"بوليتيكن": مؤتمر البحرين "سوق" لبيع فلسطين لصالح تعاون سعودي-إسرائيلي

"بوليتيكن": مؤتمر البحرين سوق للمزايدة على سعر بيع حلم الدولة الفلسطينية

29 مايو 2019
بونديك: يريدون الفلسطينيين ضعفاء في "صفقة القرن" (ميشيل راينولد/Getty)
+ الخط -
كتب كبير المراسلين ورئيس التحرير الأسبق لصحيفة "بوليتيكن" الدنماركية، هربرت بونديك، اليوم الأربعاء في مقال له، أن "الغرض الوحيد من مشاريع ما يسمى حل قضية فلسطين حاليا هو تحسين حياة الفلسطينيين في ظل استمرار الاحتلال، وبناء على قول السفير الأميركي لدى إسرائيل، دافيد فريدمان، إن إسرائيل تقف إلى جانب الرب، وعليه فإن ترامب يقف إلى جانبها"، مؤكدا أن مؤتمر البحرين سينعقد "لأجل بيع قضية فلسطين لصالح تعاون سعودي-إسرائيلي".

وتأتي أهمية ما كتبه بونديك (ذي الأصل اليهودي) باعتباره مطلعا على ما يدور في دوائر صناعة القرار في تل أبيب والغرب، مذكرا بأنه "في عالم الأعمال يمكن لك أن تستفيد إذا تحالفت مع الطرف القوي، بيد أنه في السياسة يمكن أن تكون النتائج كارثية، وفي الحقيقة تلك هي السياسة التي ينتهجها (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب مع ضجيج تسويق ما يسميه "صفقة القرن"، أي حل قضية فلسطين".

ويعرج بونديك، الذي فقد أحد أولاده في صفوف جيش الاحتلال، وكان مؤيدا للصهيونية قبل أن يتراجع ويصبح ناقدا لاذعا لها منذ أواخر الثمانينات، على الكيفية التي يجري من خلالها تسويق "صفقة القرن" بالقول إن "مستشاري ترامب في القضية الفلسطينية، وجميعهم تقريبا يجاهرون بـ"تعصبهم"/أرثوذكسيتهم اليهودية، دعوا أخيرا إلى ورشة في البحرين نهاية الشهر المقبل. و(السفير الأميركي) دافيد فريدمان وزملاؤه متدينون بطريقة تجعل من نسختهم اليهودية تملي عليهم الوقوف مع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

ويرى رئيس التحرير الأسبق لصحيفة "بوليتيكن" أن "مواقف هؤلاء المستشارين الأميركيين بنظر الفلسطينيين تجعلهم غير مرحب بهم كمفاوضين". 

ويذكّر القراء بأنه "فيما التفسير الرسمي لما يُحضّر له هؤلاء في البحرين أنه مؤتمر لـ"السلم والرخاء"، وأنه لجمع الاستثمارات وحشد الدعم المالي والسياسي لجعل الحل السياسي للقضية الفلسطينية أمرا ممكنا، فإن الحقيقة الثابتة التي يحضر لها هي فرض رضوخ فلسطيني عبر التسلط لتحديد سعر بيع حلمهم بدولة مستقلة تكون القدس الشرقية عاصمة لها".

ويمضي هربرت بونديك شارحا الآليات بقوله: "هم يتصرفون معهم (مع الفلسطينيين) كالتصرف مع الأطفال بأنه إذا كان لديك مال فيمكنك الشراء وإلا فلا، ولا شيء أوضح من أنهم يريدون إحضار الفلسطينيين إلى الصفقة باعتبارهم ضعفاء. وبحسب ما تشي التقارير القادمة من واشنطن، فإن الحديث يدور عن مبلغ 68 مليار دولار سيجري صرفها كاستثمارات في مصر والأردن ولبنان، دون أن يعرف مصدر تلك الأموال، بيد أن لا أحد يشك بأن السعودية ستكون الدافع الأكبر".   

ويعتبر المتحدث ذاته أن "الدفع السعودي في الحقيقة ليس بسبب القلق أو الحرص المفاجئ للمملكة على رفاه الدول العربية، لكن ذلك له تفسير واضح في استراتيجية الأسرة الحاكمة في مواجهة خوفها من النفوذ الإيراني المتنامي في العالم العربي، فنظام إيران أصبح العدو الرئيس لهم". 

ويعود بونديك  ليذكر بالهجمات الأخيرة على أنابيب النفط: "فقصف المتمردين الحوثيين، حلفاء إيران، صدم العائلة (السعودية) التي اختبرت أن بلدها يعيش عزلة رهيبة مؤخرا".

وفي استعراضه لعلاقات دولة الاحتلال الإسرائيلي مع الرياض، يشدد بونديك: "وبالمناسبة تقوم الدبلوماسية السعودية على الاستفادة من التكملة الإسرائيلية القوية في واشنطن منذ اليوم الأول لانتخاب دونالد ترامب للدفع باتجاه محاربة إيران". 

وبعد التعريج على الحشد العسكري الأميركي في الخليج والعالم العربي، يذكر أن "كل تحركات ترامب وأقوال ( رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو عن قصف إيران ومشاريع إرسال آلاف الجنود انتهت بثرثرة ترامب بأنه لا حرب ولا هجوم على إيران، وبالتالي فلم يعد للسعوديين سوى إسرائيل كحليف بوجه إيران، باستعادة مشاريع نتنياهو أيام حكم باراك أوباما لقصف المفاعلات النووية الإيرانية". 

وأوضح الكاتب ذاته: "رغم أنه لا يجري الحديث عن تعاون رسمي (بين السعودية وإسرائيل)، فإن المدخل لجعل ذلك رسميا ومسوقا بشكل جيد من خلال حل قضية فلسطين، ولو بخيانتهم وفتح سوق المزايدة على السعر الأعلى للبيع الذي يفتح الطريق لتعاون إسرائيلي سعودي، وثمة من هو مستعد في الرياض لدفع الثمن الباهظ لتحقيق ذلك".​

المساهمون