إفشال محاولة تقدم للنظام وتدهور بالأوضاع الإنسانية

19 يوليو 2016
القوات النظامية تقضم داريا ببطء منذ 3 أشهر(Getty)
+ الخط -

استطاعت الفصائل المعارضة في مدينة داريا المحاصرة في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، صدّ محاولتي توغل للقوات النظامية خلال الساعات الماضية، رغم تدهور الأوضاع الميدانية والإنسانية داخلها، وخاصة عقب سيطرة القوات النظامية على جميع الأراضي الزراعية وعدد من الكتل السكنية، ما ينذر بخطر أن يكون مصيرها مشابها لمصير الزبداني في ريف دمشق.

وقال عضو المجلس المحلي في مدينة داريا، حسام عياش، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "النظام يواصل حملته العسكرية العنيفة ضد داريا وأهلها المحاصرين الذين يفوق عددهم 8 آلاف مدني، فارضاً عليهم حصاراً خانقاً، ما يجعلهم في مأساة إنسانية، من جراء نقص المواد الغذائية والطبية، وقصف المناطق السكنية".

وأضاف أن "رغم كل الظروف الصعبة، استطاع الثوار، صد محاولات القوات النظامية التوغل داخل المدينة، موقعين في صفوفها عددا من القتلى والجرحى"، لافتا إلى أن "القوات النظامية تقضم داريا ببطء منذ 3 أشهر، خارقة قرار مجلس الأمن الخاص بوقف الأعمال العدائية، وللأسف عجز المجتمع الدولي والدول الكبرى والمنظمات الدولية إيقافه عن التقدم وضمان سلامة ألاف المدنيين بداخلها".

من جانبهم، أطلق الناشطون وبعض الكيانات السياسية المعارضة نداءات استغاثة وبيانات إدانة وغيرها من النشاطات كالمظاهرات، للمطالبة بالعمل لوقف الهجمة الدموية التي يشنها النظام على داريا.

لكن تلك الأفعال ذهبت أدراج الرياح، حيث ظهرت معظم الفصائل المعارضة وخاصة في الجنوب السوري والقريب من داريا، عاجزة عن القيام بأي عمل مؤثر يخفف عن داريا لانشغالها بمصالح محلية أو عدم موافقة الداعمين على فتح معارك مع النظام، عقب أن تحول التوجه لدى الداعمين من مناصرة المعارضة ضد النظام إلى محاربة داعش أولا.

ولم تكن الدول الكبرى الفاعلة في الأزمة السورية بعيدة عن هذا العجز، فرغم التدخل الأميركي ضمن مجموعة الدعم الدولية، لتشميل داريا بقرار وقف الأعمال العدائية، لقبولها بالحل السياسي وعدم وجود تنظيمات إرهابية كتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة"، رفض النظام ذلك.

كذلك عجز الروس عن القيام بأي هدنة محلية، في وقت يرى متابعون أن الأمر يكرس تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ، إذ يتولى داريا "حزب الله" ومن خلفه الإيرانيون، كما توجد الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري، واللذان يرفضان أي تسوية للأزمة في داريا، مصرين على استمرار الأعمال العسكرية لبسط سيطرتهم عليها كاملة، ما قد يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين.

يشار إلى أن داريا محاصرة من قبل القوات النظامية منذ حوالي الـ4 سنوات، وكانت تعتمد في صمودها خلال مواجهاتها مع القوات النظامية على تأمين غذاء المحاصرين بداخلها إما عبر الأراضي الزراعية، او ما يتم إدخاله إلى المدينة عبر حواجز النظام مقابل مبالغ مالية كبيرة، قبل أن يكثف النظام هجماته عليها خلال الشهور القليلة الماضية.