حوار الدوحة الأفغاني: "وفد وسطاء" يعبّد طريق المفاوضات

حوار الدوحة الأفغاني: "وفد وسطاء" يعبّد طريق المفاوضات

26 يناير 2016
جانب من الحوار الأفغاني في الدوحة (العربي الجديد)
+ الخط -

تعزّز استضافة قطر، للمرة الثانية في أقل من عام، حواراً وطنياً أفغانياً، ضم ممثلين عن مختلف أطراف المشكلة الأفغانية، وأبرزهم حركة "طالبان"، فرص وضع قطار السلام الذي تأخر كثيراً على سكته الصحيحة.

اقرأ أيضاً: حوار الدوحة الأفغاني يسعى للدفع باتجاه وقف إطلاق النار

وفي وقتٍ لم تظهر فيه الدوحة، في مؤتمر الحوار الأفغاني في الصورة بشكل مباشر، وفضلت أن يجري بعيداً عن وسائل الإعلام وفي غرف مغلقة، تاركة للأطراف الأفغانية، ولمنظمة "باغواش" الكندية، أن تحدد محاور الحوار، فإنها تسعى، وفق مصادر قطرية رسمية، من وراء تنظيم هذا الحوار إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف الأفغانية حول القضايا والموضوعات التي تحقق الأمن والسلام والاستقرار للشعب الأفغاني، وتحقيق المصالحة بين الأطراف كافة.

ووفق مشاركين في المؤتمر، فإن إحدى أهم نتائج هذه الجولة من الحوار الأفغاني، تتمثل، في اتفاق، لم يجر الإعلان عنه رسمياً، يتمثل في تشكيل "فريق من الوسطاء"، لإدارة الحوار بين ممثلي حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية، يكون مقبولاً منهما.

وقال  وزير الداخلية السابق في الحكومة الأفغانية، عمر داود زاي، أحد المشاركين في الحوار، في هذا الصدد، إن "إحدى أبرز ثمار الحوار الأفغاني في قطر بحث تشكيل فريق من الوسطاء مقبولين من الطرفين، بحيث تم الاتفاق على مبدأ وجود فريق وسيط نزيه ومحايد، وسيتمّ مناقشة أعضاء هذا الفريق في العاصمة الأفغانية، كابول".

ولم تُكشف هوية "وفد الوسطاء"، وما إذا كان أفغانياً صرفاً، أو يضم ممثلين عن الدول المنخرطة في الأزمة الأفغانية. لكن اعتراف حركة "طالبان" بأنها لا تسعى إلى احتكار السلطة في أفغانستان، وأنها تعترف بالجماعات الأفغانية الأخرى وتستوعبها، ساهم في التوصل إلى تشكيل "فريق الوسطاء" الذي يفترض أن يدير المفاوضات في مرحلة لاحقة، لم يجر تحديد موعد لها، بين مختلف الأطراف الأفغانية. 

من جهته، شدد الأمين العام لمنظمة "باغواش"، بولو كوتا رامسينو، على أهمية الدور الذي تلعبه قطر في إرساء السلام في أفغانستان، مشدّداً على أنه لا حل عسكرياً في أفغانستان. وقال إن هناك ضرورة لاستيعاب كل الآراء، وإنه لا يوجد احتكار للسلطة. وأوضح أن "هذا ما قالته "طالبان"، وهي خطوة إيجابية في اتجاه الحل".

ورأى  رامسينو أن "هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار وإيقاف كل العمليات العسكرية التي تؤثر على الشعب الأفغاني". وقال "لدينا حرب مستمرة منذ عقود، فلا نتوقع حلها في اجتماع واحد، لكننا نهيئ الفرصة لتبادل الآراء، كي نتقدم خطوة إلى الأمام في عملية السلام، ونتمنى أن تستمر هذه العملية".

وكانت حركة "طالبان" قد أكدت سعيها إلى تحقيق السلام ووقف الحرب الدائرة في أفغانستان في جلسات الحوار الوطني الأفغاني.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان"، محمد نعيم، تعهد المكتب السياسي الذي فوّضته الحركة للحوار مع مختلف الأطراف الأفغانية، بالسعي إلى تحقيق السلام في أفغانستان، استناداً إلى مجموعة من الشروط، أهمها "إنهاء الاحتلال وإقامة النظام الإسلامي في البلاد".  

 وقدمت "طالبان" في الحوار ما يمكن اعتبارها رؤية تعكس تطوراً في مواقف الحركة المتشددة، خصوصاً ما يتعلق منها بقضايا مثل، "احترام حرية الرأي، وحقوق المرأة، وتهيئة الأجواء للتعليم لأبناء الوطن"، وتأكيدها "أن الهدف من (الجهاد) هو إنهاء الاحتلال وإقامة النظام الإٍسلامي، وأنها لا تتدخل في شؤون الآخرين، ولن تستخدم الأراضي الأفغانية ضد الآخرين، وأنها لن تسمح للآخرين بالتدخل في شؤون بلادها، وأنها تريد علاقات حسنة مع دول العالم، وهي لا تعارض القوانين الدولية التي لا تتعارض مع الأصول الإسلامية والمصالح والقيم الوطنية".

وبالنظر إلى آراء مشاركين في حوار الدوحة الأفغاني، استطلعتها "العربي الجديد" بشأن مستقبل هذا الحوار، يمكن القول إن جولة الدوحة نجحت في تعبيد الطريق باتجاه إطلاق مفاوضات بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية. لكن إطلاق هذا المفاوضات وتوقيتها يعتمد على ما سترد عليه حكومة كابول التي سبق وأعلنت، وفق أحد المشاركين في الحوار، عبد القيوم كوجاري، أنها "على استعداد للحديث معهم مباشرة، والاستماع  إلى  مطالبهم". وهو الموقف الذي أكده الأمين العام لمنظمة "باغواش" الذي قال عن موقف الحكومة الأفغانية من الحوار، إن "الحكومة الأفغانية تنتظر ما يتمخض عنه، ونحن نجمع كل الآراء، ونقدمها إلى كل من يهمه الأمر".

اقرأ أيضاً: حوار أفغاني في الدوحة بمشاركة "طالبان"

المساهمون